عودة الروح
بقلم: عبدو بليبل
عودة الروح
فهبطتُ رويداً رويداً نحو الأرض.
أضواءٌ مبعثرة، وجلجلةُ رياح.
أكواخٌ من طين، وأحطابٌ وبعضُ شُجيرات.
تُعيدني من الموت أقدارٌ ، ومن
الأفقِ أسرارٌ وأسرار.
أفراد وأُسرة ، وسردُ قُصص وحكايات. وموقد ودفء حنان، وسهر وقهقهة وضحكات.
أدخلُ من بابٍ مقفلٍ كالريحِ إن شئتُ، أو من نافذةٍ مسمرةٍ أو أتكورُ خلفَ جدار القش والطين. أو أجنح بعيداً فوق الأسطح كطائرٍ يتجمد. ثم أشتاقُ فأعودُ كالإعصار، فاسمعُ طقطقة الأمطار، وهي تسقطُ فوق الأغصان والأوراق كصوتٍ رنان.
وأسمعُ مرة أخرى بكاءً ونحيباً. وأرى دموعاً تسقط كالمطر على الخدود كجدول أحزان. فأنثر حباً وفرحاً، كنثر الزهر فوق ربيع الذكريات.
فيهفو قلبي، وأدمعُ كالعيون الباكيات.
ثم أعدو مثلما جئتُ روحاً خفية نحو الفضاء.
بعدما كنتُ بالأمس جسداً يلهو قرب شجرة سرو وخلف سوار.
فأطيرُ حيثما يشاء.
وأرى الأرض من بعيدٍ كرة صغيرة ، كقنديل يشعشع بالأنوار.
وأنا بعيد أسبحُ. هنا سدمٌ وهناك مجرات. وأرواحٌ أخرى تنطنطُ من حولي كالفراشات.
أعرفُ ، وأعرفُ ، أنها كانت في الماضي ، مثلي تلعب على الأرض … هناك….