
المصالحة الوطنية: رؤية ليبية خالصة في زمن التحديات
في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بليبيا، تبرز رؤية الدكتور الصديق حفتر كمثال حي على الدعوة إلى الوحدة والتكاتف. يؤمن الدكتور الصديق بأن المصالحة الوطنية يجب أن تكون ليبية بحتة، نابعة من إرادة أبناء الوطن أنفسهم، فهم الأكثر إدراكاً لخصوصياتهم وهمومهم.
هذا التوجه ينبع من قناعة راسخة بأن الحلول المستوردة غالبًا ما تعقد الأوضاع بدلًا من حلها، حيث يرى الدكتور الصديق أن التدخلات الخارجية تُفاقم الانقسامات وتجعل مسار المصالحة أكثر تعقيدًا. من هنا، يدعو إلى مصالحة ليبية خالصة تنطلق من حوار وطني مفتوح يرتكز على مبدأ الاحترام المتبادل بين الأطراف كافة.
ولا يقتصر الأمر على التشديد على أهمية الحوار، بل يشمل أيضًا التأكيد على أن المصالحة هي عملية متكاملة تتطلب جهوداً جماعية تهدف إلى بناء الثقة وتعزيز الوحدة الوطنية. ففي مجتمع عانى من انقسامات متعددة، يبقى العمل على مستوى الأفراد والمجتمعات المحلية حجر الزاوية لتجاوز الماضي وصناعة مستقبل مشترك.
وينطلق الدكتور الصديق حفتر في طرحه هذا من إيمانه العميق بقيم التسامح والتنازل، حيث يراها أساسيات لا غنى عنها لإنجاح أي مصالحة. وبرغم التحديات القائمة، فإنه يشدد على أن هذه القيم متجذرة في الثقافة الليبية الأصيلة، وأن العودة إليها يمكن أن تكون مفتاحًا للسلام الدائم.
ولتجسيد رؤيته على أرض الواقع، يرى الدكتور الصديق حفتر أن المصالحة الوطنية تتطلب خطوات عملية مدروسة، مثل إقامة مؤتمرات مصالحة محلية، وتشجيع المبادرات الشعبية التي تعزز الحوار والتفاهم. وبالنظر إلى التاريخ الليبي، فإن قراءة الماضي بعقلية منفتحة يمكن أن تقدم دروسًا قيمة تُحوّل التحديات إلى فرص حقيقية.
إن رؤية الدكتور الصديق حفتر، برغم وضوحها وبساطتها، تمثل خريطة طريق شاملة نحو تحقيق الاستقرار وبناء ليبيا جديدة. وتبقى المسؤولية في تطبيق هذه الرؤية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الليبيين، دون استثناء، لتحقيق حلم الوطن الموحد.



