الخبز المرقوق والقلب الطّيّب
إعداد الكاتبة الصحفية سها احمد علي
الخبز المرقوق والقلب الطّيّب
إعداد الكاتبة الصحفية سها احمد علي
يقولُ أحدُهم:
بعد يومٍ طويل وشاقٍّ من العمل، وضعَتْ أمّي الطعامَ أمام أبي على الطاولة؛ وبجانبه خبز محمّص، لكن الخبز كانَ محروقاً تماماً..
فمدّ أبي يده إلى قطعة الخبز، وابتسمَ لوالدتي،
وسألَنِي؛ كيف كان يومِي في المدرسة!؟
لا أتذكّرُ بماذا أجبتهُ، لكنّني أتذكّر أنّني رأيتهُ يدهنُ قِطعة الخبز بالزّبدة والمربّى ويأكلها كلها..
عندما نهضتُ عن طاولةِ الطعام تلك الليلة؛ سمعتُ أمّي تعتذرُ لأبي عن حرقِها للخبزِ وهي تحمّصهُ.. ولن أنسَى ردّ أبي على اعتذار أمّي.. “حبيبتِي: لا تكترثِي بذلك!.. أنا أحبّ أحياناً أنْ آكلَ الخبزَ محمّصاً زيادةً عن اللزوم، وأنْ يكونَ له طعم الاِحتراق”..
وفي وقتٍ لاحق من تلك الليلة؛ عندما ذهبتُ لأقبّل والدي قُبلةً؛ وأقولُ له: تصبح على خير..
سألته إنْ كان حقاً يحبّ أنْ يتناولَ الخبز أحياناً محمّصاً إلى درجة الاِحتراق؟
فضمّني إلى صدرِه؛ وقال لي؛ هذه الكلمات التي تحتاجُ إلى تأمّل:
يَا بُني أمّك اليوم كان لديها عملٌ شاقٌّ وقد أصابَها التّعبَ والإرهاق..
وشيءٌ آخر..
إنّ قطعةَ من الخبز المحمّص زيادة عن اللزوم؛ أو حتّى محترقة؛ لن تضرّ أو تؤذي أحداً..
الحياة مليئة بالأشياء النّاقصة، وليس هناك شخصٌ كاملٌ لا عيب فيه.
علينا أنْ نتعلّمَ؛ كيف نقبل النّقص في بعض الأمور، وأن نتقبّل عيوب الآخرين!؟
وهذا من أهمّ الأمورِ في بناء العلاقات، وجعلها قويّة مستديمة.
● خبزٌ محمّصٌ محروقٌ قليلاً؛ لا يجب أنْ يكسرَ قلباً جميلاً.
● فلْيَعذرِ الناسُ بعضهم بعضاً؛ ولْيَتغافلْ كلّ منّا ما استطاع عن الآخر؛ ولْنترفّعْ عن سفاسفِ الأمور..
● فالنّقدُ المُستمر يُميت لذّة الشّيء!!
● لذا فإنّ الشجرة؛ لو تعرّضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها!!
● كذلك الشخص؛ إنْ تعرّض للنقد الجارح باستمرار يُصبح سلبيّاً..
● امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء..
● فإنّ الكلام الجميل مثل المفاتيح؛ تقفل به أفواهٌ وتفتح به قلوب..