هكذا كانت قلعة بعلبك قبل آلاف السنين
بالصور
وينغمس المتصفحون في مشهدها ثلاثي الأبعاد خلال زيارة افتراضية عبر تطبيق”بعلبك ريبورن” الذي تعاونت المديرية العامة للآثار اللبنانية في تطويره مع المعهد الألماني للآثار وشركة “فلاي أوفر زون” الأميركية، التعرّف على المعلم الروماني الشهير من خلال جولة افتراضية تشمل 38 محطة على مدى ساعتين.
وهذا التطبيق الذي بات متوافراً للتحميل على الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، يُدخِل بعلبك “نادي المواقع الاثرية التي يمكن زيارتها افتراضيا بتقنية ثلاثية البُعد”، بحسب مديرة الموقع الأثري الشهير لور سلوم. ويشكّل التطبيق “ثمرة عمل استغرق عامين وشارك فيه مؤرخون وعلماء آثار ومهندسون”، على قول سلوم، وكان لألمانيا دور أساسي فيه.
لكنّ الاهتمام الألماني بآثار بعلبك يعود إلى أكثر من ذلك بكثير. فقد أثمرت أبحاث علماء آثار ألمان على مدى عقود طويلة تكوين معلومات “عن العمارة والمواد المستخدمة ومصدرها وأسلوب الحياة والتواصل وعلاقة السكان بالمعابد وجيرانهم وإمدادات المياه والطرق داخل المدينة”، وفق ما شرحت مديرة القسم المتخصص بالشرق في المعهد الألماني للآثار مارغريت فان إيس التي صمّمت متحف بعلبك سنة 1998. وقالت: “استناداً على الأبحاث الطويلة والمعمقة بات باستطاعتنا إعادة إعمار المدينة ومعابدها”.
أما الجانب التقني فتولّته شركة “فلاي اوفر زون” الأميركية المتخصصة في الجولات الافتراضية التي تسمح للمشاهدين بالسفر عبر الزمن.
واختصر المهندس هينينغ بورويتز من البعثة الألمانية التجربة قائلاً إن “الزائر يجد نفسه في مشهد بانورامي من 360 درجة، وكأنه حط قدميه فعلياً في المكان”.
وليست الأعمدة الستة التي تظهر في صور قلعة بعلبك، ويعرفها زوار معبد جوبيتر الروماني، فيه سوى غيض من فيض الأعمدة الكثيرة التي كانت تتصدر واجهته قبل قرون بعيدة. كما يكتشف السائح الافتراضي أن معبد باخوس الروماني في قلعة “مدينة الشمس” كان ذا سقف خشبي. ومن على سطح أحد أعمدة جوبيتر على ارتفاع نحو 25 متراً، يشاهد الزائر مدينة بعلبك المعاصرة وما يحيطها.