إيطاليا تتهم روسيا بالوقوف خلف حملة تهاجم ميلوني بشأن ليبيا

روما/ وكالة نوفا- اتهم مسؤولون إيطاليون السلطات الروسية بالوقوف خلف حملة تهدف إلى تشويه السياسة الخارجية للحكومة الإيطالية بقيادة اليمينية جورجيا ميلوني، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وبحسب الوكالة، أدارات حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إكس وتليغرام منسوبة إلى روسية، منذ أواخر أغسطس الماضي، حملة باللغة العربية تهدف إلى تشويه سياسة حكومة ميلوني الخارجية فيما يتعلق بالقضايا الليبية والتعاون بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية.

ومن بين تلك الحسابات “أخبار روسيا” على موقع إكس، مع أكثر من 400 ألف متابع، شاركوا مقطعي فيديو قديمين لتصريحات جيورجيا ميلوني حول تدفقات الهجرة غير الشرعية من ليبيا وحول المراكز الإسلامية التي تمولها المملكة العربية السعودية. وتم إخراج هذه المقاطع من سياقها لتغيير موقف رئيس الوزراء الإيطالي، وفقًا للوكالة، التي أشارت إلى أنه على الرغم من أن التصريحات مؤرخة، إلا أنها تقدم على أنها جديدة، لدرجة أن العديد من المستخدمين والمجموعات في ليبيا افترضوا تورط المخابرات الإيطالية في مقتل عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”، وهو ضابط في خفر السواحل يشتبه في الاتجار بالبشر وتهريب الوقود.

وقُتل ميلاد بالرصاص أمس أثناء تواجده في سيارة أمام أكاديمية جنزور البحرية غربي طرابلس، حيث توجد أيضًا قاعدة بحرية تركية ويأوي مئات المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم أنقرة. ونظراً لقرب ميلاد من الوحدة العسكرية التركية، فمن المرجح أن تمثل شخصيته مصدر إزعاج لروسيا وليس لإيطاليا.

وأعلنت مصادر حكومية إيطالية، تواصلت معها “وكالة نوفا”، أن الموقف المنسوب إلى إيطاليا في حملة “التضليل” هذه “لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع موقف الحكومة الإيطالية تجاه الديناميكيات السياسية الداخلية في ليبيا، ولا يعكس حالة العلاقات والتعاون بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية”.

دور مشبوه

تلعب إيطاليا دورًا مشبوهًا في ليبيا، ولا سيما مصراتة حيث تتواجد قوافل طبية يُعتقد أنها مخابراتية. وفي حين كالت روما الاتهامات لموسكو، كان البيدجيا أكثر ارتباطًا بإيطاليا في السابق، بين عامي 2017 و2018، “لكن في عام 2019، بدأ الإيطاليون في النأي بأنفسهم، ووجدوا العلاقة محرجة بشكل متزايد للرأي العام”، بحسب جلال حرشاوي الخبير الليبي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.

وفي منشور على إكس، قال حرشاوي، إن البيدجا، وهو لقب مستوحى من شغفه بكرة القدم واللاعب الإيطالي روبرتو باجيو، اكتسب شهرة دولية عام 2017 لدوره في تعذيب المهاجرين وتورطه في عمليات التهريب.

وبعد فترة اعتقال قصيرة في عهد وزير الداخلية آنذاك فتحي باشاغا، كان ميلاد قد حاول تنظيف صورته، متخذاً موقفاً “على ما يبدو فاضلاً” ضد الجريمة ومعارضة تهريب الوقود، بينما كان يحاول تقديم نفسه بشكل رسمي أكثر كعضو في خفر السواحل.

وفي السنوات التي تلت عام 2020، بحسب حرشاوي، أصبح البيدجا “أصلاً ثمينًا لتركيا”، حيث ساهم في تأمين القاعدة البحرية التركية في جنزور، حيث يتواجد مئات المرتزقة السوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *