البطل المسلم الذي قتل بيده أربعة أفيال في معركة واحدة

سعد حسن الحاج حمدو

البطل المسلم الذي قتل بيده أربعة أفيال في معركة واحدة؟!
الذي أرعب مشركي شبه القارة الهندية وكان أول من جلس على عرش “دلهي” عاصمة الهند؟
الذي أطلقت باكستان اسمه على القنبلة النووية الباكستانية تشريفًا وتعظيمًا لهذا البطل المغوار؟
إنه البطل المسلم #‏شهاب_الدين_الغوري ..
قال عنه ابن الأثير: (كان رحمه الله شجاعًا مقدامًا كثير الغــزو إلى بلاد الهند عادلًا فى رعيته حسن السيرة فيهم حاكمًا بينهم بما يوجب الشرع المطهر).
مما جعل الكثير من مشركي الهند يتحالفون ضده ويتآمرون عليه خوفًا على ملكهم وأصنامهم رغم ما كان بينهم من خلافات إلا أنهم اجتمعوا على الحرب على الإسلام .
وكان ذلك بقيادة قائدهم “كوله” عام 583هـ عند مدينة شيرستى، و دارت رحى معركة رهيبة دارت الدائرة فيها على المسلمين حتى فر بعض الأمراء المسلمين من ساحة المعركة لينجوا بأنفسهم .
أما البطل #شهاب_الدين_الغوري فظل يقاتل بسيفه في مقدمة من بقى معه من جيشه حتى قتل بيده أربعة أفيال وظل يجاهد حتى كثرت جراحه وسقط على الأرض وتكاثر عليه الأعداء فقاتل المسلمون ببسالة دفاعا عن قائدهم حتى أنقذوه من ايدى الكفار وأخرجوه خارج تلك البلاد وهو ينزف الدم، حتى قيل أنه ظل ينزف مسيرة أربعـين كيلـو مترًا، ولما عاد إلى لاهور وأفاق من جراحه أخذ الأمراء الغوريين الذين فرّو من المعركة وعنّفهم.
ثم رجع إلى المشركين مرّة أخرى بعد عام كامل قام فيها بإعداد جيش كبير شجاع واستبعد منه الأمراء الذين فرّوا من قبل .
وقال قبل المعركة : “اعلموا أنني ما نمت مع زوجتي ولا غيّرت ثياب البياض عني-أي الكفن- منذ عام، وأنا سائر إلى عدوي معتمدًا على ربي -عز وجل- لا على الغورية ولا على غيرهم، فإن نصرني الله تعالى ونصر دينه فمن فضله وكرمه وإن انهزمنا فلا تطلبوني فلن انهزم ولو هلكت تحت حوافر الخيل”.
ثم وثب على المشركين وثبة الأسد الضرغام فمزّق جمعهم وشتت شملهم وأسر قائدهم #‏كولة وفتح مدن” شرستي وكهرام وهنس وأحمير”وحطّم أصنام الهندوكية والبوذية وأخذ أحجارها وبنى بها مساجد في الهند .
و بعد ان انتصر شهاب الدين على #‏كوله أراد ملوك الهند أن يقضوا على الإسلام والمسلمين، فأعدّوا جيشًا جرارًا قوامه الف الف مقاتل وسبعمائة فيل، والادهى والأمرّ أنه كان في جيش المشركين أمراء مسلمين يقاتلون من أجل الدنيا، وباعو دينهم بدنياهم.
و بدأت المعركة والتقى الفريقان واشتد القتال واحتدم النزال، وما هى إلا ساعات معدودة حتى نزل المدد الرباني، وأنزل الله سكينته على المؤمنين فثبّت أقدامهم وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب ونصر الله جُنده وامتلأت الارض بجثث الكفار وأمر شهاب الدين بقتل كل الأسرى وعلى راسهم ملكهم ” ‏بنارس “.
و دخل شهاب الدين بلاد بنارس وحمل معه من خزائنها على ألف وأربعمائة بعير ونشر فيها الإسلام، وعاد إلى ‏غزنة وغنم تسعين فيلًا بفضل الله وحده ثم بشجاعة هذا البطل العظيم شهاب الدين الغوري.
وبينما هو فى مصلاه ساجدًا لله في قيام الليل إذ دخل عليه بعض الخونه ومعهم مماليك من بنى كوكر فطعنوه اثنتى وعشرين طعنة فمات وهو ساجد و مرابط على ثغر من الثغور يعدّ الجيش لقتال الكفار فرحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء”.
المصدر:
الكامل في التاريخ لـ ابن الأثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *