هذه حنان رحاب المرأة الحديدية التي لا تنال منها الخفافيش!
دنا بريس/ نادية الصبار- في العصر الرقمي؛ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، متجاوزةً حدود التواصل الشخصي لتصبح منصة واسعة للتعبير والنقاش. ومع تزايد استخدام هذه المنصات، ظهر نوع جديد من الشخصيات التي تتغذى على الطفيليات الرقمية، والتي يمكن وصفها بالطفيليين الرقميين ” الخفافيش” الذين يتغذون على حياة الأشخاص من أجل تحقيق مكاسب شخصية من خلال نشر محتوى تافه غالبا ما يتم فيه التلاعب بالحقائق وتشويه سمعة الآخرين سواء كانوا أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين.
فبفضل طبيعته غير المنظمة وسهولة الوصول إليه، يوفر السوشل ميديا بيئة مثالية لهؤلاء الطفيليين ” الخفافيش” للانتشار والنمو. فهي تمنحهم منصة واسعة لنشر الأكاذيب والشائعات، مما يعزز من قدرة هؤلاء على جذب الانتباه وزيادة متابعيهم عن طريق إثارة الجدل وتوليد المحتوى الاستفزازي. في هذه البيئة، يصبح النجاح مرتبطاً بشكل متزايد بالقدرة على جذب الانتباه بغض النظر عن نوعية المحتوى.
هذه التغذية الإعلامية التي يحصل عليها الطفيليون الرقميون “الخفافيش” تؤدي إلى تفشي سلوكيات سلبية تتسم بالتحريض والتشهير، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية المعلومات التي يتلقاها الجمهور. وتطور هذا الاتجاه يعكس تأثير السوشيال ميديا في إعادة تشكيل المعايير الإعلامية، وتحويلها نحو مساحات تسهم في نشر التفاهة والتشويه بدلاً من تعزيز المحتوى الهادف والموثوق.
وهكذا تطفو على السطح شخصيات تافهة جدا ” تجاوزا أطلقنا عليها صفة “الخفافيش” لأنهم بكل بساطة يصطادون في المياه العكرة، ومن بينهم واحد ألف أساليب التشهير حتى صارت ضالته، اليوتيوبر “تحفة” الذي قدم نفسه بداية كمعارض للملكية والأجهزة الأمنية ثم تحول إلى مدافع عنها، مما أثار تساؤلات حول دوافعه وأهدافه الحقيقية. ومع مرور الوقت، تطور الأمر ليكشف عن جوانب أكثر خطورة تتجاوز مجرد الانتقاد والتقلبات.
خرجة تحفة الأخيرة وحملة التشهير الممنهجة
إن خرجة الخفاش الأخيرة، التي تمزج بين التشهير والترهيب والابتزاز بحق زميلات وزملاء صحافيين، وبالأخص ما طال الزميلة حنان رحاب، جعلنا أمام ما اعتبره متتبعون للشأن الإعلامي تجاوزا خطيرا من “تحفة/المبتز” إلى “تحفة/الشبكة الإجرامية”. كيف ذلك؟!
فما قاله في حق الزميلة حنان رحاب لا يمكن أن نجد له نظائر في مواد منشورة بمواقع معينة، وبصفحات لمدونين مشبوهين، بل ذهب إلى أبعد بذلك بكثير.. متوعدا إياها بنشر الغسيل وكشف ” الكراسين” ويقصد بذلك كشف المستور؛ التبان الداخلي وما وراء التبان وأنه للآن لم يكشف إلا تبانا صغيرا جدا وأنه سيواصل حملة التشهير.
فعلى حجم ما قام به الخفاش الرقمي “تحفة” في الحملة التي استهدفت حنان رحاب بشكل خاص والتي تمثلت في محاولة يائسة منه لتشويه سمعتها ونشر معلومات مغلوطة عنها بطريقة منظمة في حق حنان رحاب التي طالما كانت في الصف الأول وفي مقدمة المدافعين عن الشفافية وحقوق الصحافيين، وما ما قام به تحفة على حجمه من محاولة لما سماه “نشر الغسيل” من خلال هجمة ضارية وحشية تهدف إلى زعزعة سمعتها وتقويض جهودها النضالية؛ لن يكون إلا حملة يائسة فالشمس لا تغطى بالغربال وشتان بين تحفة وبين رحاب فالمسافة بينهم كالمسافة بين الشمس والقمر!. ولكنها مع ذلك؛ فالحملة في نظري ونظر المتتبعين جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى التأثير على المشهد الإعلامي بالمغرب.
تحفة ورحاب حنان وجهان لعملة لا يمكن ان تكون واحدة!
“تحفة شوهة” هو يوتيوبر معروف بظهوره المفاجئ وتغير مواقفه بشكل لافت. بدأ نشاطه على يوتيوب كمناهض للملكية و”المخزن” والمؤسسات الأمنية، موجهًا انتقادات لاذعة لتصرفات هذه الجهات. ومع مرور الوقت، تحول موقفه ليصبح داعمًا لهذه المؤسسات، مما أثار العديد من الأسئلة حول مدى صدق وشفافية مواقفه.
