الهواري: وحدة الساحات تعتبر إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، مؤخراً أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيبدأ الساعة 8:30 صباح الأحد (19 يناير الجاري) بالتوقيت المحلي في غزة، في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام أن المفاوضات للمرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار ستبدأ في اليوم الـ16 من تنفيذ الاتفاق، ويأتي ذلك بعد تأكيد هيئة البث الصهيونية أن حكومة بنيامين نتنياهو صدّقت على اتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وقالت وسائل إعلام صهيونياً “إن 24 وزيرا في الحكومة أيدوا الاتفاق، في حين عارضه 8 وزراء”.

في المقابل إشترطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هدوءا قبل 48 ساعة من بدء الاتفاق لتتمكّن من تسليم الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول لسريان الاتفاق.

وفي الوقت الذي جاء فيه هذا الإتفاق بعد أن صمود أسطوري سجّله أهالي قطاع غزة بوجه العدوان الصهيوني الغاشم، أجرت جريدتنا حواراً مع مع الكاتبة والاعلامية المصرية علياء الهواري، تطرّق خلاله الى أهمية الإتفاق بالنسبة للمقاومة الفلسطينية وتأثيره على مستقبل القضية.

  • فيما يلي نصّ الحوار:
  1.  كيف تنظرون إلى أهمية اتفاق وقف اطلاق النار الذي عدّه الكثير تراجعاً للعدو الصهيوني أمام شروط المقاومة؟الهواري : اتفاقية وقف إطلاق النار التي جرى التوصل إليها تمثل تطورًا استراتيجيًا هامًا، إذ تراجع العدو الصهيوني عن تحقيق أهدافه العسكرية في غزة بعد الهجمات المتواصلة، وأصبح مضطرا للاستجابة لشروط المقاومة التي تتضمن وقف العدوان ورفع الحصار. هذا التراجع يعد اعترافًا ضمنيًا بقدرة المقاومة على فرض شروطها على مستوى المعركة، مما يعزز مكانتها في الساحة الإقليمية والدولية. يشير هذا التطور إلى أن المقاومة ليست مجرد طرف مدافع، بل أصبحت قوة مؤثرة في موازين القوى، وهو ما يعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها في المنطقة.
    وبالإضافة إلى ذلك، فإن توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار يسلط الضوء على فشل إسرائيل في تحقيق التفوق العسكري الكامل على المقاومة، ويثبت أن المقاومة قادرة على فرض المعادلات بشكل قوي. وهذا يعد مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا للمقاومة سواء من الناحية العسكرية أو السياسية.
  2.  هل سيكون مصير نتنياهو وسائر قادة العدو كمصير أولمرت بسبب فشلهم؟
    الهواري : من المحتمل أن يواجه نتنياهو وسائر قادة العدو تبعات سياسية نتيجة لفشلهم في مواجهة المقاومة بشكل حاسم. فشل العمليات العسكرية في تحقيق أهدافها وظهور العجز عن إيقاف الهجمات أو منع تحسن قدرات المقاومة قد ينعكس سلبًا على شعبية الحكومة الإسرائيلية. هناك سوابق تاريخية توضح أن قادة الاحتلال الذين فشلوا في تحقيق نصر حاسم غالبًا ما يواجهون نتائج سياسية وخيمة، كما حدث مع إيهود أولمرت بعد فشل الحرب على لبنان 2006. في حالة نتنياهو، قد يتعرض لضغوطات داخلية من الشعب والمعارضة السياسية، مما قد يؤدي إلى عزله أو استقالته إذا استمر الوضع في التدهور. الفشل العسكري قد يفتح المجال لتغيير سياسي في إسرائيل، وربما تقليل فرصه في العودة إلى الساحة السياسية في المستقبل القريب.
  3. أهمية وحدة الساحات بعد “طوفان الأقصى
    الهواري : وحدة الساحات تعتبر إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي. من خلال التنسيق بين مختلف فصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة داخل إسرائيل، تم تعزيز قدرات المقاومة وزيادة الضغط على الاحتلال في عدة جبهات. هذا التنسيق أدى إلى استنزاف قدرات العدو على مستوى أكبر، حيث واجهت إسرائيل تحديًا في الرد على الهجمات المتعددة من مناطق مختلفة في وقت واحد.
    وحدة الساحات لا تعكس فقط التنسيق العسكري، بل تعزز من الروح المعنوية للشارع الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وتوحد الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال. هذه الوحدة تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلال والحرية، وتؤكد على أن المقاومة ليست مقتصرة على جهة واحدة أو مكان واحد، بل هي حركة شاملة تشترك فيها كافة مكونات الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *