يُدندن الشّعر للحياة و الإنسان و الأمل الشّاعر اللبناني المقاوم حسن إبراهيم رمضان
حاوره: المهندس الدّكتور حسين أحمد سليم
رئيس مجلس الإدارة و رئيس تحرير القسم العربي في الجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة
هو سليل ذلك الإنسان القرويّ في تلك الأرض المعطاء، المولود من قلب العنفوان في جنوب لبنان، إبن منطقة جبل عامل، جبل الفخر و الإعتزاز في جغرافيّة ذلك المكان… كتب و نظم و قرض و غنّى و أنشد الجنوب اللبناني في الكثير من قصائده و أشعاره و خواطره… غزير الإنتاج الشّعريّ الهادف، عضو في إتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، له العديد من المؤلّفات و الدّواوين و المجموعات و الإصدارات… إنه شاعر الحياة، شاعر المرأة و الحبّ و الغزل و الأمل المرتجى، شاعر لبنان الوطن و السّياسة و النّضال و الثّورة و المقاومة… الأستاذ الشّاعر حسن إبراهيم رمضان…
يُحاكي إستمراريّة الحياة بالأمل المأمول، ناشط إجتماعي و سياسي بمواقفه ضدّ كافّة أشكال اليأس و الإحباط و التّشاؤم و الإستسلام، مهما كانت الظّروف صعبة و مهما كانت تبدو مستحيلة… فالأمل شعاره الأبرز، يشغل حيّزًا واسعًا ففي تفكّره، يتموسق به في قلبه، يُدندن به على أوتار الكلمات، يحمله بين كتفيه و يمشي ليزرع في نفوس اليائسين نوراً شعشعانيّا و تفاؤلاً مكوكبًا و ترقّبًا لفجر موعود.. .
هو رّفض و معارض للسّلطة التي يتربّع على عرشها الإقطاع السّياسي التّقليدي، مشارك في أغلب النّشاطات السّياسيّة و الثّقافيّة ذات البعد الثّوروي و النّضالي… أقام العديد من الأمسيات الشِّعريّة و الأدبيّة في أغلب المناطق اللبنانيّة… . و شارك في أكثر من مؤتمر تربوي و ثقافي، و كتب الكثير من المقالات و الأبحاث في الصّحف و المجلاّت اللبنانيّة، و حصل على العديد من الجوائز و الدّروع التّذكاريّة…
يؤمن بالحوار البنّاء و تبادل المعلومات، و يحترم الإختلاف بالرّأي، و يحترم حركة فعل التّواصل مع الآخرين… لا يؤمن بالطّائفيّة و المذهبيّة و العنصريّة… عربيّ الإنتماء، قوميّ الهويّة، متضامن مع كلّ حركات التّحرّر في العالم… و عنوان حياته: الإنسان… و أبرز هواياته: الكتابة و المطالعة و الرّحلات التّرفيهيّة و التّمتّع بجمال الطّبيعة و بفصولها الأربعة و الإستماع إلى الموسيقى الهادئة…
نائب رئيس مجلس الإدارة و رئيس تحرير القسم العربي في الجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة، إلتقى الشّاعر الأستاذ حسن إبراهيم رمضان في دارته ببلدة صريفا الجنوبيّة بقضاء صور، و كان الحوار الأدبي التّالي…
بداية مباركة، كيف نتعرّف إليك، بقبسات عطرة من سيرتك الذّاتيّة الشّاملة و المختصرة؟.
أنا حسن إبراهيم رمضان، من بلدة صريفا – جنوب لبنان، مواليد 1شباط 1955 للميلاد،
ولدتُ في بلدة الشّهداء صريفا – قضاء صور و تابعتُ دراستي الإبتدائيّة في مدرسة البلدة الرّسميّة ثمّ إنتقلتُ إلى مدينة صور، حيث تابعت دراستي المتوسّطة و الثّانويّة، و من هناك إنطلقت إلى العاصمة بيروت، حيث باشرت العمل و تابعت دراستي الجامعيّة، فحصلتُ على إجازة في العلوم الإجتماعيّة عام 1979ميلاديّة.
ناشط سياسي و إجتماعي منذ ريعان الشّباب و كانت البداية عام 1967 ميلاديّة، حيث شاركت في مظاهرات طلابيّة تأييدًاً للثّورة الفلسطينيّة، و يومها أطلقت قوّات الأمن اللبنانيّة الرّصاص علينا في مدينة صور، فإستشهد صديقي و زميلي في الدّراسة الشّهيد إدوار غنيمة، و كان لهذه الحادثة الأثر المباشر في خوض غمار السّياسة، من باب الرّفض و المعارضة للسّلطة التي يتربّع على عرشها الإقطاع السّياسي التّقليدي في ذلك الوقت…
شاركت في أغلب النّشاطات السّياسيّة و الثّقافيّة ذات البعد الثّوروي و النّضالي، و أقمت العديد من الأمسيات الشِّعريّة و الأدبيّة في أغلب المناطق اللبنانيّة. و شاركتُ في أكثر من مؤتمر تربوي و ثقافي و كتبتُ الكثير من المقالات و الأبحاث في الصّحف و المجلاّت اللبنانيّة، و حصلتُ على العديد من الجوائز و الدّروع التّذكاريّة…
أؤمن بالحوار و باختلاف الرّأي و احترام الآخر، و لا أؤمن بالطّائفيّة و المذهبيّة و العنصريّة أبداً…
أنا عربيّ الإنتماء و قوميّ الهويّة، أتضامن مع كلّ حركات التّحرّر في العالم… و عنوان حياتي هو الإنسان…
هواياتي: الكتابة و المطالعة و الرّحلات التّرفيهيّة و التّمتع بجمال الطّبيعة بفصولها الأربعة و الإستماع إلى الموسيقى الهادئة…
أنا عضو في إتّحاد الكتّاب اللبنانيّين.
من مؤلّفاتي: ديوان فردوس الزّمان، ديوان مفردات الحلم الواثب، ديوان نغم، ديوان خلعت رداء الولاء للزّعماء، إبحار في فكر الإمام السّيّد موسى الصّدر…
كيف يمكن تعريف و وصف المجتمع الذي نشأت فيه؟
المجتمع الذي نشأت فيه مجتمع يحمل مواصفات المجتمع الطّيّب و الكريم و المحبّ و المضيف و المؤمن و المسالم و المقاوم.. .
كيف قضيت طفولتك و ما بعد وصولاً حتّى اليوم؟
طفولة لم تكتمل نظرًاً للبيئة ( الفقيرة) التي كانت ترافق يوميّاتي ممّا اضطرّني لخوض غمار العمل باكرًا جداً… و لذا فقد تابعت دراستي جنباً إلى جنب مع العمل الذي تعدّدت أشكاله و ألوانه… أمّا من ناحية الإهتمام بالشّأن العام و كما ذكرت في السّيرة الذّاتيّة، فأنّ البيئة الإجتماعيّة جعلتني أخوض غمار السّياسة باكراً و قد كان الشّأن الوطني و العروبي لا سيّما الفلسطيني الأساس في توجّهاتي و إهتماماتي، كما أنّني كنت و ما زلت ناشطاً إجتماعياً في بلدتي و منطقتي و كذلك في بيروت، و لي صولات و جولات في عالم الثّقافة و التّربية و السّياسة و أنا على صداقة مميّزة مع المنابر ذات العلاقة…
كيف ولجت عالم الكتابة؟ و ما الدّوافع و المؤثّرات؟
بدأت باكرًا جداً، و ذلك بفضل تشجيع أساتذتي في المرحلة الإبتدائيّة، حيث كنت متفوّقاً و مميّزاً في مجال الأدب و اللغة العربيّة، و بالتّالي كنت خطيب المناسبات المدرسيّة، و قد كان الحبّ الأوّل في حياتي حافزاً لكتابة الشّعر الغزلي، و كرّت السّبحة إلى أن أصبحت الكتابة جزءً لا يتجّزأ من يوميّاتي… تأثّرت بالفقر فانتفضت ثائراً ضدّ الإقطاع و الرّأسماليّة، و تأثرتُ بالإعتداءات الصّهيونيّة اليوميّة تقريباً على جنوب لبنان، فانتفضت ثائراً ضدّ العدوان، و تأثّرت بإغتصاب فلسطين فانتفضت ثائراً ضدّ الصّهونيّة، و تأثّرتُ بظلم المرأة في الشّرق فانتفضتُ ثائراً ضدّ الموروثات القبليّة –الجاهليّة، و تأثّرتُ بالأحداث اليوميّة… فكتبت الشّعر علّني أضع الإصبع على الجرح فأكون صرخة في وجدان ذوي العلاقة… و بالمختصر أنا متأثّر بواقع أعيشه و بالتّالي فإنّ هذا الواقع هو الدّافع.. .
متى كانت بداية تجربتك مع الكتابة؟ و ماذا يعني لك هذا التّاريخ؟
لا شكّ أنّ أوّل قصيدة هي الغالية على قلبي رغم بساطتها، لكنّها البداية المضيئة بالنّسبة لي في عالم الشّعر و الأدب…
كيف بدأت رحلتك إلى عالم القصيدة؟ و متى إشتعل القلم بجذوة لهيب الرّوح؟
بدأت كتابة الشّعر في الرّابعة عشر من عمري، و كانت البدايات مع أوّل عشقٍ بريءٍ دخل إلى قلبي، و بطبيعة الحال فقد كان الشّعر غزليّاً إختصر العالم بمن أحبّ… و من خلال التّشجيع من أساتذتي، بدأتُ أتطوّر في الكتابة، كما أنّ إعجابَ من سمعني ألقي الشّعرَ، ساهم في أن أكون و القلم توأمين لا ينفصلان أبداً.. .
و كان لنكسة حزبران عام 1967 ميلاديّة، وقعٌ شديد في نفسي فكتبتُ بلسان الرّافض للهزيمة و الدّاعي إلى المقاومة و المُبشّر بالنّّصر مهما بلغت التّضحيات و بالتّالي كتبت لفلسطين و أهلها الصّابرين الكثير… و كلّ ذلك كان صدى للهيب روحٍ ناتجٍ عن نار غرامٍ للمرأة و للثّورة على حدّ سواءْ.. .
هل يجدّ الكاتب ذاته من خلال الكتابة؟ و يُحقّق تطلّعاته؟
إذا لم يكن الكاتب قد وجد نفسه فلن يكتب، لذلك فإنّ الكتابة هي إظهار لدواخل الكاتب التي يريد تعميمها على الملأ، لتكون نوذجاً يُحتذى به، و بالتّالي فإنّ الكاتب يجد في نفسه صاحب رسالة و هدف… أمّا تحقيق التّطلّعات فذلك خارج قدرة الكاتب الذّاتيّة، فهو مجرّد مُبلّغ برسالته، و قد تتحقّق تطلّعاته و قد لا تتحقّق، علماً بأنّ الكتّاب ليسوا أكثر من مؤذّنين يرفعون أذان حقيقتهم في وجدان النّاس…
هل يتعامل الكاتب مع شكل معيّن للكتابة الأدبيّة؟
بعض الكتّاب إعتمدوا نمطًا معيّنًا نتيجة مؤثّرات ذات العلاقة بثقافتهم، لا بل هم يُقلّدون من سبقهم… لكنّني لست منهم، بل أنا كاتب لي أسلوبي و منهجي و لي قواعدي و أصولي، فالإبداع فنّ و الفنّ ذو خاصّيّة لا شبيه لها، لذلك تراني غير ملتزم بالتّقليد الكتابي، فأنا أكتب ما أكتب بلوني الخاصّ و لا أحبّ أن أكون تكراراً لغيري مع إحترامي الكبير لفطاحل الشّعر و الأدب…
هل الشّكل الكتابي يقيّد الكاتب؟ أم يُميّزه؟
كلاهما بالتّأكيد، الشّكل الكتابي التّقليدي يُقيّد الكاتب فيما الشّكل المتمرّد على التّقليد يُميّزه…
ما هي الرّوافد التي صنعت تجربتكم الشعرية؟
روافدي هي مجتمعي و وطني و أمّتي و فلسطين و القدس و المرأة و الدّين و المقاومة و الفلسفة و علم النّفس و الإجتماع و بالتّالي أحاسيسي و مشاعري تّجاه هذه العناوين الكبرى التي تجري في دمي.. .
ما دور الواقع و الخيال و البعد المرتجى في كتاباتك؟
الواقع هو الأساس في كتاباتي، ففيه ملامسة مباشرة لمشاعر و أحاسيس القارئ، بحيث يشعر القارئ بأنّ ما كتب قد كتب له شخصيًاً، فيكون متفاعلاً مع المكتوب بشكل واضح، أمّا الخيال فهو ضرورة كتابيّة تحمل في طيّاتها آمال الكاتب و طموحاته، و بالتّالي هو مركبة الحلم التي وقودها الأمل، و ما ‘ختياري للقب شاعر الأمل إلاّ من أجل غاية بعث الرّوح في الخيال القابل للتّحقّق…
هل يتأثّر الكاتب بقضايا البيئة التي يعيش فيها؟
الإنسان إبن بيئته، و الشّاعر إنسان و بالتّالي فلا شكّ بأنّ التّأثّر بالبيئة هو أمر بديهي، إنّما يجب أن يكون التّأثّر إيجابيّاً لا سلبيّاً، بمعنى الحفاظ على القيم و المبادئ فيما يجب التّحرّر من الظّواهر السّلبيّة في البيئة لجهة النّظرة الدّونيّة إلى المراة مثلاً.. .
كيف يمكن معالجة القضايا من خلال كتابات الكاتب؟
إنّ كتاباتنا هي صرخة وجدانيّة، قد تكون حافزاً لتحرّك ما تُعالج من خلاله القضايا ذات العلاقة…
ماذا يتحقّق للكاتب من خطواته الكتابيّة المختلفة؟
الأمور تختلف بين كاتب و آخر، فمنهم يستفيد مادّياً و منهم معنوياً و أجمل النّتائج هي التّفاعل مع الكتابات من قبل القرّاء.. .
لمن يتوجّه الكاتب بكتاباته؟ أم هي ذات طابع معيّن؟
المتابع لكتاباتي يكتشف بأنّني أتوجّه للنّاس جميعاً، بكافّة تنوعّاتهم الإجتماعيّة و الثّقافية، و بالتّالي فإنّ لكلّ قصيدة موضوع و لكلّ موضوع أصحاب علاقة، فتارة يكون الموضوع عامّاً و تارة يكون خاصّاً، و بالمناسبة أنا ما تركت موضوعًا عامّا إلاّ و كتبت عنه سواء كان قديمًا أو حديثاً، أمّا الخاصّ فليس بالضّرورة أن يكون الموضوع شخصي، بل يكون معالجة لموضوع خاصّ، من خلال تقمّص الشّخصيّة المعنيّة، ببراعة لا بدّ من وجودها عند الكاتب…
ما هو الدّور الذي تلعبه الكتابة بين الجنسين؟ و هل تصنع بينهما علاقة مميّزة؟
لا شكّ بأنّ الكتابة هي عامل تواصل بين الجنسين، و بالتّالي تنشأ علاقة بينهما، و جميل أن تكون هذه العلاقة ودّيّة، و لا بدّ من الإشارة إلى أنّه ليست كلّ كتابة جسر عبور إلى علاقة مميّزة بين الجنسين؟…
ماذ يُستشفُّ من خلال كتاباتك؟ و على ما تنطوي حروفها و كلماتها؟
لست من يجيب على هذا السّؤال، فالجواب موجود عند قرّائي، لكنّ الأمل هو قاعدتي فمن تمسّك به نجا و من تركه هوى؟…
إلى ماذا يرمي الكاتب من خلال كتاباته؟ وما دعوته التّكليفيّة؟
أنا أرى بأنّ الكتابة الخالية من هدف هي كتابة تافهة جدّاً، و بالتّالي فإنّه لا بدّ من وجود رسالة ما و هدف ما في طيّ كلّ مقطوعة مكتوبة، فللكاتب فلسفته و واجبه تسويقها و على قدر براعته يستطيع تعميمها أو لا يستطيع…
أيّ فنٍّ كتابيٍّ هو الأفعل بين الفنون الأدبيّة؟
كلّ كتابة جميلة هي كتابة فاعلة، و من جهتي فأنا أكتب بأسلوب السّهل الممتنع و أجدها الأفعل و الأقرب إلى وجدان القرّاء…
كيف يُحدِّد الكاتب نسائج موضوعه؟
أنا أنفعل مع الحدث و الحدث موضوعي سواء كان عامّا أو خاصّاً…
هل الكتابة هي نتاج ثورة عند الكاتب؟ و هل الكتابة تصنع ثورة؟
الكتابة هو ثورة بحدّ ذاتها، و يجب أن تكون كذلك، و دورها دور تحريضي و تثويري و الثّورة مولود من مواليد الكتابة نعم.. .
20- هل التّحريض يصنع الكاتب؟
الكاتب هو صانع التحريض لا المصنوع
ما هو دور الحبّ في إبداعات الكاتب؟
الحبّ هو ركيزة هامّة جدّا في العمليّة الإبداعيّة، و بالتّالي فإنّه باب من أبواب المجد الأدبي.. .
بين البعد المرتجى وحقائق الواقع, من يُلهم الكاتب؟
لا شكّ بأنّ الواقع هو الملهم و البعد المرتجى هو المُزيّن للفكرة…
أين يتمّ نشر إبداعتك الكتابيّة إعلاميّا؟
الإجابة فيها جرح كبير، بحيث أنّ عدم القدرة على تأمين نفقات طباعة النّتاج الفكري الخاصّ بي، سبب في بقائه طيّ الأوراق دون التّمكّن من النّشر في كتب كما يُفترض… و قد كانت البرجيّات الرّقميّة في الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات “الأنترنت”، متنفّساً نوعًا ما لإطلاق القصائد عبر الأثير الرّقمي، و أعترف بأنّ الأنترنت ساهم في إيصال الشّعر و الشّاعر إلى كافّة أقطار العالم، و هذا يُسعدني بالطّبع لكنّه لن يغني عن نشر الكتب الجاهزة للطّباعة؟…
هل من كلمة أخيرة لك؟
لا بدّ من التّصدّي للإقطاع السّياسي و الدّيني و الإجتماعي، و بالتّالي لا بدّ من إعطاء المرأة دورها المسلوب منها بالقهر و القمع و لا بدّ من هدر دمّ كلّ عميل للعدوّ الصّهيوني…
هل تتفضّل و تتكرّم علينا بمجموعة من قصائدك؟
لديّ مئات القصائد، فأنا أكتب كلّ يوم قصيدة تقريباً، و قد كتبتُ في السّياسة و الوطن و المقاومة و المرأة و الأمّة و القضيّة الفلسطينيّة…
و هاكم بعض المقتطفات :
في السّياسة: قصيدة بعنوان: خلعت رداء الولاء للزّعماء، أقول فيها :
خلعتُ رداءَ الولاءْ للزّعماءْ
لمّا رأيتُ البلدَ الموحّدَ قد تقسّمْ
خلعتُ رداءَ الولاءِ للزّعماءِ في بلدي المُعظّمْ
لمّا رأيتُ المآذنَ مكسورة القاماتْ
لمّا رأيتُ الكنائسَ مسودّة الرّاياتْ
لمّا رأيتُ”الصّلاةَ” خلفَ الغانياتْ
لمّا رأيتُ رغيفَ الخُبزِ قد صارحُلماً
و سمعتُ الآخ و الصُّراخْ و الجوعُ تكلّمْ
خلعتُ رداءَ الولاء للزُّعماءِ في بلدي المُعظّمْ
أحزنني الغيمُ المُعتكفُ مُعترضاً على الجفافْ
أحزنني الشعبُ الخائبُ من زرعِهِ يومَ القِطافْ
أحزنني الرّجالُ الحاملينَ للأحلام في نعشٍ على الأكتافْ
لمّا رأيتُ الموتَ الرّخيصَ في بلدِ الحياةِ قد تعمّمْ
خلعتُ رداءَ الولاءِ للزعماءِ في بلدي المُعظّمْ
لأنّي مللتُ الهروبَ من الحدائقِ الثكلى
و من بكاءِ الزهورْ
لأنّي مللتُ الغروبَ كلَّ يومٍ و أنا أزورُ القبورْ
لأنّي مللتُ رائحةَ الحروفِ و الحِبرِ المأجورْ
لأنّي مللتُ من ساسةٍ يزنونَ بالوطنِ على مرأى من الناسِ
و حول الوطن العربيّ، كتبت :
الوطنُ الواحدُ آتٍ
أنا و الوطنْ
و أطفالٌ صغارٌ يكبرونْ
نعبُرُ الزَّمَنَ إلى حقيقتنا
رديءٌ هذا الزَّمَنْ ؟
أسلاكٌ تفصلُ بيننا
وحدودٌ تقطعُ أرحامَنا
و كبارٌ ليسوا كباراً
أقلمونا
طيَّفونا
مذهبونا
و التزموا بالنَّصِّ المكتوبْ ؟
دويلاتٌ مشرذمة
بكى الترابُ
فقد الوطنُ وعيَهُ
تمرّدَ القمرُ على الخرائطِ المُستحدثة
إستمرَّ مُشرقاً على الوطنِ العربيّ كلَّهُ
و الشمسُ مثل القمرْ
صباحُ الوطنِ واحدٌ
يهزأ الهواءُ بالنَّصِّ
يسخرُ الماءُ بهِ
لا حدودْ
وطن واحدٌ رغم أنفِ الكبار القرودْ ؟
و حول الرّبيع العربيّ المزعوم، كتبت :
ربيعُ التكفيرْ
قتلتُمُ الحُسينَ في كربلاءْ
و سبَيْتُمُ في كربلاءَ نساءْ
و ما انتصرتُمْ
لا بل هُزمتمْ
و انْهارَ حُكمُكُمُ المُلوَّثُ بالدِّماءْ ؟
الآنَ عُدتمْ
لا لأجل عدالةٍ ؟
عُدتمْ لأخذِ الثأرِ من شامِ الوفاءْ ؟
هي ” لاؤها ” قد أغضبَتْ أسيادَكمْ
عُدتمْ لكَسْرِ الـ ” لا ” في بلدِ الإباءْ
هم درّبوكمْ
و علّموكم
و موّلوكم
و سلّحوكم
و أوهموكم بما في الحُلمِ جاءْ ؟
هم خطَّطوا للفِتنةِ بدمائكمْ
كنتمْ وما زلتمْ فأنتمْ أغبياءْ ؟
هانَ عليهم يغسلونَ عقولَكمْ
حقنوكُمُ بالسُّمِّ حتى الإنتشاءْ
قطعانُ ماعزَ أنتُمُ يا أنتُمُ
لستمْ رجالاً إنَّما مثلَ الإماءْ ؟
و إذا ذُكِرْتمْ ؟
لا لأجل مديحكمْ
أنتمْ ذُكِرتمْ كونَكم مثلَ الوباءْ ؟
فأسأتُمُ للدِّينِ عبْرَ نِفاقكمْ
لوَّثتُمُ الأخلاقَ في خُلُقٍ أساءْ
كفَّرتُمُ الناسَ بما قد آمنوا
أصدرتُمُ الفتوى بذبحِ الأبرياءْ
مَنْ أنتُمُ يا أنتُمُ لتُكفِّروا
للمراة كتبت الكثير الكثير، و هذه إحداها :
ليلُكِ الأحمرْ
ليلُكِ الأحمرُ يُعجبني
و عزفُكِ أكثرَ يُطربني
فجنونُ الليلِ أغنيةٌ
لا أُخفي عنكِ يُشبهني
من بعد ليلكِ سيدتي
ما عاد الليلُ يُقلقني
كابوسُ الحُلُمِ غادرَني
و الليلُ الأسوَدُ غادرني
غادرَني خوفٌ يسكنني
غادرَني نومٌ قسرِيٌّ
فالقمرُ البدْرُ أيقظني
يا قمَري أنتِ أُمنيتي
يا قمَري أنتِ أُغنيتي
أنتِ مِرسالٌ جدَّدني ؟
فاللهُ الأكبرُ أرسلكِ ؟
و اللهُ الأكبرُ كرَّمني ؟
كرَّمني فيكِ سيدتي
شكراً للهِ أنقذَني ؟
كنتُ للموتِ مُنتظراً
أنتظرُ نعْشاً يحملُني
أعتذرُ الانَ من أمَلي
كدْتُ أنساهُ في عجَلي
فأنا للأملِ شاعرُهُ
و أنا للأملِ حاضرُهُ
…