ماهي الفلسفة / الفلسفة عند المسلمين
الباحث تركي محمد صالح الطلاع / مستشار ومحرر مراسل من سوريا
ماهي الفلسفة
الحلقة 13
الفلسفة عند المسلمين 6
إن من خصائص الفلسفة الإسلامية أولها وجود فلسفه خاصه بالمسلمين اجتمعت إليهم من الدين الاسلامي إلى جانب فلسفة اليونان والهند والفرس فلا تستطيع أن نقول إنها فلسفه اسلاميه خالصة بل هي مزيج من جميع الاراء السابقة صهرت في قالب من الديانة الإسلامية ولا يعد هذا عيبا في الحضارة الإسلامية لأنك لا تعثر على حضارة تخلو من تأثير غيرها من الحضارات الأمر الثاني أن الفلسفة الإسلامية خضعت للدين وجعلت غايتها الوصول لله ولكن انقسموا فيما بينهم إلى أقسام فلاسفة خالصون وهؤلاء مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد من أعلام الفلسفة الإسلامية يذكرون كما يذكر أفلاطون وارسطو حتى لقد لقب الفارابي بالمعلم الثاني وهؤلاء بحثوا في الحقائق وارادوا أن ينفذوا إلى العلل الاولى لهذا العالم وقالوا بوجود إله ونظروا في الكائنات الطبيعية والأخلاق والمنطق وتكلموا في جميع المعارف ولكن بطريق العقل واكبر الظن أنهم حين تعرضوا للديانة الاسلاميه أو للشرع فإنما تعرضوا دفاعاً من أنفسهم حتى لا يتهموا بالكفر والزندقة وهذا أمر عقابه في الاسلام الإعدام ونذكر على سبيل المثال شيئا مما عرض له الغزالي في تهافت الفلاسفة وهو معجزه سيدنا إبراهيم عندما دخل النار فكانت بردا وسلاما إذ كفر الفلاسفة لأنهم قالوا إن تلك الظاهرة لابد فبها من أحد أمرين إما أن النار انقلبت شيئا آخر وفقدت صفة الإحراق وإما أن نبينا إبراهيم انقلب شيئا آخر لا تؤثر فيه النار أما أن تبقى صفة النار على ما هو عليه ويظل إبراهيم على طبيعته فلا بد من الإحراق فبادر إبن رشد فنفى عن نفسه وعن الفلاسفة تهمة إنكار بعض المعجزات المنقولة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقال وأما بالنسبة من أعترض على معجزه إبراهيم عليه السلام فشيئ لم يقله إلا الزنادقة من أهل الإسلام فإن الحكماء من الفلاسفة ليس يجوز عندهم التكلم ولا الجدل في مبادئ الشرائع وفاعل ذلك عندهم محتاج إلى الأدب الشديد فالمعجزات عند إبن رشد أمور إلهية تفوق العقول الانسانيه فلا بد أن يعترف بها مع جهل أسبابها وفريق آخر جعلوا أساس بحثهم ونظرهم وفلسفتهم الدين ثم حاولوا تفسيره أو تأويله تأويلا عقلياً فلسفيا وهؤلاء هم علماء الكلام والعلم الذي يشتغلون به يسمى علم الكلام وهذا لاشك اصيل في الفلسفة الإسلامية أما طريقة الفلاسفة مختلفة عن طريقة المتكلمين هؤلاء ينهجون منهج الجدل أو الكلام واولئك يسلكون طريق المنطق فالمنطق يحتاج إلى برهان أما الجدل يقوم على النظر في معان وأشياء موجودة ثم يفسر هذه المعاني ويؤولها وأول هذه المعاني الله ذاته وصفاته كالحياة والقدرة والإرادة
يتبع ان شاء الله
أعجبني
مشاركة