إبراهيم ترأس رتبة دفن المصلوب: أقول لكل مسؤول فاسد لقد سلّمتم دم اللبنانيين الأبرياء
ذكر رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، بعد أن ترأس رتبة دفن المصلوب في كاتدرائية سيدة النجاة-زحلة، “أننا أنزلنا جسدَ يسوع عن الصليب، حيث تجلى مجدُ فدائه لنا وتجلّت ملوكيتُه على حياتنا، لأنه بموته عنا، اشترانا بدمه الكريم وافتدانا ولم يعد للموت من سلطان علينا”.
وأشار إلى “أننا الآن نُنشدُ مراثي التقريظ في جُنّاز المسيح، الذي فيه أتينا لِنُنَفِذَ وصيةً من وصايا الرب يسوع لنا، وهي أن نحزن على أنفسنا، لا أن نحزن عليه”.
وأوضح إبراهيم، أنّ “السيد المسيح لم تكن عليه خطيئة وهو لم يتألم بسبب خطاياه بل بسبب خطايانا. خطايا البشرية كلها وُضعت عليه. في أُسبوع الآلآم نحزن على خطايانا التي سبَّبت للمسيح آلاما وموتا. ألمُ يسوع المسيح لم يأت من مِسمار أو من حربة، بل أتت من حمله لخطايا البشر منذ آدم إلى اليوم وهذا هو الكأس الذي تمنى المسيح أن تعبر عنه. وألم المسيح أتى أيضا من الخيانة، خيانة يهوذا تلميذُه وخيانةُ الشعب الذي كان يصرخ إصلبه إصلبه”.
وشدد على أنّ “قوة يسوع الأعظم كانت هي قوته في التخلي عن القوة. هو الكليّ القدرة، لم يستعمل قدرته، ويريدنا أن نُخلي ذواتِنا كما فعل هو لنكون متواضعي القلب. قوةُ يسوع هي قوة الغُفران والتسامح والمحبة. لذلك دور المسيحية في عالم اليوم هو تغيير قلوب وإرادات من يعتمدون القوة والعنف لنشر تعاليمهم وتكريس مصالحهم”.
وذكر إبراهيم، أنّ “الرب يريدنا أن نكون كسمعان القيرواني، وأن يحمل كل منا صليب المتألمين والمحتاجين والمضطَهدين. الرب يريدنا أن نفكر كلما صلينا بملايين المتألمين والمصلوبين على صليب العنف والقتل والحرب والظلم”.
وأكّد “أننا نهيبُ بكل مسؤول في لبنان، فاسدٍ وخائن وسارقٍ وآكلٍ لُقمةَ الفقراء على مثال يوضاس أن يعترف كما اعترف يوضاسُ قائلا: “قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا”. أقولُ لهم: لقد سلّمتم دم اللبنانيين الأبرياء. فحريٌ بكم أن تعيدوا الثلاثين من الفضة وأن تَشنِقوا أنفسَكم مِثلَ يوضاس كما نقرأ في إنجيل متى 27/5 إذ طَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَشَنَقَ نَفْسَهُ”.