مختارات من كتابات الأديبة سامية عبد الرّحمن خليفة
ملفّ توثيقي خاصّ بالقسم الثّقافي
مختارات من كتابات الأديبة سامية عبد الرّحمن خليفة
أيا درويشُ
أما علمْتَ أنَّ الشَّجنَ في بلادي
صارَ موضةَ العصرِ
وأنَّ الكفنَ الذي غطى صاحبَكَ
باتَ يغطّي الأمَّةَ
لا تحكِ عنْ أشجانِكَ
فكلُّها صارتْ تساوي ذرَّةً
من جبالِ حزننا
وتقولُ عن اسمِه بل قلْ عن أسماء
حتّى الجراح تضاعفتْ
الجراحُ الرّاعفةُ أخذتْ طريقَها في الاتِّساعِ
الطَّعناتُ كثُرَتْ
الحبّ تكتمُ بلداننا أنفاسَه
لكنّها لا تشجبُ المجازرَ والحروب
والمقاصلَ
العمرُ يا صديقي انطفأتْ شعلتُهُ
الشَّمس غابتْ في سكونٍ
والنُّجومُ عيونها انطفأت
الرَّصاصاتُ اخترقت قلب السَّماء
الطيور هاجرت
والشظايا أصابتْ صدرَ الفضاءِ
النُّجوم شدَّت رحالَها في هجرةٍ أبدية
يا صاحبي
أتحكي عنْ أمٍّ تكلى
لا تستغربْ فكلُّنا في ثكل مؤجّل
أتحكي عن المغترب الذي ضاعَ في الأحراج أو الصَّحارى
ونصبَ المضاربَ
نحن في أوطانِنا اغتربنا
وأفواهُ فقرائِنا سُدَّت ببيوتِ العناكبِ
يا صاحبي
أما زلتَ تُنادي على الأوطانِ كي تسمعك
الأمةُ ماتَ فيها الحبّ
لذا لن تسمعك
الأمَّةُ يا صاحِبي سُباتها تأصَّلَ
أحلامها الدجل
أمَّة بترت الخرافة فيها ساق الحقيقةِ
يا صديقي
تغلي في قلوبنا ثورات
الأعلامُ ستبقى منكَّسة حتى إشعارِ آخرِ شهيدٍ
قد يكونُ أنا أو أنتَ
والشهيد في بلداننا يُقتلُ بعدَ موتِهِ
مرَّاتٍ ومرّاتٍ
سامية خليفة/لبنان
صلاة الاستشفاء/ سرد تعبيري
أرومُ امتشاقَ الأماني من أعذاقِ السّماءِ لأسافرَ حرّةً بلا قيودٍ مع الخيال. النورُ أمامي فيضُ نجومٍ والفجرُ انبلاجُ أملٍ، زوّادتي أجنحةُ هروبٍ وملاذي انعتاقٌ. أمنّي الرّوحَ بأنْ أتركَ خلفي السرابَ المغموسَ بلألاءِ الوهمِ، المكفّنَ بمناديلِ الدمعِ والدّمِ، الملوّثَ بلهاثِ النّدمِ ليشحذ خيالي صخبَ هديرِ بحرٍ المركبُ فيه نجاةٌ، شراعُه ذراعا حبيبٍ مجهولٍ، ربما هو مكتومُ القيدِ فخيالي لا يمنحُ حقّ اللّجوءِ إلى عالمي جِزافا!
مركبٌ أشيّدُه من بقايا ركامٍ، فمهما بدتْ أمامي الطّبيعةُ ميتةً، مهما تراءت الأطيافُ لي حاملةً لنعشِ جزيرةٍ مهجورةٍ خَلَتْ منها أصواتُ الطّيورِ، سأنعشُها بخيالي وبه سأرمّمُ واقعي المبتلى بلعناتِ الأساطيرِ وتحكّمِ آلهتِها، خيالي سيولمُ القصصَ المتهالكةَ ليبنيَ مدينتَهُ الفاضلةَ على أنقاضِ عظامِها المهترئةِ المتحلّلةِ، كلّ ما أخشاهُ أن يعجزَ الفكرُ عن التّحكّمِ بمركبتِه في مواجهةِ صواعقِ الويلاتِ، حينها فقط سأعتكفُ هناكَ في صومعةِ التّجليّ لأصلّيَ صلاةَ الاستشفاءِ من واقعٍ لا يحتملُه عقلٌ ولا تبرّرُه إنسانيّةٌ، هي الأخرى مرتهنة بالزّوالِ.
سامية خليفة /لبنان
واضحٌ جدًا أنّ ضريبةَ العشقِ التائهِ
سرابٌ من واحاتٍ
ما هي إلا حصباء تعلوها زوابعُ منْ أشواكٍ
واضحٌ أنَّ عينَ الشَّمسِ عنصريَّةٌ
غافلةٌ
تغلقُ عينيْها فقط
عن منافذِ الفقراءِ
لتشيِّد برجًا وهميًّا
من صفقاتٍ
سوق النّخاسةِ اتَّسعَ
في بلادي
باعوا الإنسانَ بأبخسِ الأثمانِ
باسم الدولارِ
يصلّونَ
صلاتهم توحيد
إلههم واحد
إنَّهُ الجشعُ
الاستعبادُ ما زال ساريًا
لكنْ بوجهٍ آخرَ
واضحٌ أن الحروفَ ارتكبَتْ خطيئةً
حين صيغَتْ منْها كلماتُ
حربٍ دمارٍ ذلّ هزيمة..
واضحٌ أن الوضوحَ أصبحَ غامضًا
في دنيا سيطرتْ عليْها الأهواءُ
انقلبَت فيها المعاييرُ
أمامي أرى وحوشًا
هم ليسوا ببشرٍ
هم وحوشٌ تتحرَّكُ
تحرِّكُها أيادي السُّفهاءِ
كما الدُّمى…
واضحٌ أنَّ الحبَّ نقاءٌ وجمالٌ
وما شهدتْهُ روحي في حب بلادي
سوى انعكاس لذاك الجمال
واضحٌ أنّ الحرّيّةَ تليقُ بنا
فلنصنعْها
قبل ذوبانِ الآمالِ.
ضاع وجهي بين الحطام
تُرمى كجثّةٍ بلا ظلٍّ
على قارعةِ الموتِ وأنتَ حيٌّ
لا أحدَ يكترثُ
حتّى عتمة اللَّيلِ
تمرُّ بالقربِ منكَ
ولا تكترثُ
وأنتَ تتفرَّسُ في الوجوهِ المبعثرةِ
انظرْ إليها كمْ هي متشابهة!
هل تبحثُ بينها عن وجهِكَ الضّائعِ
تحاولُ أن تتذكَّرَ تقاسيمَه ولكن عبثا.. بلا جدوى
هل سألت عنهُ بائعًا متجوِّلًا !
لعلّهُ باعه بأبخسِ الأثمانِ!
أو ربَّما أنّك وُلدت بلا وجهٍ.
عدْ أدراجكَ …عدْ من حيث منبعِ الخطواتِ المتقافزةِ
بلا أقدامٍ
أو تقدَّمْ فهناك من سبقَك
واعتلى العرشَ
مهما حاولتَ فالحكمُ دومًا يصدر مسبقًا
ويعلنُ عنهُ لاحِقًا
وأنا رغمَ احتكامِ الزّمنِ
رغمَ احتدامِ الصِّراعِ
طريقي مصوّبٌ نحو الشَّمسِ
حبري سيبقى مغمورا بالصّبرِ
ما همني إنْ لُقِّبتُ بأميرٍ
وأنا هنا المهمَّشُ المتروك ُعلى ناصيةِ الخذلانِ ؟
أنا للغدِ تاريخٌ ميتٌ فحاضري الشَّهيدُ
أنا للحكايةِ معبرٌ شُقَّ بملعقةٍ ودمٍ
فما البصيرةُ إن لم ترتوِ من نبعِ الحدسِ ؟
ما القصيدة إن لم تدرس في مدرسةِ التَّحدّي؟
ما الأنغام إن لم تخرج من قلبِ الوجدِ؟
مصلوبٌ أنا منذُ فجرِ ولادةِ الحرفِ
لذا انبعث فيّ الشِّعرُ خميرةَ ألمٍ
سامية خليفة /لبنان
سامية خليفة / لبنان
لو يدركون
منفيٌّ أنا
شطبوا اسمي عنْ لائحةِ الوطنِ
لم يدركوا أنّي أنا روحُ الوطنِ
وأنّ منْ بينِ أصابعي
ينزفُ القلمُ
قصائدَ عشقٍ لتربةٍ
تفوحُ منها رائحةُ الزعترِ
هناكَ استودعْتُ أحلامي..
