أعلى درجات الاستنفار للقيادات السياسية والروحية والمجتمعية في الجبل لمواجهة احتمالات الفوضى وتداعيات الحرب
أحاطت القيادات السياسية نفسها بمجموعة من الاحتمالات الصعبة والمؤشرات الخطيرة القصوى، أدناها قلقا تلك المتصلة بفوضى عارمة قد تحصل، وذلك عقب المرحلة الانتقالية لاغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله والقادة معه، إلى استهداف بقية القيادات في «الحزب» بعمليات الاغتيال، والمتزامنة مع التهديدات الإسرائيلية إزاء المرحلة الحرجة وغياب الأفق حولها.
من هنا استنفر الجبل بأهميته السياسية والجغرافية، خصوصا قواه السياسية والروحية والحزبية والمجتمعية على نحو غير مسبوق، لمواكبة المرحلة وتدارك الأسوأ.
ويعتبر هؤلاء ان أي إخلال قد ينتج من التداعيات، من شأنه ان يؤدي إلى اهتزاز القواعد والأسس، التي سبق ان وضعت مع بداية الحرب، معززة راهنا بأجواء وإحتمالات أكثر قتامة وخطورة من جريمة الاغتيال نفسها.
وجاء اعلان الجيش الإسرائيلي فرض حصار عسكري على جميع الأراضي اللبنانية كمؤشر إضافي على تفلت الأمور من كل القيود.
لذا، بادرت القيادات للتواصل السريع، كما فعل الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك نجله رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط مع بري ومع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. والأخير شدد اثر الاتصال على «ضرورة حماية الوحدة الوطنية والأمن والسلم الداخلي وتعزيز الحوار بين اللبنانيين».
كذلك أجرى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى اتصالا بالرئيس بري، للتضامن كما ذكر مكتبه الاعلامي، وأيضا «لما ينبغي مواجهة الحرب، بأكبر قدر من التكاتف والوحدة الوطنية الداخلية، لتفويت الفرصة على العدو ومنعه من تنفيذ مخططاته».
بدوره، شكر بري لشيخ العقل تضامنه، وحيا «الوقفة المشرفة للزعيم الوطني وليد جنبلاط وأبناء الجبل تجاه اخوانهم».
كما اتصل أبي المنى بجنبلاط، «للتأكيد على ضرورة العمل لتثبيت الوحدة الداخلية والتضامن الوطني، وعلى أهمية حماية الجبل وتماسك مجتمعه، في ظل حالة الحرب القائمة وما يمكن أن تسببه تداعياتها من فوضى وردود فعل، ينبغي خلالها الحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي العام».
في هذا الوقت، سجلت حركة نزوح كثيفة لاسيما من أحياء الضاحية الجنوبية تجاه الجبل، زادت من اكتظاظ مراكز الإيواء، بما يفوق طاقتها الاستيعابية.
(عامر زين الدين-بيروت)