هل انخرطت اسرائيل بالصراع الاوكراني ضد روسيا؟
يوسف حسن- في تصريح غير مسبوق، كشف مايكل برودسكي، سفير “إسرائيل” لدى أوكرانيا، عن دعم بلاده لنظام زلينسكي مُتحدثاً عن الوضع في المنطقة في مقابلة له مع موقع RBC-Ukraine الإخباري الأوكراني.
برودسكي كشف في هذا الحوار التلفزيوني: “إن الحرب في قطاع غزة، مثل الحرب في أوكرانيا، أصبحت أمراً طبيعياً بالنسبة للعالم، ولا يزداد الاهتمام بها إلا خلال فترات التصعيد، كما أن أوكرانيا وقفت مباشرة بعد بداية الجولة الكبرى من التوتر في الشرق الأوسط – هجوم 7 أكتوبر – على أعلى مستوى سياسيا وعلى مستوى المواطنين العاديين الى جانب اسرائيل، وتضامن معها بالكامل، وبينما تزايدت المشاعر المعادية لإسرائيل في معظم الدول الغربية في الأشهر الأخيرة، لا تزال أوكرانيا واحدة من الدول الأوروبية الأكثر دعما لإسرائيل.
يتابع سفير “إسرائيل” لدى أوكرانيا كلامه بشأن العلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا، قائلاً: “إن العلاقات الثنائية بين أوكرانيا وإسرائيل شهدت تحسنا ملحوظا خلال العامين الماضيين، ولا توجد ادعاءات أو اتهامات خاصة. ويتعاون الجانبان مع بعضهما البعض في الشؤون العسكرية وأبرمت بينهما صفقات أسلحة جيّدة، على الرغم من أن تفاصيل هذا التعاون تبقى سرية.
واردف: توطّدت العلاقات بين كييف وتل أبيب مُؤخراً بسبب تدهور الوضع في الشرق الأوسط، وحقيقة أن كلا الجانبين منخرطان في حروبهما الخاصة، وآمل أن تُدرك أوكرانيا كيفية تعزيز العلاقات مع إسرائيل”.
*إسرائيل ملتزمة بتقديم الدعم الشامل لأوكرانيا
وتابع “برودسكي” واصفاً العلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا بالإستراتيجية، وأضاف: “إسرائيل ملتزمة بتقديم الدعم الشامل لأوكرانيا ضد أعدائها، لقد تم بالتأكيد أخذ موقف أوكرانيا ودعم زيلينسكي لإسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر في عين الإعتبار، وشهدتم هذا الأمر بشكل جليّ، لقد صرّحت في العديد من المقابلات بأن أوكرانيا دولة أوروبية مؤيدة لإسرائيل، ونحن نشعر بذلك على جميع المستويات، خاصة فيما يتعلق بالرأي العام في أوكرانيا، الذي يقف بوضوح إلى جانب إسرائيل بكل قوّة، في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، قدّم الإسرائيليون مساعدات مالية لأوكرانيا واحتشدوا لصالح أوكرانيا وأبدوا دعمهم بشكل فعال لأوكرانيا، ولكن بعد ذلك حدثت أمور جعلت الكثيرين يعيدون النظر في موقفهم، على سبيل المثال عندما قيل لإسرائيل بخصوص أنها مدينة لأوكرانيا، خاصة من وجهة نظر عسكرية، أو تم تقييم مساعداتها الإنسانية على أنها غير كافية، بل وغير ضرورية في بعض الأحيان.
*تهديد ووعيد
وأكمل: “تمتلك إسرائيل مستويات عديدة من نظام الدفاع الجوي، ولا تستطيع القبّة الحديدية الشهيرة التعامل مع الصواريخ بعيدة المدى أو الصواريخ الباليستية في أوكرانيا، وحقيقة أن أوكرانيا يمكن أن تحصل على نظام باتريوت الإسرائيلي ترتبط ارتباطا مباشرًا بالوضع في الشرق الأوسط”، والتهديدات التي تواجهها إسرائيل اليوم هي مصيرية ومُهمّة”.
ولفت سفير اسرائيل في كييف: “إن تعزيز التحالف بين روسيا وإيران خلال العامين الماضيين كان له بالتأكيد تأثير على العلاقات الثنائية بين إسرائيل وأوكرانيا، ومن المؤكد أن تل أبيب تراقب عن كثب كل ما يحدث في العلاقة العسكرية بين موسكو وطهران”، وستردّ في المكان المناسب على روسيا. فإسرائيل بالتأكيد لا تحب هذه العلاقات، ونعتقد أن أي تعاون مع إيران، خاصة في مجال التعاون العسكري، بل والأخطر، التعاون النووي، ليس في مصلحة الوضع أو الاستقرار في الشرق الأوسط”.
*موقف غير بنّاء تّجاه روسيا
واتّخذ سفير تل أبيب لدى كييف موقف غير بناء من موسكو، وقال: “في الاستطلاع الأخير الذي أجري في إسرائيل قبل أكثر من عام، أيدت غالبية الإسرائيليين كييف في الحرب الاوكرانية، وهذا الوضع لم يتغير كثيرا، ولا يزال معظم الإسرائيليين يرفضون الخطوات السياسية التي تقوم بها روسيا”، بما في ذلك الاجتماع مع قيادة حماس وتعزيز العلاقات مع إيران ودعوة قادة حماس لزيارة موسكو. مُدعياً أنه دعم غير مباشر للإرهاب، وقد قالت إسرائيل ذلك بشكل مباشر وتعتبره عملا غير ودي، وفي الواقع، دعمنا العسكري لأوكرانيا هو السبب”.
جدير بالذكر أن “اسرائيل” تميل إلى رؤية روسيا ضعيفة لا تستطيع مقاومة تحركاتها وتعنّتها في سوريا والمناطق الخاضعة للنفوذ الروسي. وفي السودان وليبيا ودول أفريقية أخرى، تحاول إسرائيل بكل ما أوتيت من قوّة الحدّ من نفوذ روسيا والإطاحة بالعناصر التابعة لموسكو.
عطفاً على ذلك، ستتآكل مصالح روسيا على المدى الطويل مع استمرار هذه التحركات الاسرائيلية، ويبدو أن التهديد الإسرائيلي سيشكل مشكلة بالنسبة لروسيا أكثر من مشكلة الناتو في قادم الأيام.