
يعداعتداء إسرائيل على وفد حماس في قطر… إنذار إلى الأمة
في سلوك مثيرة للجدل وذات أبعاد خطيرة، لقد أقدمت إسرائيل على استهداف وفد من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، الدولة التي لعبت مرارًا دور الوسيط في النزاعات الفلسطينية، إن هذ ا الاعتداء ليس مجرد سلوك عفوي عابر، بل رسالة سياسية وأمنية تتجاوز حدود غزة وفلسطين لتطال العالم العربي والإسلامي بأسره.
إن الكيان الصهيوني أراد القول بوضوح: “قدرتنا لا تقف عند حدود فلسطين، بل تمتد إلى حيث نشاء، وإن صمتكم لن يحميكم.” وهذه الرسالة تحمل في طياتها تهديدا مباشرا لكل دولة أو طرف يساند القضية الفلسطينية أو يوفر غطاء سياسيا أو إنسانيًا للفلسطينيين.
العملية مثلت أيضا إستهدافا لدور قطر كوسيط رئيسي، إذ أن ضرب وفد سياسي داخل دولة مضيفة يضعف ثقة الأطراف بجدوى الوساطات ويخلق حالة من الإرباك الدبلوماسي. وهو ما قد يدفع الدول الوسيطة مستقبلًا إلى التراجع عن أدوارها.
من الناحية الاستراتيجية، الحدث يكشف أن المشروع الصهيوني لا يقتصر على الأراضي الفلسطينية، بل يسعى إلى فرض منطق القوة على الإقليم بأسره، فالاعتداءات المستمرة هي إنذار صريح: ومن هنا إما أن تتحرك الدول العربية والإسلامية دفاعا عن كرامتها وأمنها ومقدساتها، وإما أن تنتظر حتى تجد نفسها كلها تحت التهديد أو الاحتلال.
أمام هذه التطورات، يقف العالم العربي والإسلامي أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما المواجهة عبر أدوات دبلوماسية واقتصادية وحتى دفاعية لحماية السيادة والكرامة.
أو البقاء متفرجًا حتى يفرض الاحتلال منطقه على الجميع.
وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ [البقرة: 217]. ولايزالون يقاتلونكم إستمرارية تتطلب الدفاع والمقاومة، والتخلي عن هذه المعادلة تجعل من المستهدف المقلوب ير دونه حتى عن دينه وفق منطق السيطرة، والقلبة وهذه هي الطامة الكبرى، يعتبرالاعتداء الإسرائيلي على وفد حماس في قطر هو جرس إنذار، وتجاهله يعني التسليم بالهيمنة، ومواجهته تتطلب يقظة وتنسيقا عربيًا وإسلاميًا قبل أن يفوت الأوان.
بتاريخ/10 /9/2025م
الاستاذ/ الطاهر مولود الحسنة
رئيس الجمعية التشادية للسلام ومكافحة الإرهاب



