خطوات تحسين المهارات الشخصية وعوائقها
د. وائل عبده علي- يقصد بالمهارات الشخصية المهارات التي يمتلكها الفرد سيكولوجيًا، بحيث تؤثر وتتأثر هذه المهارات بشخصية الفرد نفسه وكذلك المؤثرات الاجتماعية حوله، فهي مجموعة من المهارات الفطرية والمكتسبة والتي تخضع لتأثير مجموعة من العوامل النفسية والسلوكية والاجتماعية وكذلك البيئية.
✳️ طرق تطوير النفس
إنَّ لتطوير النفس معانٍ كثيرة، فتربية النفس وتهذيبها يعد تطويراً لها، وإدارة الإنسان لوقته ولحياته هو تطوير بحد ذاته، ولطالما سعى الإنسان عبر العصور لتطوير حياته، والتحسين منها قدر الإمكان، وباستطاعة أي إنسان أن يقوم بالتطوير من نفسه، ومن إمكانياته عن طريق عدة طُرق، ألا وهي:
🖊️مواجهة المخاوف:
يتم ذلك عن طريق تحديد ما هي المخاوف، والتفكير في كيفية التخلص منها، والتغلب عليها.
🖊️ الاعتراف بالأخطاء:
إن اعتراف الإنسان بأخطائه، هي الوسيلة الأفضل لتصحيحها.
🖊️الارتقاء بالأهداف وتحسينها:
هو وضع أهدافٍ أسمى وأعلى من الأهداف السابقة، وتحدي النفس في الوصول إلى ما هو بنظر بعض الأشخاص أمراً مستحيلاً.
🖊️الإيمان بالنفس:
إنّ إيمان الشخص بنفسه وقدراته، يساعده على كسر كل حواجز الفشل، ويحفز النفس أيضاً على تعلم كل ما هو جديد.
🖊️ الالتزام والانضباط:
لا شيء أفضل من أن يكون الشخص منضبطاً في حياته، يسلك نهجاً مستقيماً خالٍ من الشوائب، ويسعى دوماً إلى حياةٍ أرقى
✳️ تطوير النفس بشكل مستمر
هنالك العديد من الأمور التي يرغب الإنسان بأن يطورها في نفسه، وأن يقوم بتحسينها في حياته، ولكن لأسبابٍ عدة، يفشل في تحقيق ذلك، وعند النظر في الأسباب، نجد أنَّ المشكلة هي في محاولة تطوير عدة أمور في آنٍ واحد، بدلاً من التركيز على تحسين وتطوير أمر واحد كل حين وعلى حدة، مما يعرض الشخص للفشل، لذلك عند قيام الشخص بتركيز الجهد المبذول في تحسين النفس وتطويرها على أمرٍ واحدٍ في كل مرة، يتيح لنفسه الفرصة في الوصول إلى القمة ويضمن له حياة أفضل. وللقيام بذلك، هنالك بعض الوسائل التي يجب على الشخص اتباعها للتطوير من نفسه بشكل مستمر، وهي كالتالي:
1️⃣ تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة التي يمتلكها الشخص.
2️⃣ اختيار صفة معينة يرغب الشخص في تطويرها.
3️⃣ الاستيقاظ باكراً لتحقيق ذلك.
التعلم المستمر، والبقاء على دراية تامة بالموضوع المراد تطويره في النفس.
4️⃣ تحمل المسؤولية. تنظيم الوقت و تتبع الإجراءات المأخوذة في تطوير النفس.
5️⃣ إدراج المهام الواجبة في جدول، وتتبع ما تمَّ إنجازه بشكل يومي، أو أسبوعي.
6️⃣الاستمرار في التطوير وعدم التوقف، والعمل على تطوير أمورٍ أخرى في الذات.
✳️ وجوب تطوير الذات
يمكن تشبيه حياة الإنسان بالشجرة التي تنشأ وتبدأ من مجرد بذرة في التربة، ثمَّ تقوم ببناء جذور، ثمَّ تعلو وتكبُر فوق الأرض، ومع مرور الأعوام وتعدد المواسم، تنمو الشجرة أكبر، وتنتج الثمار، ثمَّ تنتظر إلى الموسم القادم للبدأ من جديد.
* لذلك فإنَّ تطوير الذات وتحسينها هو من الأمور الطبيعية الواجبة على الإنسان، وعلى كل الأشياء التي حوله، ومن يرفض تطوير نفسه وتحسينها، ويمتنع عن مواكبة التجديد والتحسين، فسوف يعلق في دوامة الفشل.
