بوليتيكو: عسكريون أميركيون أجروا محادثات مكثفة لاستخدام قواعد روسية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان
كشفت مجلة “بوليتيكو” عن مفاوضات أمريكية مكثفة لاستخدام قواعد عسكرية روسية من أجل عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان. ولفتت في تقرير الى إن جلسة استماع سرية بين قادة البنتاغون وأعضاء في مجلس الشيوخ تمت هذا الأسبوع، وتحدث المسؤولون خلالها عن المحادثات التي جرت مع الدول المحيطة بأفغانستان حول إمكانية شن عمليات مكافحة إرهاب “في الأفق” أو عن بعد باستخدام الرادار القادر على اكتشاف ورصد الحركات والأهداف، بشكل يسمح للقوات الأمريكية بمراقبة وضرب أهداف في البلد الذي باتت تسيطر عليه حركة طالبان.
واوضح أعضاء في مجلس الشيوخ، إن هذه القواعد قد تشمل قواعد عسكرية يديرها الروس في هذه البلدان. وبعد تقديم شهادات عامة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، قام القادة العسكريون الثلاثة، وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مايك ميلي، وقائد القيادة المركزية، كينيث ماكينزي، بتقديم إيجاز للنواب خلف الأبواب المغلقة حول النقاشات الدائرة مع حكومات طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وغيرها. وجاء الكشف للمشرعين يوم الثلاثاء بعد ساعات من اعتراف وزير الدفاع أوستن أن الولايات المتحدة طلبت من روسيا توضيحات حول عرض من الرئيس فلاديمير بوتين لاستقبال عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في القواعد العسكرية الروسية بوسط آسيا.
وأخبر أعضاء مجلس الشيوخ الذين حضروا الجلسة السرية أن العرض تم التعامل معه بجدية. وقال المشرعون إن الجنرال ماكينزي، قدم تفاصيل حول المقاتلات العسكرية ونقاط الإطلاق التي يمكن استخدامها لضرب أهداف إرهابية في أفغانستان. ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ميلي أيضا لأعضاء مجلس الشيوخ طبيعة النقاشات مع نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نشرت أن ميلي ناقش الموضوع مع جيراسيموف. لكن التفاصيل الأخرى عن اللقاء لم يتم الكشف عنها. وقال السناتور الديمقراطي عن رود أيلاند جاك ريد: “إنها في مناطقهم ومن الناحية الواقعية، فروسيا هي التي تتحكم على ما أعتقد. ربما لم يكن لدى روسيا فيتو، ولكن بالتأكيد لديها تأثير، ولهذا يجب أن تتحدث معهم”.
ولم يرد ممثلون عن البنتاغون أو القيادة المركزية على أسئلة المجلة للتعليق. وجاء الكشف عن المحادثات في وقت عبّر المسؤولون عن قلقهم من تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملجأ للإرهابيين الذين سيحاولون توجيه ضربات للولايات المتحدة. وفي شهادته أمام الكونغرس، قال ميلي إن تنظيم القاعدة قد يعيد ترتيب نفسه في أفغانستان في مدة تتراوح من 6-36 شهرا.
وتعلق المجلة أن فكرة اعتماد الولايات المتحدة على روسيا في عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان تعتبر تطورا مدهشا للأحداث. وبعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وانهيار الحكومة التي دعمتها واشنطن في كابول، فعمل القوات الأمريكية من قواعد عسكرية بوسط آسيا سيعرضها لجمع المعلومات الاستخباراتية من قبل الروس.
وعبّر المشرعون من الحزبين عن شكوكهم في قدرة الولايات المتحدة على التعويل على عمليات مكافحة الإرهاب عن بعد. كما أظهروا قلقا من دقة الطائرات بدون طيار وإمكانية سقوط ضحايا مدنيين، وهو ما بدا واضحا من عملية 29 آب في كابول، التي قتل فيها ضحايا مدنيون بينهم 7 أطفال.