رمضانُ يجمعُ المسلمينَ والصدّيق يشدّدُ على الاستفادةِ من فضائلِهِ

تتعددُ الألوانُ والأعراقُ  بتعدُّدِ البلادِ والشعوبِ، وتختلفُ العاداتُ والتقاليدُ عبرَ دولِ العالَمِ الإسلاميِّ التي يعيشُ فيها أكثرُ من مليارِ نسمةٍ في شتّى قاراتِ العالمِ، ولا يجمعُهم إلا الإسلامُ تحتَ رايةِ “لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ”.
وفي شهرِ رمضانَ المباركِ من كلِّ عامٍ، يتحولُ المسلمونَ في شتّى رُبوعِ الأرضِ إلى كتلةٍ واحدةٍ عملاقةٍ، تهيمنُ عليها روحانياتُ الشهرِ الفضيلِ، فيؤدي الجميعُ العباداتِ نفسَها، من صيامٍ وصلاةٍ وإقبالٍ استثنائيٍّ على فعلِ الخيرِ، ونزعةٍ أقوى للتسامحِ والتواصلِ معَ الآخرين. ورمضانُ بسماحتِهِ، يُعطي أحبابَهُ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها فرصةً عظيمةً ليضعَ كلُّ مجتمعٍ بصمتَهُ ولمَساتِهِ المستمَدَّةَ من عاداتِهِ وتاريخِهِ على طقوسِ استقبالِ الشهرِ الفضيلِ ومعايشتِهِ.
قال اللهُ تعالى في القرآنِ الكريمِ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون”.
هذهِ هي نَفَحاتُ الشهرِ الفضيلِ وما فيها من روحانيةٍ عجيبةٍ، فهو غيرُهُ من أشهُرِ السنةِ الأخرى، نستقبلُهُ بفرحٍ وسعادةٍ لأنه شهرُ الخيرِ والبركةِ.
ترتفعُ فيهِ الدرجاتُ، وتُغلَقُ فيهِ أبوابُ النارِ، وتُفتَحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ، الصائمُ في عبادةٍ وإن كانَ نائماً على شجرةٍ، ففي النهارِ صائمٌ صابرٌ، وفي ليلِهِ طاعمٌ شاكرٌ.
شهرُ رمضانَ المبارَكِ، شهرُ المغفرةِ والعِتقِ من النار، شهرُ الرحمةِ، وعلينا جميعاً أن نغتنمَ هذهِ الفرصةَ ونستثمرُها لأنفسِنا، فقد قالَ النبيُّ محمدٌ صلى الله عليهِ وسلَّمَ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
رُغمَ أنكَ تصومُ منذُ عقودٍ، دَعْهُ يكونُ وكأنّهُ رمضانُكَ الأولُ، فأقبِلْ عليهِ كالظمآنِ، وارتوِ منهُ، أقبِلْ عليهِ بجوارحِكَ، بتفكيرِكَ، بنفسِكَ، أقبِلْ عليهِ بكاملِ قوّتِكَ، وطاقتِكَ، أقبِلْ عليهِ كالمشتاقِ لأمِّهِ من طولِ غيابٍ، أقبِلْ عليهِ كالعائدِ من حربٍ، أقبِلْ عليهِ بكلِّ ما فيكَ.
ففي رمضانَ، يجبُ الإكثارُ من أعمالِ الخيرِ والعفوِ والتسامحِ والتواصلِ والتراحُمِ.
ومن نَفَحاتِ الشهرِ الفضيلِ، زرعُ المِساحاتِ البيضاءِ والتخلصُ منَ السوداءِ، واحذرْ أن تكونَ من أولئكَ الذين لا ينالُهم من صيامِهِم سوى العطَشِ والجوعِ.
في شهرِ الخيرِ امتنعْ عنِ الغيبةِ كي لا تُفطِرَ على لحمِ أخيكَ ميتاً، واحذرِ الظنَّ السيئَ أوِ الإساءةَ إلى أولئكَ الذين دمّروا شيئاً جميلاً فيكَ، وإياكَ والظلمَ، فالظلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ.
كثيرةٌ هي نَفَحاتُ هذا الشهرِ المُبارَكِ، التي لا تتسعُ المِساحاتُ والصفحاتُ لها، ولكن تبقى للشهرِ المُبارَكِ مكانةٌ خاصةٌ تتميزُ بها ليبيا.
فرُغمَ الظروفِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ الصعبةِ التي تمُرُّ بها ليبيا، إلا أنَّ رئيسَ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، يُشددُ على الاستفادةِ من نَفَحاتِ الشهرِ المُبارَكِ وتعميمِها بينَ الناسِ، والتمسكِ خصوصاً بالقِيَمِ والتقاليدِ والعاداتِ الخاصةِ التي يحضُّ عليها الشهرُ الفضيلُ.
ويشدّدُ الدكتور الصدّيق على الاستفادةِ من فضائلِ الشهرِ الكريمِ، ولا سيما تعزيزُ روحِ التسامحِ والمحبةِ والتعاونِ بين أبناءِ المجتمعِ الليبيِّ ومكوِّناتِهِ ومناطِقِهِ. فالمكانةُ الخاصةُ لاستقبالِ شهرِ رمضانَ وتوديعِه، يجبُ الحرصُ عليها بمختلِفِ المعاييرِ، الإنسانيةِ والأدبيةِ والأخلاقيةِ والإيمانيةِ.
ولا ينسى الدكتور حفتر تذكيرَ الناسِ في هذا الشهرِ المُبارَكِ، بالحرصِ على تعزيزِ صلةِ الرِّحِمِ وحضورِ دروسِ الوعظِ والإرشادِ في المساجدِ، والإقبالِ على تلاوةِ القرآنِ الكريمِ والصلواتِ، وإقامةِ النَّدَواتِ الثقافيةِ وغيرِها منَ الأنشطةِ التي يُمكنُ أن تُقامَ في الأحياءِ.
وكما يبدأُ بنَفحاتٍ خاصةٍ، كذلك ينتهي بالعشرِ الأواخِرِ، التي تشتدُّ فيها العزيمةُ الإيمانيةُ، ويبدأُ الاستعدادُ والتحضيرُ لأجواءِ عيدِ الفِطرِ المُبارَكِ التي تتميزُ بخصوصيةٍ في ليبيا، حتى بينَ منطقةٍ وأخرى، ولكنْ تبقى التقاليدُ الأساسيةُ مشتركةً وتُعبِّرُ عنِ انصهارِ مكوِّناتِ المجتمعِ الليبيِّ وتعايُشِها.
وفي كلِّ الحالاتِ، يأملُ الدكتور الصدّيق حفتر أن يهُلَّ هلالُ رمضانَ المقبلِ وتكونَ ليبيا العزيزةُ قد تعافَتْ وعادَتْ إلى موقعِها ودورِها العربيِّ والإفريقيِّ والدوليِّ، في مختلِفِ الميادينِ، ويتمنى لأبناءِ ليبيا الحبيبةِ عيدِ فِطرٍ سعيداً مصحوباً بالفرحِ والسعادةِ لكلِّ أبناءِ الوطنِ في الداخلِ والخارجِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *