الصدّيق حفتر وحلُّ ملفِّ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ
أعلنَتِ السُّلُطاتُ الليبيةُ منذُ أيامٍ “ترحيلَ أكثرَ من 10 آلافِ مهاجرٍ غيرِ شرعيٍّ العامَ الماضي”.
وقالَ وزيرُ الداخليةِ بحكومةِ الوَحدةِ الوطنيةِ الليبيةِ، عماد الطرابلسي، إنه “بالتنسيقِ معَ المنظمةِ الدوليةِ للهجرةِ، تمَّ ترحيلُ 10 آلافٍ و69 مهاجراً غير شرعيٍّ من ليبيا في عامِ 2023″، مشيراً إلى أنه “بتطبيقِ العديدِ من الإجراءاتِ النظاميةِ سوف يتضاعفُ هذا العددُ خلالَ العامِ الجاري”.
ودعا الطرابلسي إلى “التعاونِ مع ليبيا في مكافحةِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ لإنجازِ ملفِّ إعادةِ المهاجرينَ طوعياً”، مؤكداً أن “ليبيا ستعملُ على التصدي للهجرةِ العشوائيةِ التي تمنعُها القوانينُ الليبيةُ، ولن تسمحَ بطرحِ موضوعِ توطينِ المهاجرينَ على أراضيها تحتَ أيةِ ظروفٍ، ولن يُسمَحَ حتى بمناقشتِهِ، باعتبارِ أنَّ ليبيا من أكثرِ الدولِ تضرراً من تدفُّقِ المهاجرينَ، وأنها ستعملُ على احترامِ حقوقِ المهاجرين”.
وكان جهازُ مكافحةِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ الليبيُّ قد أعلنَ ترحيلَ 95 مهاجراً إلى كلٍّ من مصرَ وباكستان،كذلك كانتِ المنظمةُ الدوليةُ للهجرةِ قد أعلنَتْ إنقاذَ وإعادةَ 442 مهاجراً إلى ليبيا خلال الأيامِ الأولى من شباطَ الماضي، ما رفعَ الحصيلةَ إلى 1004 مهاجرينَ غيرِ نظاميين منذ بداية العامِ 2024.
وقد أعادَتْ هذه الإجراءاتُ والمعلوماتُ تسليطَ الضوءِ على ملفِّ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ عبرَ ليبيا، وضرورةِ التصدي لهذا الملفِّ المعقَّدِ والكبيرِ على مستوى أفريقيا واوروبا بشكلٍ خاصٍّ.
وموضوعُ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ منَ العناوينِ والأولوياتِ التي يضعُها في سُلَّمِ إهتماماتِهِ، رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ الليبيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، فهو يرى أنها مشكلةٌ مركَّبةٌ، ومن الخطأ أن ينظُر العالمُ الغربيُّ إليها ويتعاملُ معها على قاعدةِ إعادةِ توطينِ المهاجرينَ في شَمالِ أفريقيا، وهي المحطةُ الأخيرةُ بينهم وبينَ المنطِقةِ.
ويرى الكتور الصدّيق أنَّ هذه المشكلةَ ستتفاقمُ أكثرَ، وأنَّ الحلَّ يكونُ من خلالِ حلولٍ جذريةٍ وإصلاحاتٍ في بلدانِهِم، وكلُّ الحلولِ التي عُرضَتْ لحلِّ مشكلةِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ ليسَتْ سوى مُسكِّناتٍ وليستْ جِدِّيةً، بل مؤقَّتةٌ ومرحليةٌ، وبالتالي ستنتُجُ منها مشكلةٌ أكبرُ وأعمقُ، لأنَّ البلدانَ التي يطرحونَ توطينَهم فيها في شَمالِ أفريقيا تُعاني من مشاكلَ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وصحيةٍ وأمنيةٍ وتعليميةٍ متعددةٍ ،فليبيا ومصرُ وتونُس والجزائرُ والمغربُ تُعتَبَرُ محطاتِ عبورٍ إلى أوروبا، وأصبحتْ ليبيا منَ الأكبرِ عدداً في هذا المجالِ، وهذا الأمرُ يحتاجُ إلى جُهدٍ كبيرٍ.
ويقولُ الدكتور الصدّيق حفتر إنه إن كان في مركزِ القرارِ والمسؤوليةِ، فسيعملُ معَ الأصدقاءِ في أوروبا لإيجادِ الحلولِ الإيجابيةِ التي تحفظُ للأفارقةِ كرامتَهُم وإنسانيتَهم من خلالِ تأمينِ سُبُلِ العيشِ الطبيعيةِ لأيِّ إنسانٍ، التي تنطلقُ من حمايةِ قيمةِ الإنسانِ قبلَ أيِّ شيءٍ آخَرَ، سواءٌ ذهبَ إلى أوروبا أو بقيَ في أفريقيا، لأن الأهمَّ أن لا يغرقَ في البحرِ.
ويُعتَبَرُ الدكتور الصدّيق حفتر منَ القلائل الذين يطرحونَ تصوراً لحلِّ هذه المشكلةِ المزمنةِ في شَمالِ أفريقيا، انطلاقاً من منطِقٍ إنسانيٍّ بحتٍ بعيداً عنِ الحساباتِ، لأن المهمَّ بالنسبة إليه قيمةُ الإنسانِ وكرامتُهُ.
فالدكتور حفتر، حاملُ أحلامِ شبابِ ليبيا، يُفضِّلُ العملَ والإنجازَ، من خلالِ المشاريعِ الناشئةِ وبرامجِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، وهو يحملُ تصوراً متكاملاً لحلِّ مشكلةِ الهجرةِ.