ورشة “الذكاء الاصطناعي في الاعلام” لـ “رابطة البحث العلمي”: الملكية الفكرية والقيم الخلقية واحترام الخصوصية …تحديات صعبة وتركيز على أهمية نظرية “حارس البوابة” في الاستخدامات الذكية
عقدت “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال” ضمن النشاطات الدورية التي تقيمها ورشة عبر زوم بعنوان ” الذكاء الاصطناعي في الاعلام : التطبيقات والتحديات” بحضور رئيسة الرابطة الدكتورة ميّ العبدالله، نائب الرئيسة الدكتور هيثم قطب وأعضاء الرابطة من مختلف الدول العربية.
شارك في الورشة كل من الدكاترة: فيصل كامل (أستاذ الاعلام الرقمي في كلية ليوا- الامارات)، غادة صالح (أستاذ مشارك في كلية ليوا) ومثاني حسن أبشر (جامعة أم القوين- الامارات).
ركزت كلمات المشاركين في الورشة على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم على أن يكون مساعدًا وداعمًا للعنصر البشري وليس أن يكون بديلًا عنه، وأشاروا الى أنه لا يقدّم الجودة في العملية الذهنية لناحية الانتاج أو الإخراج أو التحرير التي يقدّمها في المقابل الإعلامي لعوامل عديدة. كما يصعب على الذكاء الاصطناعي مثلًا في كتابة البحث العلمي توفير الأمانة العلمية وذكر الحواشي لأن ذلك يتطلب آلية خاصة. وشددوا على أن الذكاء البشري هو الذي يدير الآلة بالبرمجيات التكنولوجية، لذلك فهو لا يهدد دور الانسان ويقلل من فرصه العملية وتحديدًا الاعلامي انما يساهم في تأمين المعلومات التي يحللها الإعلامي دون أن يهدر وقته بما ليس مهمًا.
العبدالله
بعد كلمة ترحيبية للدكتورة العبدالله بالمشاركين، نوهّت بأهمية هذه الندوات التي تناقش مواضيع مهمة في المجال الاعلامي، لا سيما موضوع الذكاء الاصطناعي الذي بات مؤثرًا في المؤسسات الاعلامية لِما يُعتبر عنصرًا مساعدًا وشريكًا في العمل الاعلامي.
فيصل كامل
تحدث الدكتور فيصل كامل عن المراحل التاريخية للذكاء الاصطناعي منذ ظهوره في خمسينيات القرن الماضي وما رافقه من تعديلات وتغييرات وصولاً الى هو عليه اليوم. وشرح باسهاب نشأته وتطوره ومساهمات الباحثين والعلماء والجامعات من مختلف المجالات، الأمر الذي غيّر معرفة الناس الأساسية بمجال الذكاء الاصطناعي. ولفت الى أن أول برنامج كمبيوتر للذكاء الاصطناعي هو برنامج Logic Theorist الذي جاء على يد الباحث ألين نيونيل والاقتصادي هربرت سيمون والمبرمج كليف شو، معتبرًا أن فترة الستينيات شهدت نموًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي خاصة بعد إنشاء العديد من لغات البرمجة وروبوتات وآليات ودراسات بحثية وأفلام تقدّم شخصيات وكائنات بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف الدكتور كامل: بالرغم من انخفاض الدعم الحكومي لأبحاث الذكاء الاصطناعي الذي شهدته فترة السبعينيات إلا أنها شهدت قدمًا سريعًا في الروبوتات والآلات، لتطلق جامعة واسيدا العام 1970 في اليابان أول روبوت مجسم وهو Wabot الذي تميز بقدرته على الرؤية والتحدث مع امتلاكه أطراف متحركة. وفي الثمانينات تمّ ادخال الأنظمة الخبيرة التي كانت قادرة على مساعدة الصحفيين في تحليل كميات كبيرة من البيانات مثل نظام intelligent text processing الذي ساعد في تحليل النصوص وتقديم استنتاجات. وتعتبر فترة التسعينيات هي فترة التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي نظرًا لتطور البرمجيات الاحصائية وأدوات تحليل البيانات الكبيرة الذي أدّى الى تحسين في جمع الأخبار وتحليلها. كما تطورت طرق فهم ومعالجة اللغات البشرية، ما ساهم في تحسين الأنظمة القادرة على التعامل مع النصوص والكلام، لتشهد هذه الفترة ظهور أول التقنيات الفعالة لترجمة النصوص بشكل آلي. كما بدأت بعض وكالات الأنباء في استخدام برامج تحليل النصوص لتحديد الاتجاهات والتنبوء بالأخبار المهمة.
وذكر بعض البرامج ومنها، Deep Blue ، روبوت Kismet وروبوت Asimo التي عكست نموًا تصاعديًا للذكاء الاصطناعي، ليدخل تدريجيًا الى الانتاج الاعلامي بكل أشكاله.
وتطرق الدكتور كامل الى أهمية الذكاء الاصطناعي في تحديد كوفيد -19 ، الى روبوت الدردشة شات جي بي تي الذي يملك القدرة على إجراء محادثات مع البشر والإجابة على أسئلتهم وصولًا الى استبدال مقدمي نشرات الأخبار بروبوتات ذكية كالروبوت إريكا في اليابان، و Xiaoice في الصين وأليكسا التي تملك صوتًا اخباريًا مميزًا.
غادة صالح
وأشارت الدكتورة غادة صالح في كلمتها الى أن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصًا جديدة لزيادة الكفاءة والانتاجية والابداع في غرف الأخبار، ويسهم في كتابة ملخصات الأخبار وعناوينها، جمع الأخبار وانتاجها وتوزيعها، تحليل البيانات الضخمة، تحسين جودة المحتوى من خلال اكتشاف الأخطاء واللغة المنحازة واستخدامه في التحقق من المعطيات والكشف عن المعلومات المضللة. وعددت بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاعلام وكيفية الاستفادة منها في الكتابة وتوليد المحتوى وإعادة الصياغة. وتطرقت أيضًا الى أدوات صناعة وتحرير الفيديو في غرف الأخبار.