لو يدركونَ
أنَّ الطَّيرَ يأتيني
بأخبارٍ عن البلادِ والعبادِ
لقتلوا الطَّيرَ!
لو يدركونَ أنَّ الذكريات
منقوشةٌ على شغافِ القلبِ
قبلَ العقلِ
وأنَّها تُحييني
لمسَحوا ذاكرتي بخرقةٍ باليةٍ!
لو يدركونَ أنَّ قلبيَ ممتلئٌ بحبِّ لبنان
لشقّوا الصَّدرَ واقتلعوا القلبَ
حاصِريني يا وشوشاتُ
غطّيني بملاءاتِ الحنينِ
لو يدركونَ أنَّ أصواتَ الحياةِ في بلادي
ما زالتْ في أذنيَّ تُحييني
وأنّي أقفلتُ عليْها المنافذَ
لجذّوا أذني
منفيٌّ أنا ظنّوا أنَّ المسافةَ
عنْ وطني تُقصيني
لو يدركون أنّ الأمل
طريقه من نور
لسدوا المعابر
بمشانق الجور
لتيبّست نداوة الورد..
ولكن نبض الأمل يبقى حيّا
مهما كسروا من مراياه
لا …لم يدركوا أبدا
أنّني أنا روحُ الوطنِ
والوطنُ أنا منْ بحبّي أحييهِ
وهوَ الذي برائحة تربته يُحييني.
السيرة الذاتية موجزة
سامية عبد الرحمن خليفة \شاعرة نثر – فنانة تشكيلية.
مواليد بيروت 11 آب 1959
–إجازة في علم النفس العام.
–دبلوم في الرسم والتصوير.
– سنة ثالثة أدب عربي.
—————————–
الإصدارات الورقية:
1ـ رواية بعنوان: سرديات نخلة عمل مشترك مع القاص التفاعلي صالح خلفاوي/دار أمل الجديدة
2- ديوان :هاتفني الحب/دار غوايات
3-ديوان :أمطر حبا/دار غوايات
ديوانان ورقيان مشتركان مع الشاعر المغربي أ. عبد القادر الغريبل
–ديدان الأرض الطيبة
–ليس هذا رأسي ولا تلك أفكاري
—————————–
–الإصدارات الإلكترونية:
ما فوق ٧ إصدارات
مع توثيق لعدة دراسات نقدية في شبكة أغاريد أجريتها للعديد من الكتب
————————–
شاركت في دواوين عديدة منها:
المرأة الإلهية/ميزوبوتاميا
“بوح أدرد” في جزئيه الأول والثاني
—————————–
نلت العديد من شهادات التكريم منها حوالي ١٧ شهادة دكتوراه فخرية
ودروع تكريمية وشهادات فخرية في العمل الإنساني والأدب والشعر .
———————-
عضو بارز ومن مؤسسي مجموعة الشيخ الشقران / أمين السر
عضو بارز ومن مؤسسي الدار الثقافي اللبناني العربي /أمين الصندوق
عضو بارز ومن مؤسسي منتدى حرف ولون/أمين صندوق
مسؤولة القسم الثقافي في الشبكة العربية العالمية للإعلام
عملت سابقا كمسؤولة النصوص في مجلة محررون
–رئيسة التحرير في مجلة أغاريد التي تديرها الشاعرة فاطمة منصور
رئيسة التحرير في مجلة حرف ولون الإلكترونية
إدارية فاعلة في العديد من المنتديات الأدبية .
من أسرة تحرير مجلة انخيدوانا الفصلية النسوية تصدر في العراق