بعلبك تشتعل فنًا… ولبنان ينهض من بين الأعمدة!

 

بعلبك

إعداد وتقرير :رنا وهبة

عندما يحلّ الصيف على لبنان، لا تكتمل الصورة إلا بصوت يرتفع من بين حجارة قلعة بعلبك الرومانية، يعلو على الصمت، ويتحدى الغياب، ويعلن بكل قوة: هنا مهرجانات بعلبك… هنا الحياة!

في بعلبك، لا تُقدَّم عروض فنية فحسب، بل يُعاد اختراع المعنى الحقيقي للفرح. إنّها مهرجانات لا تشبه سواها، لأنها لا تُقام في مسارح مغلقة، بل في حضن التاريخ، تحت السماء مباشرة، بين أعمدة باخوس وجوبيتر، حيث الفن يصبح صلاة، والموسيقى تصير لغة الشعوب.

هذا الصيف… بعلبك تنفجر إبداعًا

برنامج مهرجانات 2025 يأتي كصرخة مدوية في وجه كل ما يُحبط.

🔴 25 و26 تموز: أوبرا “كارمن” Carmen، تلك القصة الشهيرة بالحب والتمرّد، تُعاد كتابتها على طريقة بعلبك، بأداء عالمي، وأجواء ساحرة تعيد للأوبرا بريقها من قلب الشرق.

🔴 8 آب: ليلة لبنانية خالصة مع الفنانة هبة طوجي، التي ستنثر صوتها فوق الحجارة العتيقة، ممزوجًا بالضوء، بالصدى، وبالنبض الذي لا يتوقف.

أكثر من مهرجان… إنها ثورة فنية!

مهرجانات بعلبك ليست ترفًا ثقافيًا، بل مقاومة ناعمة، واحتلال فني لأرض كانت دائمًا ممرًا للحضارات. كل عرض يُقدّم هنا هو فعل حب. كل مقعد يُملأ في القلعة هو رسالة: نحن شعب لا يموت، لا يصمت، لا ينسى الفرح.

من كل لبنان، ومن العالم، يتقاطر الناس إلى بعلبك لا لحضور حفلة فقط، بل ليشهدوا على المعجزة: كيف يمكن لحجارة عمرها آلاف السنين أن تنبض من جديد، فقط حين يعلو فيها صوت مغنٍّ، أو نغمة كمان.
يشرف على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية المميزة فريق متخصص يضم شخصيات بارزة من مختلف المجالات.

وتترأس لجنة مهرجانات بعلبك الدولية
نايلة دو فريج: شغف مستمر بالثقافة:

تقود لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة نايلة دو فريج، وهي شخصية ثقافية معروفة كرّست عملها للحفاظ على مكانة المهرجانات كحدث عالمي. تحت إدارتها، حافظت بعلبك على هويتها الثقافية، واستمرت رغم الصعاب، فأصبحت رمزًا لصمود الفن اللبناني.
نايلة دو فريج ترى أن “الثقافة ليست رفاهية بل ضرورة وطنية”، وهي تعمل بشغف لتقديم عروض ترتقي بالذوق العام وتكرّس صورة لبنان الحضارية في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *