مع تطوّر الأجهزة الإلكترونية… المدرّبة نورما عويدات للأهل: نظّموا وقت الشاشات والتزموا به قبل أطفالكم!

مع اقتراب الأعياد وتغيّر إيقاع الحياة العائلية، يواجه الأهل تحدّيات متزايدة في تربية أبنائهم، بين كثرة الهدايا، وضغط الدراسة، وهيمنة الشاشات الإلكترونية. في هذا السياق،
تقدّم مدربة الاهل والوعي الأسري نورما عويدات إجابات واضحة وعميقة عن أبرز الأسئلة التي تشغل بال الأهل اليوم، ساعيةً إلى تمكينهم من أداء دورهم بثقة ووعي ومسؤوليّة.
– مع اقتراب الأعياد، إلى أيّ حدّ يعتبر الإفراط في شراء الألعاب والهدايا للأولاد سبباً في ضعف تقديرهم للأشياء وفقدانهم لروح الامتنان؟
– لا شكّ أنّ موسم الأعياد هو موسم فرح، وأنّ تقديم الهدايا والألعاب للأولاد أمر جميل ومهمّ. لكنّ الهدية تفقد قيمتها عندما تتحوّل إلى أمرٍ دائم، يُقدَّم في كلّ مناسبة أو من دون مناسبة. فالهدية، في جوهرها، يجب أن تحمل هدفاً ومعنى ورمزيّة، وأن ترتبط بحدثٍ معيّن يشعر الطفل بفرحها من قلبه. عندما تُقدَّم الهدايا بشكل مفرط، يفقد الطفل شعور الانتظار، ويضعف لديه تقدير الأشياء والامتنان لها، لأنّ قيمتها المعنوية تتلاشى مع كثرتها.
– ما الأثر النفسي على الطفل عندما يكبر وهو معتاد على الحصول على كلّ ما يرغب به فوراً، دون بذل جهد؟
إن دور الأهل الأساسي هو تلبية احتياجات أولادهم، لكن هناك فرقاً كبيراً بين تلبية الاحتياجات وبين الاستجابة لكلّ رغبة فوراً. أحياناً، ومن دون وعي، يعمد بعض الأهل إلى تلبية كلّ طلبات أطفالهم، إمّا بدافع التعويض عن حرمان عاشوه في طفولتهم، أو ظنّاً منهم أنّ ذلك تعبير عن حبّ زائد. لكن على المدى البعيد، يؤدّي هذا الأسلوب إلى تربية طفل غير مستقلّ، اتّكاليّ، قليل الصبر، ضعيف، لا يتحمّل المسؤولية، وغير قادر على تقدير الجهد أو الاهتمام بالأشياء. فالطفل، في عمرٍ معيّن، يصبح قادراً على القيام ببعض الأمور بنفسه، وهذا ما يعزّز لديه الاستقلاليّة وبناء الشخصيّة السليمة.
– كيف يمكن استخدام الهدايا أو المكافآت كأداة تربوية مرتبطة بالمسؤولية والسلوك الجيّد؟
المكافأة وسيلة تحفيزيّة مهمّة، لكن يجب استخدامها بوعي. الخطأ الشائع هو ربط المكافأة بكلّ واجب يومي، كالدراسة مثلاً، فيتحوّل الإنجاز إلى شرط للحصول على مقابل.
الصحيح هو أن تُمنَح المكافأة على سلوكٍ استثنائي أو جهدٍ إضافي، لا على أمرٍ مفروض أساساً. بهذه الطريقة، يتعلّم الطفل قيمة ما يقوم به، ولا يربط مسؤوليّته دائماً بالمقابل. هنا يبرز دور وعي الأهل وقدرتهم على القيادة وضبط الأمور بحكمة.
– كيف يستطيع الأهل التعامل مع طفل لا يُصغي إليهم رغم الهدوء والحوار؟
إن عدم إصغاء الطفل لأهله له أسباب عدّة. ففي الأعمار الصغيرة، يكون الطفل أكثر استعداداً للاستماع صباحاً بعد الاستيقاظ، أو مساءً قبل النوم. أمّا خلال النهار، فإذا كان منشغلاً، فمن حقّه أحياناً أن يرفض الطلب اي أن يقول “لا”. الأهمّ أنّ يكون الأهل قدوة حقيقيّة لأطفالهم؛ فإذا أرادوا أن يُصغي إليهم أولادهم، عليهم هم أيضاً أن يُصغوا إليهم. فالإصغاء المتبادل يبني الاحترام، وهو الأساس لأيّ انضباط حقيقي.
– في ظلّ تراجع تركيز الأطفال على دروسهم، كيف يمكن تحفيزهم على الدراسة؟
إن موضوع الدراسة من أكثر المواضيع التي تُقلق الأهل. تنظيم الوقت وتعليم الطفل إدارة وقته مهارة أساسيّة يجب أن تكون باتّفاق واضح بين الأهل والطفل: تحديد وقت الدراسة، وقت الاستراحة، وتقسيم الدروس إلى أجزاء صغيرة.
من المهمّ أن يكون هذا التنظيم مكتوباً أو معلّقاً في المنزل، وأن يتحلّى الأهل بالصبر، وألّا يُحاسَب الطفل على كلّ خطأ. فالتعلّم يحتاج إلى وقت. ومع تقدّم العمر، يجب أن يتراجع دور الأهل تدريجياً ليُتاح للطفل تحمّل مسؤوليّة قراراته وأفعاله، ما يعزّز ثقته بنفسه وشخصيّته.
– كيف يمكن تعزيز التواصل الإيجابي في زمن طغت فيه الأجهزة الإلكترونية؟
لا يمكن منع وسائل التواصل الاجتماعي بالكامل، لكن يمكن إدارتها بوعي. تنظيم وقت الشاشات ضروري، وتحديد أماكن يُمنع فيها استخدام الهاتف، مثل مائدة الطعام، مع التزام الأهل بذلك قبل الأولاد، لأنّهم القدوة الأولى. تعزيز الجلسات العائليّة، والحوار، والاحترام المتبادل، يخلق بدائل صحيّة عن الشاشات. فلا يمكن حرمان الطفل من أمرٍ دون تقديم بديل. والتخفيف من وقت الشاشة يجب أن يكون تدريجياً، لا فجائياً.
ختاما، إنّ دور الأهل اليوم هو الانتقال من مرحلة ردّات الفعل إلى مرحلة الوعي والقيادة الحكيمة. فعندما يطوّر الأهل مهاراتهم التربوية، يصبحون قادة حقيقيين في بيوتهم، ويُنشئون أبناءً مسؤولين، متّزنين، وقادرين على مواجهة الحياة بثقة، لا بالخوف ولا بالاتّكال.
يمكنكم متابعة آخر نصائح وارشادات مدربة الاهل نورما عويدات أو التواصل معها عبر حساباتها:
تيك توك:https://www.tiktok.com/@normaoueidat?_r=1&_t=ZS-92GPMqh6gh3
انستغرام : https://www.instagram.com/coachnormaoueidat?igsh=MWdyeWk0bzFhYThzOA%3D%3D&utm_source=qr
فيسبوك:https://www.facebook.com/share/1FsyK7AkXv/?mibextid=wwXIfr
يوتيوب: https://youtube.com/@normaoueidat?si=sm8qtKp21w3wCEND

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *