الصدّيق حفتر ودور الشباب في المصالحة ومستقبل ليبيا
تواجه ليبيا تحدياتٍ هائلة، قد يكون أبرزها وأهمها فقدان الشباب الليبيّ الأمل في اعادة بناء دولة ديمقراطية حديثة، لذلك من الضروري دعوة الشباب الليبيّ إلى المشاركة في عملية السلام والارتقاء إلى مستوى أعباء بناء مستقبل ليبيا، من خلال
العمل مع الشباب، وليس فقط العمل من أجلهم، ولضمان تمثيلهم ومشاركتهم الفاعلة في إنهاء الصراع.
فالشباب يشكلون الأغلبية العظمى من تَعداد سكان ليبيا، وهم الأكثر تأثراً بالصراع، ولن يكون هناك حلّ في ليبيا دون مشاركة الشباب، فهم عماد المجتمع، وعليهم تُبنى الآمال لتحقيق التنمية البشرية والمجتمعية.
لقد سبّبت الاضطرابات الكبيرة خروج الشباب عن خططهم ومسارها، واضطُرَّ العديد منهم إلى التأقلم مع الأوضاع الجديدة، إذ وجدوا أنفسهم مشرَّدين، واضطُرّوا إلى البحث عن أنواع مختلفة من العمل، مثل العمل الحِرَفي في القطاع الخاص، والبحث والتكنولوجيا.
إن الأولوية بالنسبة إلى الشباب الليبيّ، تتمحور حول التشجيع على المشاركة في الانتخابات، إلى جانب إصلاح نظام التعليم والدعم الاقتصادي للشباب، وتحسين القانون الانتخابي وتقديم مخصَّصات لدعم برامج المتطوِّعين الشباب على مختلف
مستويات الانتخابات ومراحلها، ودعم منظَّمات المجتمع المدني للقيام بدور إشرافي في العملية الانتخابية، لضمان مزيد من الشفافية وتحسين استراتيجية التواصل بشأن الانتخابات عموماً، ودعم الأعمال التجارية والشركات الناشئة. ويرى الشباب أنّ المصالحة يجب أن تركّز على الضحايا، وعودة أولئك الذين شُرِّدوا، واتخاذ خطوات جادة نحو عودتهم إلى الوطن، وتأمين العدالة أيضاً والتركيز على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التحريض على خطاب الكراهية، وضرورة التصدي لذلك، دون تشجيع التخويف والتهديدات ضد الصحافيين والمراسلين.
ويعتبر الشباب الليبيّ أنّ المصالحة تتطلب أيضاً زيادة الوعي، وهنا يُمكن منظماتِ المجتمع المدني الليبيّ أن تؤدي دوراً هامّاً في إطلاق مبادرات من شأنها التصدي للنزعة القبلية والإقليمية والانقسامات، فضلاً عن تسهيل الحوارات المحلية دعماً للمصالحة الوطنية، ويُمكن القيام بذلك من خلال دعم الشبكات المدنية التي تشارك في إطلاق مثل هذه المبادرات بين المناطق والمجتمعات المحلية.
ويُمكن أن يتولى الشباب الليبيّون القيادة في العديد من القضايا، وهم يريدون المشاركة في تسهيل الحوار وإجراء محادثات بشأن الكيفية التي يرغبون بها في رؤية المجتمع الليبيّ في المستقبل.
ويرى الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، بوصفه رئيساً للجنة المصالحة الوطنية، أنّ الشباب الليبيّين يجب أن يكونوا أصحاب الكلمة الفصل في الكثير من الملفات، خصوصاً أنهم الأكثر نشاطاً وحيوية، وأكثر فئات المجتمع رغبةً في التغيير
والتجديد.
ويشدّد الصدّيق على عدم تجاهل متطلّبات هؤلاء الشباب وتأمين البيئة المناسبة لهم وإشراكهم في المخططات التنموية الوطنية، تمهيداً لمشاركتهم في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية للبلاد.
فالشباب، برأي الدكتورالصدّيق، هم مَن سيحملون راية التغيير والتنمية في البلاد، وسيشكلون المنارة للأجيال القادمة. فهم يعرفون كيف يستغلون الفرص الاقتصادية والمساهمة برفع نسبة النموّ في البلاد، وتحسين نوعية حياة الأُسرة في ليبيا.
ويرى الدكتورالصدّيق حفتر أنّ الشباب الليبي الواعي والمثقف والمتعلم، هو مَن سيبني ليبيا المستقبل، وسيكون أكثرَ فعاليةً على جميع المستويات وفي جميع القطاعات، وهو مَن يستطيع أن يضع حداً للصراعات، ويدفع نحو تحقيق المصالحة الوطنية التي تؤمّن البيئة المطلوبة على صعيد الأمن والأمان في ليبيا، ومن أجل مستقبل أبنائها وشبابها.