في الآونة الأخيرة، ظهرت دلائل تشير إلى أن “تحفة” ليس مجرد شخصية مثيرة للجدل، بل قد يكون جزءًا من شبكة إجرامية منظمة تعتمد على التشهير والابتزاز كأدوات رئيسية وتهدف إلى تحقيق أهداف مشبوهة عبر الإعلام الرقمي.
وأما حنان رحاب المناضلة الصحافية فقد قدمت مسيرة مهنية ملؤها التفاني في الدفاع عن حقوق الصحافيين وتعزيز الشفافية في الإعلام. فبفضل جهودها المتواصلة؛ أصبحت رحاب شخصية محورية في النضال من أجل حقوق الصحافيين، معززةً مواقفها من خلال العمل النقابي والدفاع عن الإصلاحات الإعلامية فمسيرتها النضالية تعكس التزامها بالعدالة والشفافية مجسدةً القيم الإنسانية والمهنية.
في المقابل، يقف “الخفاش تحفة” كرمز للتشهير والابتزاز، فعلى الرغم من ظهوره المفاجئ في عالم اليوتيوب، إلا أن نشاطه سرعان ما تحول إلى نمط من الهجوم على الشخصيات العامة، بما في ذلك الصحافيين مثل حنان رحاب. وبدلا من استخدام منصته لنشر محتوى هادف؛ اختار “تحفة شوهة” نهج التشهير والتلاعب بالحقائق، مما جعل منه أداة في يد شبكة إجرامية تهدف إلى زعزعة استقرار الإعلام والنيل من سمعة المناضلين.
بينما تسعى رحاب إلى تعزيز قيم النضال والمهنية، يركز “تحفة شوهة” على نشر الأضاليل والابتزاز، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين من يسعى لتحقيق الصالح العام ومن يستخدم وسائل الإعلام لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. إن الفرق بين هاتين الشخصيتين يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الصحافة في المغرب، ويجعل من الضروري دعم وتعزيز الأصوات النزيهة التي تدافع عن القيم الأخلاقية والإصلاحات الحقيقية في الإعلام.
يُعرف “تحفة شوهة” بانتقاده العنيف للعديد من الشخصيات العامة والمسؤولين، وغالباً ما يوجه اتهامات بالتشهير والابتزاز. في الوقت الذي يدعي فيه الحصول على معلومات من مصادر خاصة، يواجه انتقادات بشأن مصداقية محتواه وطبيعة مصادره. بل تصاعدت الأنباء حول تورطه في حملة تشويه ممنهجة تستهدف الصحافيين والناشرين، مما أضاف بعدًا جديدًا لفضيحته.
الممارسات الاخيرة للمدعو “تحفة” تشير إلى أنه ليس مجرد شخصية مثيرة للجدل، بل قد يكون جزءًا من شبكة إجرامية تعمل على تنفيذ حملات تشويه وابتزاز ممنهجة من خلال الإعلام الرقمي ووالوسايط الاجتماعية، وبالتالي فهي تستهدف بوضوح الشخصيات العامة والصحافيين، وتسعى إلى تحقيق مصالح غير واضحة من خلال استخدام “تحفة شوهة” كأداة في حملاتها.
ممارسات “تحفة” مفضوحة.. وسؤال لصالح من يسيل لعابه المدسوس؟ بدا مشروعا!
الممارسات الأخيرة للمدعو “تحفة” أحد هذه الخفافيش الرقمية قد تكشف في القادم من الأيام عن ارتباط “تحفة” بشبكة إجرامية تستخدمه كأداة لتنفيذ أجندات معينة. فقد بدا واضحا أنه ومن معه يستهدفون بوضوح الشخصيات العامة والصحافيين، مما يجعل من “تحفة” وسيلة لتحقيق أهدافهم من خلال الحملات الممنهجة.
وإلى حين ما قد تكشف عنه الأيام القادمة في قضية تحفة؛ حري بنا الإشارة إلى خطورة هذه القضية والتي لا تقتصر فقط على المساس بسمعة الشخصيات المستهدفة، بل تمتد إلى التأثير السلبي على الأمن الإعلامي وصورة البلاد ككل والذي من شأنه أن يؤثر على الثقة في الإعلام المستقل ويعزز صورة سلبية عن الوضع الحقوقي في المغرب.
ولذلك، ففقد اعلن جملة من المتعاطفين بضرورة فتح تحقيق شامل لكشف خيوط هذه الشبكة الإجرامية وأهدافها، وأن يتضمن التحقيق فحصًا دقيقًا للروابط بين “تحفة” والشبكة الإجرامية، وتحديد كيفية استخدامه كأداة في حملاتهم، مع مطالبهم بتعزيز الجهود لحماية الصحافة الوطنية وضمان سلامتها في مواجهة هذه التهديدات.
إن القضية التي تثار حول الخفاش “تحفة / شوهة” وحملته ضد حنان رحاب تكشف عن عمق التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة في المغرب.
إن حماية الصحافة من الابتزاز والتشهير يجب أن تكون على رأس أولويات المؤسسات الإعلامية والأمنية، وذلك لضمان الحفاظ على نزاهة الإعلام واستقلاليته!