الأسرة والمجتمع وتحدّيات العضر
بحث مُختصر من إعداد وتنسيق: الكاتبة وضحة سعيد شعيب / الرّزمة الأولى
الأسرة والمجتمع وتحدّيات العضر
بحث مُختصر من إعداد وتنسيق: الكاتبة وضحة سعيد شعيب / الرّزمة الأولى
الأسرة والمجتمع…
بحث محدود ومُختصر، حول مُقوِّمات وماهيّات وسِمات وأنماط الأسرة والمجتمع، أو ما يُسمّى بالعائلة النّموذجيّة المجتمعيّة الصّالحة، من زاوية فهم ووعي منظور المنظومة المجتمعيّة العام من جهة، والمنظور الجغرافي والتّاريخي من جهة أخرى، وصولا للمنظور الفقهي الديني والإسلامي والرّوحي العام لها، ووعي موضوعي لفقه الإمام الرّضا (ع) لمنظومة الأسرة الإيمانيّة المجتمعيّة القويمة…
المدخل:
تشير كلمة الأسرة من النّاحية السّوسيولوجيّة، ( علم الإجتماع )، إلى إطار منظومة معيشة رجل واحد وإمرأة واحدة أو أكثر معاً، على أساس الدّخول في حركة فعل علاقات جنسيّة شرعيّة وثابتة، تُقرّها المُعتقدات الدّينيّة السّماويّة، ويباركها قوم المجتمع البشري الإيماني، والنّظام الإجتماعيالرّئيسي، والأسرة المجتمعيّة هي مصدر مكارم الأخلاق، والمناقب الرّفيعة، والدّعامة الأولى، لضبط السّلوك والإطار الذي يتلقّى فيه الإنسان، أوّل دروس الحياة الإجتماعيّة الإنسانيّة الزّوجيّة، في ظلال المودّة والرّحمة…
وللأسرة الزّوجيّة المجتمعيّة النّموذجيّة، المُتآلفة والمُتكافلة والمُتكاملة والمتعاونة، الدّور الإيجابي المحوري، الفاعل نظريّا وإجرائيّا وعمليّا، الذي تلعبه بتقنيّة وجودة رفيعة مُعيّنة، في تحقيق التّربية الإنسانيّة المجتمعيّة، الصّحيحة القويمة للأبناء والحفدة، الذين هم والأحفاد والأنسباء والأصهار وسلالاتهم، قِوام بنيان الصّرح المُجتمعي الإنساني المثالي الصّالح، وبالتّالي عليهم وعلى مدى وعيهم التّكليفي المجتمعي الإيماني البشري، تُبنى صروح حضارة الأمّة الرّساليّة المجتمعيّة الكُبرى…
وهذا ما دفعنا للخوض دراسة وبحثًا وتنقيبًا وتفتيشًا، وتفكّرًا وتأمّلاً وتمعّنًا ووعيًا، في مُكوّنات وسِمات وأنماط أسس بناء الأسرة المجتمعيّة الصّالحة، ومدى إنعكاسها الإيجابي التّفاعلي، على تعارف وتآلف وتكافل وتكامل بنية القوم المُجتمعي، الذين هم جوهر قيام وإستمرار ونجاح وإعلاء صرح الأمّة…
الإشكاليّة:
الأسرة المجتمعيّة اليوم في ظِلّ ثورة الشّبكة العنكبوتيّة ( الأنترنت )، ثورة العصر الإلكتروني الرّقمي، تُعاني من التّحدّيات المُستحدثة والمُصطنعة والضّاغطة، المُحفّزة قهرًا نفسيّا لركوب موجات ما يتمّ تسويقه من العادات والتّقاليد والأخلاق السّيّئة، بفعل حركة الغربة والإغتراب النّفسي الذّاتي، عن المفاهيم التّربويّة الإيمانيّة العقائديّة الصّحيحة، لتبدأ حركة التّحدّيات الخارجيّة الإستعماريّة، المؤثّرة سلبًا وانهيارًا في هدم بناء معالك الأسرة المجتمعيّة السّليمة…
وهنا تظهر ملامح إشكاليّة البحث، حيثُ أفراد الأسرة المجتمعيّة جميعًا، باتوا يعيشون غربة واغتراب عن واقعهم، لتأثّرهم بالتّربية الإلكترونيّة الرّقميّة، عبر برمجيّات مواقع التّواصل الإجتماعي، وتأطير عقل الفرد عصرنة مزيّفة مقصودة، بطمس ثقافة التّربية الأسريّة المجتمعيّة القويمة، وهذا يُمثّل جزءً من إشكاليّة البحث…
الأهمّيّة:
تتجلّى أهمّيّة البحث والدّراسة في أهمّيّة الأسرة والمجتمع، لكونها اللبنة الأساس في بناء المُجتمع، وبصلاحها التّربوي يصلح المجتمع وتصلح الأمّة، وبفشلها التّربوي ينزلق المجتمع والأمّة نحو الهاوية. وتظهر أهمّيّة البحث لتتلاءم مع أهمّيّة العصر وثورة المعلومات، التي أصبحت الأسرة المجتمعيّة تنهل من خلالها، ما يتعارض وعادات وتقاليد وثقافة المجتمع الإيماني العقائدي الرّسالي، وهنا مكمن خطورة العصر الرّقمي على الفرد والأسرة والقوم والمجتمع والأمّة، وهو ما سنحاول في مقالتنا هذه، تسليط الضّوء على مفهوم الأسرة المجتمعيّة من منظور إسلامي، وصولاً لوعي مفهوم الأسرة من منظور الإلتزام الدّين الصّادق، بوحدة وجوهر الأديان، وصولاً للمفهوم الأسري من منظور الفقه الرّضوي، الذي هو فقه الإسلام والرّسول وأهل بيته الأطهار، وقانون إستمراريّة سلامة الحياة الأسريّة…
الأهداف:
التّطرّق لأنواع الأسرة المجتمعيّة النّواة و وظائفها التّكليفيّة. الأساليب التي تتّبعها الأسرة في التّربية والتّنشئة القويمة. أثر التّغيّر الإجتماعي على الأسرة بنيويّا و وظيفيّا. مظاهر الأسرة المريضة. مقوّمات الأسرة الرّضويّة، وفق رؤى الإمام الرّضا ( ع)…