دبي تفتح متحف المستقبل: رسالة أمل ومنصة علمية عالمية
دشّن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “متحف المستقبل”، أكبر منصة في المنطقة لدراسة المستقبل واستشرافه وتصميمه وبناء شبكة من الشراكات مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية العالمية، معتبراً أنّ المتحف “رسالة أمل وأداة تغيير، ومنصة علمية عالمية وآلية مؤسسية متكاملة لاستشراف مستقبل أفضل لنا جميعاً”.
وأشار ابن راشد خلال الافتتاح إلى أنّ “متحف المستقبل هو ترجمة للخيال الإنساني، وتجسيد للإرادة الإماراتية التي تواصل التفوق على نفسها”، مؤكّداً أنّ الصرح “سيكون ملتقىً للعقول والباحثين والعلماء والخبرات والطاقات الفكرية والإبداعية من كلّ أنحاء العالم”.
شهد حفل افتتاح “متحف المستقبل” عرضاً بصرياً تخلّله بثّ فيديوات سلّطت الضوء على مفهوم المتحف ورؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جعل دبي المدينة الأكثر تطوراً وتقدماً علمياً وتقنياً ومعرفياً.
يُعدّ “متحف المستقبل” معلًماً حضارياً استثنائياً، يشكّل إضافة نوعيةً لأهم المعالم والأيقونات العالمية، كما يعتبر تحفة معمارية لا نظير لها بفضل تصميمه الهندسي ذي الطابع الريادي السابق عصره، ليصوغ من الآن مفهوم عمارة المستقبل ويصنع إرثها، وليليق تصميمه بما يمثله وما يجسده من قيمة علمية ومعرفية وفكرية، وبما يعكس دوره كمنصة تجمع أهم وأبرز العقول والخبرات ومستشرفي المستقبل للاستعداد لبيئة المستقبل والمساهمة في رصد أهم التطورات والتحديات والمعضلات التي ستواجه البشرية في الخمسين سنة المقبلة، وإيجاد حلول غير تقليدية لها، وفق ما ذكرت صحيفة “الخليج”.
بالإضافة إلى ذلك، سيعمل متحف المستقبل على استقطاب أفضل الأفكار العالمية وتوليد مفاهيم جديدة لدبي، تجعلها متقدمة على غيرها. كما سيكون المتحف العقل المفكر والمنصة المعرفية والعلمية الابتكارية الأوسع والأشمل من نوعها التي تجمع أفضل المواهب والعقول الإبداعية لإثراء الحوار والنقاش وتوليد المقترحات والتصورات لترسيخ التميز في مختلف القطاعات.
يتألف متحف المستقبل من ثلاثة عناصر رئيسية: التلة التي يرتفع فوقها المبنى، وتصميم المبنى الخارجي، والمحتوى الداخلي للمتحف، ضمن مقاربة مفاهيمية متكاملة، تشكل العناصر الثلاثة في مجموعها القيمة المعمارية والفنية والمعرفية والفلسفية للمبنى الأيقوني.
يبلغ ارتفاع المتحف 77 متراً، من دون أن توجد أي أعمدة أو دعامات ارتكازية في داخله، ما يعجله المبنى الأكثر انسيابية في العالم. ويعتبر المتحف من المشاريع المعمارية الأكثر تعقيداً في العالم، حيث يُصنَّف في خانة “الإعجاز الهندسي”، فقد تم تنفيذه باعتماد نموذج “التصميم البارامتري”، وهو عبارة عن تقنية ثلاثية الأبعاد تعتمد على تصميم تقني متطور يعمل عن طريق إدخال البيانات والمحدِّدات الخاصة بالمبنى المراد تصميمه، بالاعتماد على الأسس الهندسية المعروفة بالخوارزميات، وهي عدد مدروس من الخطوات الرياضية المتسلسلة والمنطقية التي تسمح بمعالجة متغيرات محددة التي تؤدي إلى حل مسائل معينة أو التصدي لأية تعديلات أو تحديات تطرأ أثناء التصميم أو التنفيذ، ضمن مقاربة مفاهيمية في البناء تجمع بين العمارة والنحت والرياضيات. ويشار للتصميم البارامتري، المستخدم على نطاق محدود في العمارة الحديثة كونه يتطلب تقنيات وأدوات معمارية فائقة التطور، بـ”نمذجة التصميم” أو التصميم المعياري، أو التصميم المتغير كونه يتطلب مرونة تقنية فائقة بالاستناد إلى قاعدة بيانات يتم تحديثها طيلة مراحل التصميم والبناء، بحيث يسمح التحكم بالمتغيرات وتطويعها لتغير نتائج المعادلات