الوسواس القهري

إعداد وتنسيق: الكاتبة الصّحفيّة الفنّانة التّشكيليّة وضحة سعيد شعيب

الوسواس القهري

إعداد وتنسيق: الكاتبة الصّحفيّة الفنّانة التّشكيليّة وضحة سعيد شعيب

يتسم اضطراب الوسواس القهري بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفعك إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية). تُعيق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتتسبب في ضيق شديد.

يمكنك محاولة تجاهُل وساوسك أو إيقافها، لكن لن يؤدي هذا سوى لزيادة شعورك بالضيق والقلق. في النهاية، تشعر بأنك مدفوع لأداء السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. على الرغم من الجهود المبذولة لتجاهل هذه الأفكار أو الدوافع المزعجة أو التخلص منها، فإنك تستمر في التفكير فيها. يؤدي هذا إلى مزيد من السلوك الطقوسي – الحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري.

يتمحور اضطراب الوسواس القهري غالبًا حول موضوعات محددة – على سبيل المثال، الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم. وللتخفيف من مخاوفك من التعرض للتلوث، قد تقوم بغسل يديك بشكل قهري حتى تصابا بالتقرح والتشقق.

إذا كنت مصابًا باضطراب الوسواس القهري، فقد تشعر بالخجل والحرج من هذه الحالة المرضية، لكن قد يكون العلاج فعالًا.

عادةً ما يشمل اضطراب الوسواس القهري كلًا من الوساوس والأفعال القهرية. ولكن من الممكن أيضًا أن تظهر عليك أعراض وسواس فقط أو أعراض أفعال قهرية فقط. قد تدرك – أو ربما لا تدرك – أن وساوسك أو أفعالك القهرية مفرطة أو غير معقولة، ولكنها تستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت وتتداخل مع روتينك اليومي وأدائك الاجتماعي أو في العمل.

وساوس اضطراب الوسواس القهري هي أفكار متكررة ومستمرة وغير مرغوب فيها أو رغبات أو صور ملحة تسبب الضيق أو القلق. قد تحاول تجاهلها أو التخلص منها من خلال أداء سلوك أو طقوس قهرية. عادةً ما تظهر هذه الوساوس عندما تحاول التفكير في أشياء أخرى أو القيام بتنفيذها.

غالبًا ما تتمحور هذه الوساوس حول مواضيع معينة، مثل:

  • الخوف من التلوث أو القاذورات
  • الشك ومواجهة صعوبة في تحمل عدم اليقين
  • الحاجة إلى أن تكون الأشياء بشكل منظم ومتناسق
  • أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين
  • أفكار غير مرغوب فيها، بما في ذلك العنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية

تتضمن أمثلة أعراض ومؤشرات الوسواس ما يلي:

  • الخوف من التعرض للتلوث عبر لمس أشياء قام آخرون بلمسها
  • الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الموقد
  • التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه معين
  • صور لقيادة سيارتك وسط حشد من الناس
  • أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة
  • صور جنسية مزعجة
  • تجنب المواقف التي يمكن أن تحفز الوساوس، مثل المصافحة بالأيدي

الوساوس الناجمة عن اضطراب الوسواس القهري (OCD) هي سلوكيات تكرارية تشعر بأنك مدفوع لفعلها. تهدف هذه السلوكيات أو الأفعال العقلية التكرارية إلى تقليل القلق المرتبط بوساوسك أو منع حدوث شيء سيء. ومع ذلك، فإن الانخراط في الوساوس لا يجلب أي متعة وقد لا يوفر سوى راحةً مؤقتةً من القلق.

يمكنك وضع قواعد أو طقوس لاتباعها بحيث تساعد في التحكم في قلقك عندما تكون لديك أفكار قهرية. وهذه الوساوس تكون مفرطة، وغالبًا ما تكون غير مرتبطة بشكل واقعي بالمشكلة المُفترَض أن تحلها.

كما هو الحال مع الوساوس، عادةً ما يكون للأفعال القهرية موضوعات رئيسية، مثل:

  • الغسيل والتنظيف
  • الفحص
  • العد
  • الحفاظ على النظام
  • اتباع روتين صارم
  • المبالغة في الطمأنة

تتضمن أمثلة علامات الوساوس وأعراضها ما يلي:

  • غسل اليدين حتى تصبح بشرتك مؤلمة نتيجة شدة فرك اليدين
  • فحص الأبواب بشكل متكرر للتأكد من قفلها
  • فحص الموقد بشكل متكرر للتأكد من إيقاف تشغيله
  • العد بأنماط معينة
  • تكرار الدعاء أو الكلمة أو العبارة بصمت
  • ترتيب البضائع المُعلَّبة لديك بحيث تأخذ نفس الشكل

يبدأ الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة أو سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. تبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. قد تتغير كذلك أنواع الوسواس والأفعال القهرية التي تتعرض لها مع مرور الوقت. وعادة ما تزداد الأعراض سوءًا عندما تتعرض لإجهاد أكبر. وقد تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري – الذي يُعد اضطرابًا ملازمًا مدى الحياة – بين الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن أنشطة حياتك.

هناك فرق بين السعي إلى الكمال – شخص يتطلب نتائج أو أداءً لا تشوبه شائبة، على سبيل المثال – وبين الإصابة باضطراب الوسواس القهري. الأفكار المتعلقة باضطراب الوسواس القهري ليست مجرد مخاوف مفرطة بشأن مشاكل حقيقية في حياتك أو الرغبة في تنظيف الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة.

إذا كانت الوساوس والدوافع القهرية تؤثر على نوعية حياتك، فاستشر الطبيب المعالج لك أو أخصائي الصحة العقلية.

لا يزال سبب اضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل. وتشمل النظريات الرئيسية ما يلي:

  • الخصائص الحيوية. اضطراب الوسواس القهري قد يكون نتيجة لحدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.
  • الخصائص الوراثية. قد يكون لاضطراب الوسواس القهري مكون وراثي، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة دور في الإصابة بهذا المرض.
  • التعلم. يمكن تعلم مخاوف الوسواس والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو يمكن تعلمها تدريجيًا بمرور الوقت.

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يلي:

  • التاريخ العائلي المرضي. إن إصابة الوالدين أو أفراد الأسرة الآخرين بالاضطراب قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري (OCD)
  • أحداث الحياة اليومية المسببة للتوتر. إذا كنت قد تعرضت لصدمة نفسية أو أحداث مسببة للتوتر، فقد تزداد مخاطر إصابتك. قد يؤدي رد الفعل هذا، لسبب ما، إلى إثارة الأفكار والطقوس الروتينية والاضطرابات العاطفية التي تميز اضطراب الوسواس القهري (OCD).
  • اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. قد يكون اضطراب الوسواس القهري (OCD) متصلاً باضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب أو معاقرة المخدرات أو الكحول أو اضطرابات العَرّة (تقلص لاإرادي في عضلات الوجه).

قد تتضمن المشكلات الناتجة عن الوسواس القهري – على سبيل المثال لا الحصر – ما يلي:

  • تكرار أداء الشعائر والطقوس بشكل مفرط
  • مشكلات صحية، مثل التهاب الجلد التماسي الناتج عن غسل اليدين المتكرر
  • صعوبة الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية
  • اضطراب في العلاقات
  • تدني جودة الحياة بشكلٍ عام
  • الأفكار والسلوكيات الانتحارية

لا توجد طريقة أكيدة للوقاية من اضطراب الوسواس القهري. ومع ذلك، فإن الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن قد يساعد على الوقاية من أن تزداد حالة اضطراب الوسواس القهري (OCD) سوءًا، وتعطيل نشاطك وعاداتك اليومية.

إذا الاضطراب الوسواسي القهري هو أحد الاضطرابات النفسية التي تحدث نتيجة دخول الشخص في دائرة من الهواجس والسلوك القهري التي تسيطر على حياة الشخص وتؤثر في قدرته على إنجاز المهام اليومية، وتُعرف الهواجس بالتصورات، والتخيلات، والأفكار غير المرغوب فيها والتي تحرض مشاعر مؤلمة بشدة لدى المصاب.

أما بالنسبة للسلوكيات القهرية المصاحبة للاضطراب فتُعرف بالسلوكيات التي قد يقوم بها المصاب بهدف التخلص من الهواجس التي يعاني منها والحد من تأثيرها، وقد يصيب الاضطراب الوسواسي القهري الشخص في أي مرحلة عمرية وفي جميع مناحي الحياة، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الأشخاص قد تنتابهم بعض الهواجس والوساوس خلال حياتهم ولا يعني ذلك إصابتهم بالوسواس القهري، حيث يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض في حال تأثير هذه الهواجس والسلوكيات القهرية في حياة الشخص واستهلاكها لوقته وقدرته على إنجاز المهام، ومن الهواجس التي قد يعاني منها المصاب بالوسواس القهري ما يأتي:

الخوف المفرط من العدوى بالجراثيم أو نقل العدوى إلى الآخرين، والقلق من التعرض للأوساخ.

الخوف المبالغ به من فقدان السيطرة وأذية النفس والآخرين.

التركيز المفرط في بعض الأخلاقيات والأفكار الدينية.

الخوف من عدم امتلاك بعض الأشياء التي قد يحتاج إليها أو الخوف من فقدانها.

الاهتمام المفرط ببعض المعتقدات الخرافية كالحظ.

الاهتمام المفرط بتنظيم الأشياء وتنسيقها بشكل متماثل.

أما بالنسبة للسلوكيات القهرية التي قد يمارسها المصاب كمحاولة للتخلص من الهواجس التي تنتابه ما يأتي:

السؤال والاطمئنان المتكرر عن الأحباء والمقربين للتأكد من سلامتهم.

الإفراط في التحقق من بعض الأمور، مثل: قفل الباب، والمفاتيح، والمقابس الكهربائية، والأجهزة. تنظيم وترتيب الأشياء دون سبب وجيه.

القيام بأفعال لا معنى لها، مثل:

العد والنقر، وتكرار بعض الكلمات بهدف التخفيف من حدة القلق.

الإفراط في الغسل والتنظيف.

الاحتفاظ ببعض أنواع الخردة والأشياء التي لا تحمل قيمة دون سبب، مثل:

حافظات الطعام الفارغة والصحف القديمة.

ترتيب الأشياء وتنظيمها دون هدف أو سبب.

الإفراط في الصلاة أو الانخراط في طقوس يثيرها الخوف الديني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *