هل نحن فعلا في مرحلة الغريزة و الإنحدار…!!!!!؟؟
فاطمة حاكمي _ إذا كان المفكر الجزائري “مالك بن نبي” قد قسّم المراحل التي مرّت و تمرُّ بها الأمة الإسلامية الى ثلاثة مراحل هي مرحلة الرُّوح ، مرحلة العقل و مرحلة الغريزة؛ و إذا كانت مرحلة الرّوح هي مرحلة صدر الإسلام الى المرحلة الراشدية.. فإنّ مرحلة العقل _حسب بن نبي_ فهي تبدأ من عصر بني أمية مرورا بالدولة العباسية وصولا الى عصر الأندلس و هي الفترات التي ازدهرت فيها شتى العلوم العقلية و النقلية من فلسفة و ترجمة و طب و عمران ..
أما المرحلة التي سنتوقف عندها مليّا ، و التي بدأت من فترة ما بعد الموحدين ، هي التي أطلق عليها المفكر مالك بن نبي بمرحلة #الغريزة و الانحدار الذي مازلنا نعيش تبعاته الى يومنا هذا …
حقيقة .. الأمة الإسلامية _ اليوم _ تعيش أسوء عصورها انحدارا ماديا و معنويا فكريا و عقليا سياسيا و اقتصاديا….
فمرحلة الغريزة التي أُطلقت على عصرنا هذا ليست تلك الغريزة التي تنحصر في النّزوات البيولوجية و ما يحيط بها من انغماس في الملذّات ..، بل هي أعمق من ذلك بكثير…
فالأمة الإسلامية _ اليوم _ تحكمها غريزة “البقاء “و لو على حساب المبادىء و الثّوابت ..و النّماذج كثيرة هندسها الحكام و بسطوا ايديهم للأعداء فاستباحوا أوطانهم و أبادوا شعوبهم مقابل الولاء و الخضوع.
الأمة الإسلامية تحكمها _ أيضا _غريزة “الأنا” التي فرّقت بين شعوبها و دولها ،؛ فأضحت الصّراعات بين دول الجوار علاقات عداء و تربصّ و أطماع و ما مشاكل الحدود بين البلدان في المشرق و المغرب العربيين ؛ إلاّ نتيجة ما قد نسميه .. غريزة الأنا ، التي جعلت الاطماع التوسعية هي المُحرك الأول لغريزة البقاء و لو اقتضى الامر التحالف مع العدو للإطاحة بالجار الشقيق!!!
أمتنا الإسلامية _اليوم_ تعيش أسوء مراحلها بغريزة “الإنبطاح “و الولاء لأعداء العقيدة و الوطن …حتى و لو كان الولاء ثمنه إبادة اخوانهم في الدين و تشريدهم و تهجيرهم …
التاريخ يُسجل بالدم و الدموع ، أننا أمة حكامها تحركهم غرائزهم البيولوجية في اتباع الملذات و المتع الزائلة ، و تحركم غرائز الجبن و الرّهبة من الآخر و الرغبة في البقاء .. و لو على حساب المئات من الثكالى و اليتامى و الأشلاء…
و ستبقى الشعوب الإسلامية لقمة سائغة في أيدي حكامها المستبدين المنبطحين، مالم تستفيق هذه الشعوب من سُباتها ..و تنفض عنها غبار الانهزامية و المذلُة…
و يبقى الأمل في صناديد الأمة الذين يولدون من رحمِ القمع و الظلم في العودة بهذه الأمة الى مرحلة الرُّشد و السّيادة التي كانت تتربع عليها لقرون من زمن الحضارة الاسلامية…