سيّالات روحانيّة بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاج يونس)
رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة كاتب باحث، مهندس فنّان, عربي لبناني, من بلدة النّبي رشادة, نجمة هلال بلدات غربي بعلبك, مدينة الشّمس, رحاب سهل البقاع الشّمالي...
سيّالات روحانيّة
بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاج يونس)
رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة
كاتب باحث، مهندس فنّان, عربي لبناني, من بلدة النّبي رشادة, نجمة هلال بلدات غربي بعلبك, مدينة الشّمس, رحاب سهل البقاع الشّمالي…
دائما تُحفّزني سيّالاتي الفكريّة على ممارسة فنون الكتابة… فأكتب، وأبحر في ماورائيّات المدى، تفكّرا وتأمّلا وتمعّنا، و دائما أتخاطر في البعد الكوني محاكاة, لما يتناهى لوجداني من خيالات البعد الآخر الممتد, لفنون التّواصل الإنساني، تطبيقا للنّظام الكوني، وفق أطياف الألوان الإنسانيّة، لنظم فنون قانون الباطن…
و أواصل حركة فعل الكتابة الكثيفة بكثير من الجدّيّة, و كأنّ حركة الدّنيا تتوقّف على فعل كتاباتي, و كأنّ القرّاء و الكثير من المتابعين, لا يهنأ لهم إطمئنان إلاّ بقراءة آخر خواطري, المنتعشة بالحبّ و المرتعشة بالعشق, تلك المولودة قدرا و عدالة من قلب المودّة و الرّحمة, و الّتي تحملهم على صهواتها الأثيريّة إلى سبر أسرار عوالم كونيّة أخرى إفتراضيّة الرّؤى…
أبدأ من حيث لا أدري, حركة الكتابة من أوّل حرف أبجديّ معروف في ذاكرتي, لأوّل كلمة عربيّة متكاملة تخاطرني, و أوّل جملة إبتكاريّة هادفة أجرؤ بوحا بها, و أوّل سطر في أوّل ورقة أرقمه, فأوّل مقطع أشكّله, حتّى إكتمال نصّ الخاطرة… و لا أتوقّف عن تشكيل و رسم حروفيّاتي و كلماتي و خواطري النَّثريّة و الشّعريّة و الفنّيّة و الفلسفيّة, النّابضة بسيّالات الحبّ و العشق من قلب المودّة و الرّحمة, إلاّ حين أضع آخر نقطة نورانيّة على آخر سطر ضوئيّ واقعيّ…
تنزلق سيّالات الحروف الضّاديّة، منبثقة من سيّالات تفكّري حانية الإيقاعات المموسقة, و تنبثق الكلمات متحاببة متعاشقة متشاغفة الجنبات, و تتماهى الخواطر القصار متوجّدة الأحاسيس, و تنبثق الأقوال الحكميّة الهادفة, منبثقة سيّالة من طرف سنّ قلمي العاشق, الغارف من جوهر الحقيقة، الدّافق بالحبّ و العشق من قلب المودّة و الرّحمة, الممتليء بالحبر الأحمر أو الأسود أو الأزرق أو الأخضر… كما تنزلق طريّة لطيفة عن طرف لساني, و تنبثق سيّالة أثيريّة عبر شفتيّ فمي, و أنا ألقي تواشيح فلسفتي في جموع النّاس العرفانيّة الوعي, الّتي لا تملّ سماع جرأة بوحي في توصيف نسائج الحقيقة, للباحث عنها في إمتدادات الأرض والكون…
عناصر حروفيّاتي المتوالدة من النّقطة الإشراقيّة, و نماذج خطوطيّاتي المبتكرة من إبداعات محارفي, جزيئات وامضة من تشكيلات كلماتي المستحدثة, تكرج سريعة عن طرف لساني, و تتسابق جارية في مساراتها, قِبلتها هدفها الّذي أعِدّت له مُسبقا… و مضات أفكار تتهالل بالأطياف, و فلسفات خواطر تتماهى بالشّاكرات, شئت لها تخرج من رحم خاطري مكتملة النّسائج, تتموسق منسجمة التّشكيل, روّضْتها كثيرا في عقلنة قلبي, وجرّبتها طويلا في قلبنة عقلي, و حملتها مددا في فضاءات مخيّلتي, فإقترن الحبّ بالعشق في كينونتي على ذمّة المودّة و الرّحمة من لدن الله…
مواضيع خواطري المتنوّعة, مشهديّات حبّ وعشق من نوع آخر, أنمنمها بحاني المحارف الضّاديّة, المجبولة بومضات المودّة في سيّالات طمأنينة النّفس بذكر الله… و محتويات خواطري لوحات أنسنة وعشق وحبّ كونيّ من نسائج أخرى, أشكّلها بتشاغف الأحاسيس و المشاعر المطهّرة, المضمّخة بعبق الرّحمة في كوامن كينونتي… أبني من مزيجها الإنسجاميّ في أثير روحي, صرحا آخر للقداسة و الطّهارة, صومعة صلوات و نسك و تصوّف و تهجّد و مناجاة و خشوع, تقام فيها تراتيل الحبّ و تجاويد العشق, تسابيح مودّة و رحمة في رضا الله و تقواه…