* عشرون عاماً من
الآن، ستندم على الأشياء التي لم تفعلها، أكثر من ندمك على الأشياء التي قمت بفعلها.
لذلك تحرر من كل ما يعقدك، أبحر بعيداً عن الميناء الآمن، واجري خلف الرياح، تعلم، إحلم، واكتشف
* إنَّ قطار الحياة لا يتنظر أحداً، وإنما تجري الحياة بسرعة. لذلك يجب على الإنسان البدأ بالتحرك، وأن يتعلم كيف يطور من نفسه ومن ذاته، وعليه أن يقوم ببناء الحياة التي لطالما حلم بها، عن طريق السماح لنفسه بالعيش، والاستمتاع بكل تفاصيل حياته
✍️لكن إذا قلنا إن هناك مجموعة من المهارات الشخصية أجمع نسبة كبيرة من الخبراء على أهميتها، سنقول إن هذه المهارات كالآتي:
مهارة الذكاء العاطفي
مهارة التحليل النقدي.
مهارة حل المشكلات
مهارة التعاطف
مهارة التفاوض
مهارة إدارة الوقت.
مهارة التعليم الذاتي
مهارة التواصل الفعال
مهارة العمل تحت ضغط
مهارة القدرة على اتخاذ القرار
مهارة العمل ضمن فريق
مهارة التيسير
مهارة القيادة
مهارة الحزم
مهارة العرض والتقديم
✳️ أسباب عدم تنمية القدرات الشخصية:
عندما ننظر إلى الطريقة التي نرى أنفسنا بها، سنكتشف أن كل منا يرى نفسه بزاوية مختلفة، هذه الزاوية رغم بساطتها في مخيلتنا إلا إنها تؤثر وبطريقة فعالة في كيفية معالجتنا للأمور وكذلك في رسم طريق حياتنا المهنية والشخصية كذلك؛ فمثلًا عندما نرغب في تحليل الزوايا الأربع لرؤية المهارات الشخصية داخل النفس، سنجد أن هناك أربع محاور تدور حولهم عملية التحليل
⬅️ زاوية الشخص الغير كفوء اللاوعي:
وهي زاوية لا يعرف الشخص فيها ما إذا كان جيدًا أو لا في امتلاك مهارة معينة بل لا يعرف حتى إذا كان يعرف هذه المهارة أو يفهمها جيدًا، فلم يكلف نفسه عناء البحث أو التجربة عما قد يستهويه، ولا يرغب في المخاطرة في تعلم شيء جديد نسبة النجاح والخسارة فيه متساوية.
⬅️ زاوية الشخص الكفوء اللاوعي:
وهو شخص يمتلك قدرة حقيقة أو مهارة شخصية معنية، لكنه لا يعرف إنه يمتلكها، بل قد يشكك من قدراته هذه في سبيل عدم تضخيم إحساسه بذاته ورغبته في الهروب من المسؤولية التي ستلقى عليه إذا اعترف بامتلاكها.
⬅️ زاوية الشخص الغير كفوء الواعي:
وهو شخص يفهم جيدًا نقص إمكانياته فيما يتعلق بامتلاك أو ممارسة مهارة شخصية معينة، فيسعى بكل ما يمتلك من أدوات في تعلم هذه المهارة واكتسابها، بالإضافة إلى تقليل الضار الناتج عن عدم امتلاكها، وذلك بتعويضها بمهارات شخصية أخرى مساندة.
⬅️ زاوية الشخص الكفوء الواعي:
وهو شخص استطاع أن يبنى اتصال نفسي إيجابي مع شخصيته، بحيث يفهم ما تتمتع به من نقاط قوة ونقاط ضعف، ثم يقوم باستخدام كل الوسائل المتاحة لتطوير نقاط القوة واستخدامها لصالحه الشخصي والمهني، ومعالجة جوانب القصور فيما يتعلق بنقاط الضعف.
⬅️ الخوف:
بالطبع سيتربع الخوف في مقدمة العوائق التي تقف حائلًا دون تنمية المهارات الشخصية، فنسبة كبيرة من البشر يخافون من تجربة الأشياء الجديدة ولاسيما عندما يتعلق الأمر بخضوعهم لعملية التقييم من الخارج؛ فتعلم مهارة جديدة خاصة بالتفاوض مثلًا، سيجعل صاحبها يجرى المناظرات مع الغير، وهو أمر سيقابله التقييم من صاحب العمل.
⬅️ الكبرياء:
يعد الكبرياء سلاح ذو حدين؛ فمن ناحية هو فضيلة مهمة إذا تم استعمالها بالطريقة الصحيحة، وفي نفس الوقت قد يعيق الكبرياء صاحبة عن الانفتاح نحو التغيرات المستمرة حوله ويجعله معارضًا لكل توجه جديد؛ وهذا بالطبع ما سيعيق المرء عن تعلم المهارات الشخصية الجديدة وذلك كي لا يعترف بتخلفه عن مواكبة العصر أو إشارة إلى نقص مهاراته في جانب ما.
⬅️ عدم الانضباط:
تعلم مهارة شخصية ولاسيما إذا كانت معقدة أو صعبة يحتاج من دارسها إلى انضباط كبير؛ لذلك يعاني الأشخاص العشوائية أو كارهي التنظيم أو الالتزام بشيء محدد صعوبة في تعلم المهارات الجديدة؛ فعملية التعلم هي عملية مستمرة تحتاج إلى انضباط داخلي وقدرة على الالتزام لكي يتم تعلمها بقوة وفي وقت قصير.
⬅️ عدم الرغبة في تحمل المسؤولية:
قد يكون الشخص قادر على الانضباط الداخلي أو لديه من القدرة والرغبة على تعلم أشياء جديدة وممارستها لكن رغبته في عدم تحمل المسؤولية تعيقه عن ذلك؛ فربما تعلمه هذه المهارة
⬅️ الإنكار:
تعد هذه الصفة من أكثر الصفات المؤذية والتي قد يتسم بها الشخص، فبالإضافة كونها تعيق الشخص على تطوير ذاته وتنميتها إلا إنها أيضًا تجعله يعيش في وهمه الخاص حول عدم وجود مشكلة أو أزمة يعاني منها
⬅️ غياب الدافع:
لكي تتعلم شيء جديد ولاسيما إذا كانت مهارة شخصية فأنت تحتاج إلى دافع قوى يجعلك تتحمس لها وترغب في إجادتها بكل ما تمتلك من قوة، لذلك عندما يغيب هذا الدافع، قد تجد نفسك تشعر لا اراديًا بعدم أهمية هذه المهارة أو عدم تأثيرها على حياتك أو حتى عدم وجود ضرورة لتعلمها
⬅️ النظرة التشاؤمية:
أحيانًا ما يمتلك المرء كل الأسباب والدوافع التي تجعله جيد في تعلم مهارة شخصية جديدة، لكن قد يقرر تجاهلهم بسبب نظرته التشاؤمية حول عدم جدوى ما قد يسفر عنها؛
⬅️ النظرة الدونية:
تعد النظرة الدونية واحدة من أهم العوائق التي تعيق اكتشاف المهارات الشخصية للمرء، فبجانب كونها مشكلة نفسية يجب حلها على الفور، إلا إن تأثيرها بالغ في حياة الإنسان، فبجانب كونها تضيع فرص جيدة على صاحبها في امتلاك مهارات شخصية وفنية جيدة، إلا إنها تجعله لا يحصل على الوظائف التي يستحقها أو الرفقاء الجيدين كفاية لحياته؛ وذلك كله بسبب نظرته المستحقرة لذات والتي تجعله يرى نفسه أدنى من أن يحصل على التقدير أو قيمة جيدة من الأشخاص المحيطين حوله أو المجتمع.
⬅️ الدفاع الهجومي:
الدفاع الهجومي هي استراتيجية تلجأ إليها النفس كمحاولة للتهرب من الاعتراف بالنقص أو التقصير في جانب من الجوانب الشخصية أو النفسية، بحيث يبادر الشخص بالهجوم على كل من يحاول أن يساعده في سبيل تطوير ذاته بغرض الدفاع عن نظرته الداخلية لنفسه بكونه شخص كامل لا يحتاج على تعديل، ولكي يحافظ على هذه النظرة يهاجم بعدائية تجعله يرفض أي مساعدة خارجية أو تقييم أو ملاحظة حتى ولو كانت صحيحة.
⬅️ نقص الدعم:
هناك نوعية من الأشخاص التي لا يحركها التشجيع الذاتي للنفس، بل لكي تقوم بتعلم أشياء جديدة أو تمارسها، تحتاج على نوع من الدعم الخارجي الذي يجعلها تثق في نفسها وتتشجع على تجربة شيء.