الجامع الأموي الكبير في بعلبك… أحد أهم المواقع الإسلامية الأثرية النادرة في لبنان
الجامع الأموي الكبير جمع ما بين الحضارة الإسلامية والحضارة الرومانية
الجامع الأموي الكبير في بعلبك… أحد أهم المواقع الإسلامية الأثرية النادرة في لبنان
الجامع الأموي الكبير جمع ما بين الحضارة الإسلامية والحضارة الرومانية
يعدّ الجامع الأموي الكبير واحدا من أروع المعالم الأثرية الدينية في البقاع بمدينة بعلبك اللبنانية، ويعود عمره إلى عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، ويتميز بتصاميمه الجميلة التي تشبه إلى حد كبير عمارة المسجد الأموي في دمشق، ويعتبر من أجمل الأماكن السياحية في البقاع.
وهو من أقدم وأكبر مساجد مدينة بعلبك، ويعتبر من المواقع الأثرية النادرة التي تعود إلى الفترة الأموية في لبنان، ويتميز بتصميمه الذي يجمع بين الفن البيزنطي والعمارة الإسلامية، ويستقطب السياح بوصفه أحد أهم المعالم التاريخية في البلاد.
يقع الجامع الأموي الكبير بالقرب من قلعة بعلبك الرومانية، وقد بني أواخر القرن الأول الهجري، حوالي عام 96 للهجرة على يد الخليفة الوليد بن عبد الملك، ويضاف إلى المسجد مدخل النورية فيه نسبة إلى نور الدين زنكي، وقد درس فيه أيضا صلاح الدين الأيوبي.
والجامع الأموي الكبير بني أواخر القرن الأول الهجري، حوالي عام 96 للهجرة…
ثم أضيف إلى هذا المسجد أحجار من قلعة بعلبك، وأيضا من مقالع القلعة، فهذا المسجد يتشابه كثيرا مع المسجد الأموي في دمشق والجامع الأموي في حلب، فقد بنيت هذه الجوامع الثلاثة في ذلك العهد، ولذلك جاءت تصاميمها متشابهة نوعا ما، يضاف إلى ذلك أن عمارة هذا المسجد تنتمي للحقبة الأموية التي كانت في زمن الوليد وعبد الملك، ويعد تحفة رائعة من الفن الإسلامي القديم.
تنتصب في الباحة مئذنة الجامع المربّعة التي تشبه بتصميمها الفريد البرج الحربي، وقد بنيت بالحجارة الكبيرة لتنسجم مع باقي البناء، وخارج الجامع ساحة واسعة تتميز بأروقتها، وتحيط بها أعمدة، وفيها نافورة مياه صغيرة.
هذا المسجد جمع ما بين الحضارة الإسلامية والحضارة الرومانية، لكنه تعرّض للتدمير بسبب السيل العظيم الذي ضرب مدينة بعلبك يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار 1318 للميلاد، حيث دمر ما يزيد على 1500 بيت، ودخلت المياه الجامع وخربت بعض جدرانه، وأوقعت المنبر، ووصلت رؤوس الأعمدة. وكان هذا السيل لم يعهد مثله، حتى أن الماء دخل الجامع ووجدوا فيه الشيخ علي بن محمد علي الحريري غريقا ومعه جماعة.
أعاد ترميم الجامع حاكم بعلبك الأمير نجم الدين حسن في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 837 للهجرة/ 1383 للميلاد، ثم دُمر مرة أخرى بالزلزال الكبير الذي ضرب بعلبك، وتعرّض هذا الجامع للإهمال على مرّ السنين حتى سمي “الجامع الخربان”، وذلك حتى عام 1996.
مئذنة الجامع الأموي الكبير المربّعة تنتصب في الباحة وتشبه بتصميمها الفريد البرج الحربي
أهل الخير في منطقة بعلبك لم يقبلوا ببقاء هذا المسجد الأثري مهملا، فباشروا العمل بأنفسهم إلى أن استطاعوا الوصول إلى مؤسسة الحريري، لتتم الموافقة على إعادة ترميمه من جديد من قبل مدير مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية، عميد كلية الهندسة المعمارية الأسبق في جامعة بيروت العربية ومستشار مؤسسة الحريري لشؤون التراث، الدكتور صالح لمعي مصطفى وفريقه الكامل، من عام 1996 إلى عام 1998.
وتمويل ترميمه كان بشرط إعادته إلى سابق عهده وإلى تراثه القديم، فنال أفضل جائزة للآثار والترميم. ولا بد أن نستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي رمم وأعاد إعمار الجامع الأموي الكبير.
المسجد تعرّض للتدمير بسبب السيل العظيم الذي ضرب بعلبك
والكلمة المأثورة للمفتي الراحل الشيخ خليل الميس، عندما جاء لافتتاح المسجد بعد ترميمه، فقال: “أهلنا وخلفاؤنا لم يكتفوا بأسلمة البشر إنما أسلموا الحجر أيضا، فهذا بفضله سبحانه وتعالى، وهذا الجامع هو وقف لفقراء المسلمين“.
الجامع الأموي الكبير ببعلبك يتشابه كثيرا مع المسجد الأموي في دمشق والجامع الأموي في حلب بسوريا
ولشهر رمضان المبارك نكهة خاصة في المسجد الأموي الكبير، ولشهر رمضان المبارك بريقه المميز على الجامع، حيث إن عدد المصلين يزداد كثيرا مع صلاة التراويح، إضافة إلى تكثيف النشاطات والدروس الدينية والخطب والمناسبات، واستضافة بعض العلماء وطلبة العلم في المسجد لإلقاء الكلمات والمواعظ في شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران والبركات ومضاعفة الحسنات والأجور.
وتبين أن لهذه الأعمال البسيطة أثرا مشاهدا، حيث تسهم في تهذيب سلوك الناس، وارتباطهم الكبير بالمسجد في رمضان، والتعاون على الخير…