الجزائر و لعنة مخيمات تندوف ؟ أي مصير ينتظر اخواننا المحتجزين بمخيمات الذل والعار؟

ابو نعمة نسيب/ كريتيبا / البرازيل- الحكومة الجزائرية وتحت ظغط شركات دولية والقرارات الاممية الاخيرة تريد إزالة مخيم الداخلة ومخيمات اخرى في الطريق ، وعزت أوساط متتبعة إلى قرب المخيم من منجم غار اجبيلات التي قررت الحكومة الجزائرية إعادة خط إنتاجه بعد توقف دام لعقود، وكذالك لدخول شركة أمريكية وبرازيلية في عرض استغلال هذا المنجم وهو القرار الذي سبقته أعمال الدراسة المرتبطة بطرق وكيفيات استغلال هذا المنجم، الذي ترى الجزائر انه يتوفر على أهم احتياط عالمي من الحديد.

وقد حاولت الجزائر عبر وسائلها الإعلامية التهليل للمشروع والثناء عليه، وتصويره كمنقذ للجزائر وشبابها الذي رفع شعار (أموت في البحر ليأكلني الحوت و لا أموت في أرض الجزائر ليأكلني الدود ) ، وثمنت ما سمته إجماعا شعبيا على المشروع، وترحيبا به داخل كل مكونات الدولة خاصة سكان ولاية تندوف، متناسية مصير ألاف الصحراويين الذين استقدمتهم عنوة و رغم انفهم للاستقرار فوق أراضيها واعتبرتهم لاجئين. وها هي تتخلى عنهم في أبشع صور الخذلان والتنكر، بعدما ظلت لسنوات وعقود تعلل دفاعها بالاحتكام للمبادئ والقيم الانسانية وليس بدافع استغلالهم لضرب المغرب أو الحصول على منفد مؤدي الى المحيط الأطلسي على حساب تراب المملكة المغربية الشريفة من جهة الصحراء المغربية.

واليوم، وبعد أن ضاقت درعا بطول أمد النزاع الذي اختلقته، وتصاعد الاحتجاجات الداخلية في بلد غني انفق قادته أموال شعبه على لوبيات لدعم أطروحة البوليساريو التي تفرق عنها الجميع وأصبحت منبوذة تلجا بعد كل مصيبة إلى الجزائر التي أثقلتها المشاكل هي الأخرى، وصارت تبحث عن حل تسكت به أفواه الجياع، لتهتدي فيما اهتدت إليه إلى فكرة بعث المنجم الميت وإحيائه بحثا عن ثروات قد تجد فيها من البركات ما لم تجده في غيرها على أهميته.

الجزائر تسعى للتضحية بمدينة من مدن الجزائر لتنشئ دولة البوليساريو الوهمية ، في انتظار ظهور مشاريع اقتصادية جزائرية جديدة، ستجد بعدها الجزائر نفسها ابتلعت أركان دولة بنتها فوق أراضيها، ظلت تتشدق في نشراتها الإخبارية بأنشطة سفاراتها وتمثيلياتها في دول حليفة للجزائر، فيا ترى أين ستقيم الجزائر دولة البوليساريو الجديدة ؟

وكيف ستبرر أمام العالم نقل ما تسميه دولة من مكان إلى آخر؟

ان الشركتين الامريكية والبرازيلية قدمت للحكومة الجزائرية خطة من اجل اجلاء ساكنة تندوف حتى يتسنى لهم استغلال منجم تندوف

ما لا تعرفه الجزائر أن الصحراويين لن ينتظروا كما لم ينتظروا في السابق أن تبتلع مخيماتهم، وهم الذين خبروا قيادتهم المرتشية البوليساريو على مدى عقود، ويعلمون إن قادتها سيقبلون إقامة دولة في احد إحياء العاصمة الجزائرية (الجزائر) إن تطلب الأمر، لان الأهم عندهم تطبيق أجندة الجزائر وليس الدفاع عن الصحراويين، وحتى من يدافع عن جماعة ليس بقادر على منحها وطنا، لان الوطن الحقيقي لا يبتلع أبنائه بل يتقبلهم كيفما هم ويغفر أخطائهم .

من هنا، يتبين كما اثبت التاريخ أن الصحراويين لا ارض لهم ولا وطن إلا في المغرب الذي يفتح ذراعيه لهم دون ميز ولا مساومة، والوحيد الذي سامح من عارضه وحاربه منهم ولا زال إلى اليوم يعرف شعاراً على كل مداخله ” إن الوطن غفور رحيم “. وحتى إن طبقت الجزائر قرارها بتشريد ألاف الصحراويين بمخيم الداخلة، فالأكيد لن يفكروا سوى بالعودة إلى وطنهم الحقيقي المغرب، وليس البقاء في بلد يتاجر بمعاناتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *