الصدّيق يدعو إلى تعزيزِ الزراعةِ في الجبلِ الأخضرِ

تُعَدُّ الزراعةُ أحدَ المحرِّكاتِ الرئيسيةِ لتغيُّر المُناخِ وتدهورِ الأراضي والنظامِ البيئيِّ، وتهدِّدُ الممارساتُ الزراعيةُ والاستخدامُ غيرُ المستدامِ للأراضي الأمنَ الغذائيَّ العالميَّ، وسبلَ العيشِ، والقِيَمَ الثقافيةَ للمجتمعاتِ الريفيةِ. لذلك، كان لا بدَّ من أن تتحركَ الجهاتُ المعنيةُ بالشأنِ الزراعيِّ، وفي مُقَدَّمِها منظمةُ الأغذيةِ والزراعةِ (فاو) لإطلاقِ برامجَ جديدةٍ لحمايةِ المعارفِ والمهاراتِ الزراعيةِ.
وانطلاقاً منَ اهتماماتِهِ المتنوعةِ والمختلفةِ على الصعيدِ الليبيِّ العامّ، يتابعُ رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، الواقعَ الزراعيَّ في ليبيا عموماً، وفي الجبلِ الأخضرِ خصوصاً، لما لهذه المنطقةِ من ميزاتٍ زراعيةٍ خاصةٍ تُعبِّرُ عن ليبيا.
ويُشددُ الدكتور الصدّيق على الاهتمامِ بالزراعةِ ودعمِها، خصوصاً في الجبلِ الأخضرِ، لما لذلك من تأثيرٍ إيجابيٍّ في الحفاظِ على البيئةِ والاستدامةِ والاستقرارِ، خصوصاً بعدَ ما تعرَّضتْ له الثرواتُ الزراعيةُ من خسائرَ فادحةٍ بعد الإعصارِ الأخيرِ الذي ضربَ شرقيَّ ليبيا.
ويُنوِّهُ الدكتور حفتر بضرورةِ تعزيزِ وحمايةِ الثروةِ الزراعيةِ المتميزةِ التي تمتلكُها ليبيا، خصوصاً في الجبلِ الأخضرِ الذي يحتوي على أنواعٍ معينةٍ من النباتاتِ التي لا مثيلَ لها في كلِّ أنحاءِ العالَمِ، مثل نبتةِ العجورِ، المعروفةِ محليّاً باسمِ “الشماري”، التي لا تنمو إلا في الجبلِ الأخضرِ، وهي معروفةٌ باسمِ “شجرِ القطلب”، في حوضِ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، إضافةً إلى نحوِ 100 نوعٍ منَ النباتاتِ الأخرى.
وشدَّدَ الصدِّيق على أنَّ المطلوبَ إعادةُ زراعةِ هذه النباتاتِ وإكثارُها والمحافظةُ عليها قدرَ الإمكانِ، خصوصاً أنَّ المِساحاتِ المخصَّصةِ لإنتاجِ الحبوبِ قد تأثرَتْ كثيراً بالإعصارِ، إذ إنّها تعتمدُ على نسبٍ عاليةٍ من إنتاجِ ليبيا العامِّ للحبوبِ.
ويدعو الدكتور حفتر إلى الاهتمامِ بالبحثِ العلميِّ لتلافي الكوارثِ الطبيعيةِ ومواجهتِها، إضافةً إلى القيامِ بحملاتٍ ودوراتٍ لتوعيةٍ للمواطنين على أهميةِ الغِطاِءِ النباتيٍّ والمحافظةِ عليه، وتأثيرِ ذلك في البيئةِ المستدامةِ وزيادةِ حملاتِ التشجيرِ، إلى جانبِ وجودِ مادةِ تربيةٍ بيئيةٍ في المناهجِ التعليميةِ لجميعِ المراحلِ.
يبقى التذكيرُ بأنَّ مناطقَ الجبلِ الأخضرِ في ليبيا تتميّزُ بأراضيها الزراعيةِ الخصبةِ نظراً لوجودِ منبعين غزيرين للمياه، الأولُ يُدعى “عينَ البلادِ”، والثاني “عينَ بومنصور”. كذلك قد يُتيحُ الحفاظُ على الموروثِ الزراعيِّ التقليديِّ، للمجتمعاتِ العيشَ في تناغمٍ معَ الطبيعةِ، وقد يكونُ طوقَ النجاةِ في مواجهةِ المشاكلِ البيئيةِ العالميةِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *