كبف صنع الله الكون؟بقلم: المهندس الدكتور كمال داوود مسعود / لبنان

يتألف جسم الكون من أجسام كروية، تتحرك دائرياً على أفلاك وهمية، تحرّكُها طاقة أزلية أبدية جوهرية، بإستمرارية سرمدية، دائمة الفعل، محكمة النظام، ثابتة التنظيم.

هي طاقة الكون الإلهية المنبثقة من نواة الإبداع، أو الفيض.

نظرية الفيض:
قبل أن يكون شيء، كان جوهر الوجود المفيض البادع، الذي يسمى الله تعالى، أو الباري ، او الخالق، أو.. .

أولاً: أفاض الجوهر الأحد من نوره المطلق نوراً، فحدثت ولادة أول مولود، الذي سُمِيَ  ألعقل الكلي الفعّال. فحدثت الثنائية: المُفِيض والمُفَاض*  المُبدِع والمُبدَع *  الآب والإبن*

ثانياً: أفاض جوهر العقل من نوره نوراً، فحدثت البدعة الثانية التي سُميت النفس الكلية الفلكية

ثالثاً: أفاض جوهر النفس من نوره، نوراً، فحدثت البدعة الثالثة التي سُميت بحر الهيولى الأولى، أي بحر الروح.
هكذا تم انبثاق الثالوث الجوهري، المُفاض من أحدية الجوهر الأصل المُفيض. وهذا يوضِّح حقيقة معنى البسملة المسيحية: بسم الآب والإبن والروح القدس، ثلاثة أقانيم.. إله واحد.

أما الصليب الخشبة والعذاب والفداء، هي رموز الجهاد في سبيل الله ، والخلاص، بالخروج من ظلمات الجهل والارتقاء إلى واحة أضواء الحقيقة الجوهرية.

بهذا الوصف لنظرية تسلسل الفيض شعرنا باللطافة والسلاسة، ولكن الحقيقة غير.
إن اللطافة والهدوء والسكون هي طبائع ضوء المبدع الأحد جلّ وعلا. ولم تحدث الثنائية بدون فعل وردة فعل ، وهنا يظهر عنصر القوة.
لم يحدث تسلسل الفيض كإضاءة شموع هادئة أو إضاءة مصابيح كهربائية بعيدة عن ضجيج محطة توليد الطاقة، بل حصلت بإنفجارات صاعقة أدت إلى حركات دائرية جبارة .
هكذا انوجدت طاقة نواة الكون الإلهية، أو ما يُسَمّى القدرة الإلهية- الجوهرية العاقلة.
قال افلاطون: الحقيقة ليست في الظواهر العابرة ولكن في الأفكار السابقة لوجود الكائن.

إذن.. إن فكرة الإبداع نشأت في مخيلة المُبدِع قبل حدوثها بالفعل.

فكَّرت أن المبدع جلَّ وعلا إخترع نواة من ثلاثة عناصر جوهرية، ثم وضعها على صفحة العدم وقال: كُن….
إنفجر جوهر العقل، فذهبت إشعاعاته الخضراء في أربعة إتجاهات، فرسمت صليب ضوء. دارت الحدود الأربعة، فرسمت فلك دائرة العقل الكلي حول مركز الفجر.

في الإنفجار الثاني، أفاضت حدود جوهر العقل أربعة إشعاعات حمراء. دارت حول فلك العقل فرسمت فلك النفس الكلية الفلكية.

في الإنفجار الثالث، أفاضت حدود جوهر النفس أربعة إشعاعات صفراء، دارت حول فلك النفس فرسمت فلك بحر الهيولى الأولى..

بهذا إنتهت عملية الإبداع الجوهري، لتبدأ عملية تكوين جسم الكون المادي المحسوس.

هكذا تخيلت مركز فجر نواة الكون الإلهية، تحيط به ثلاثة أفلاك وهمية، تدور عليها حدود الجواهر الإثني عشر.

شغلت قصة نشوء الكون عقول ذوي الألباب عصورً ودهوراً، دون الوصول إلى نتيجة ولو جزئية.

وهذه بعض النظريات:

  • الكون إنبثق من نقطة
  • الكون مثل بالون آخذ بالتوسّع
  • حصل الكون بنتيجة إنفجار ضخم أدّى إلى تناثرات عشوائية

باعتقادي أن تسلسل الوجود جاء بحسب مراتب أعداد الدائرة التاسوعية والصفر/ بالعقل وليس بعشوائية، وأن هذا الكون الدقيق الجميل بُنِيَ على أساس حساب الجُمّل، بقران الحروف مع الأرقام . وهي علوم ملكوت الله المُنزَلة من الذاكرة الكونية!! العددية اللغوية الهندسية الفلكية الفلسفية الدينية

إن الأرقام التي بلغت المليارات قد زادت الفكر تشتيتاً، وأبعدته عن أي حل، إلى أن حَطّ رحاله عند مقولة: “كُنْ فكان”.. وهنا ظهر عجز العقل البشري المنافي للقصد الإلهي، الذي يرمي إلى تحقيق المعرفة.
ولما كان لا بد من مواصلة البحث رأيت أن أعود إلى نقطة الصفر، التي اعتبرتها بمثابة نقطة مركز الدائرة، وإلى نقطة البيكار الدائرة حول نقطة مركز الدائرة،  وبهذا أكون قد تبنيت مبدأ حركات المجرات والنجوم والكواكب في جسم الكون المطلق.

1 وضعت الواحد أصل الأعداد على نقطة مركز الدائرة.

10 رسمت الأعداد من واحد إلى عشرة حول الواحد بشكل دائري، فأشار الصفر في الرقم عشرة، إلى أول حركة رسمت أول فلك حول مركز الدائرة.

100 رسمت الأرقام من واحد إلى مئة حول الفلك الأول بشكل دائري أوسع ، فاشار الصفر الثاني في الرقم مئة إلى الحركة الثانية التي رسمت الفلك الثاني.

1000- رسمت الأرقام من واحد إلى ألف حول الفلك الثاني بحركة دائرية واسعة، فأشار الصفر الثالث إلى الحركة الثالثة التي رسمت الفلك الثالث حول الواحد الأصل في مركز الأفلاك الثلاثة:

الواحد وأفلاكه الثلاثة هو نظام هندسة جسم الكون.

هذه الحركات الدائرية ليست كلها دائرية كما بدت، إنما لكل حركة خاصية مختلفة عن الأخرى.
أول حركة في مرتبة العشرات○ دائرية.
ثاني حركة في مرتبة المئات  ○○ رحاوية.
ثالث حركة في مرتبة الألوف ○○○  إنسيابية.

في مقالتي السابقة، شرحت إنفجارات جواهر نواة الكون الثلاثة، التي ولدت إثني عشر حداً=

٤ + ٤ + ٤ رسمت ثلاثة أفلاك وهمية .

أولاً: قوة حدود جوهر العقل الكلي الفعّال، خلقت من الغبار أول شكل اسطواني، كنموذج لتكوين مليارات الاسطوانات التي تكونت.

ثانياً: قوة  حدود جوهر النفس الكلية الفلكية حرّكت الاسطوانة بحركة رحاوية فحوّلتها إلى جسم كروي ، فكان نموذجاً لتكوين مليارات الأجسام الكروية التي تكوّنت.

ثالثأً: قوة حدود بحر الهيولى الأولى أخذت الجسم الكروي برحلة دائرية وأعادته إلى حيث ابتدأ الحركة، فرسم أول فلك وهمي، فكان نموذجاً لمليارات الأفلاك الوهمية التي رُسِمَت.
إختلفت أحجام الأجسام واطوال الأفلاك وسعة المجرات، والكلّ دائر حول مركز فجر نواة الكون الألهية وحدود الإبداع، الجواهر دائرة حول العرش تسبّح وتمجّد قدرة رب العرش العظيم !!…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *