الزواج بين التعنيف…. القتل او الانفصال.
مروان الحريري / كاتب وباحث
الزواج بين التعنيف…. القتل او الانفصال.
الرجل والمرأة كائنان ليسا متساويين ؛ لا في تركيبتهما الجسدية ولا في خصائصهما الروحية والعاطفية. ولكن لقاؤهما قمة في الروعة وسر من أسرار الحياة، إنه لغز لا أحد يستطيع فهمه ؛ كسائر الالغاز التي تحيط بنا ويصعب علينا تفسيرها…. الحياة مليئة بالالغاز والاسرار؛ لا تحاول فهمها استمتع بالحياة فقط….
الرجل أقوى من المرأة جسدياً ؛ هو يملك العضلات والصلابة وهذا الشيء لا يخوله ان يتحكم بالمرأة ويتسلط عليها؛كما أنه يملك الاقتصاد وعادة من يملك المال يملك القرار.
كما ان الهرمون الذكرى (التستسترون) هو هرمون السيطرة والقوة الجسدية ؛ بينما هرمونات المرأة هي (الاستروجين) وهي هرمونات الخضوع ولكن المرأة بارعة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية بينما الرجل يبرع في العمل وتحصيل حاجات عائلته وحمايتها….
ان غالبية العلاقات الزوجية خصوصاً في عصرنا الحاضر هي علاقات فاشلة مدمرة…. ظاهرها ناجح وجميل ومثالي؛ ولكن إذا دخلت في التفاصيل، ستجد ان الشغف بين الرجل والمرأة تحول إلى كراهية وحقد، وكلاهما يعيش مع الآخر ويكمل حياته لسبب معين قد تكون الحاجة المادية للآخر او الاولاد او المجتمع وقيوده.
إن اول ما يدمر العلاقة الزوجية هو قلة الاحترام والتسلط والتملك واعتبار ان الزوجة ملكية خاصة (قطعة أرض او ورقة مالية) كذلك عدم ترك فسحة للشريك (مساحة حرية).
لان الإنسان بطبيعته يحب الحرية وله مساحة خاصة لا يرغب ان يقتحمها احد كائن من كان لانه كيان إنساني لديه طموحات واحلام ومشاعر وأحاسيس….
الرجل لا يكتفى بأمرأة واحدة حتى لو تزوج عدة مرات لا يكتفي لان المرأة بالنسبة له حاجة آنية، واول من سهل مهنة البغاء في التاريخ هم الرجال، بغية ارضاء شهواتهم وغرائزهم
واشباع حاجاتهم. فالحب عند الرجل عضوي تناسلي آني؛ اما الحب عند المرأة فهو حب روحي عميق.
عدد هائل من النساء لم يتعرفن على هزة الجماع لان الرجل آني ورغبته عضوية سرعان ما يشبع رغباته ومن ثم يدير ظهره وينام لان حالة التوتر التي كانت عنده تلاشت وهنا تشعر المرأة بالخيبة والنقص والظلم….
المرأة تكتفي برجل واحد وتعيش معه شرط أن يحترمها ويكون صديقاً لها ولكن للأسف حالة الصداقة بين الأزواج شبه مستحيلة.
تسود هذه العلاقات الفاشلة حالة من الغضب والضياع لذلك يلجأ معظم الرجال لتعنيف المرأة وضربها واذلالها كونه يعتبرها شيء يملكه ولا يعترف انها كائن منفصل له احترامه وافكاره ومشاعره الخاصة وأكثر الرجال المعنفين قد تلقوا تربية خاطئة وعاشوا في أسر يسودها العنف والضرب والصراخ……
في الديانة الهندوسية على المرأة ان تحرق نفسها او يحرقها المجتمع اذا مات زوجها لتلتحق به وتكون مقدسة وتسمى (ساتي) او المرأة الطاهرة المقدسة. وبعد إلغاء هذا الطقس وجب عليها عدم الزواج من آخر ولا يحق لها أن ترث وممنوع عليها إطالة شعرها. أما في الديانة البوذية على المرأة اطاعة زوجها في كل شيء فهي تابع دائماً.
في الديانة الإسلامية عليها ان تعرض نفسها على زوجها قبل النوم وفي حال لبها إلى سريره ورفضت ان تنام معه تلعنها الملائكة حتى الصباح.
في الديانة المسيحية الزواج مقدس على الرجل ان يتزوج امرأة واحدة وهو يعتبر سر من أسرار الكنيسة الكاثوليكية…
ولدتما معاً وستظلان معاً حتى في سكون تذكارات الله….. الخ
ولا يجوز الطلاق أبداً فالزواج ابدي.
من هذا المنطلق تجد ان اكثر المتزوجين من النساء يعانين من القمع والتسلط والتملك واستعمال الزوجة لحاجات ونزوات شخصية ضاربين بعرض الحائط ان المرأة انسانة لها متطلباتها النفسية والروحية والجسدية.
حتى وصلت الأمور في بعض البلدان وخصوصاً في أفريقيا وشمالها إلى ختان الفتاة( قطع جزء من البظر وهو نهاية الأعصاب الجنسية عند المرأة لكي لا تشعر باي رغبة جنسية) وهي صغيرة وعملية الختان لها تأثير سلبي جداً على المرأة من الناحية النفسية والعاطفية َوالجسدية.
ويعتبر غالبية الرجال ان المرأة له ولا يحق لها كما يحق له وهو الآمر الناهي والبعض منهم ينكر او حتى لا يعرف ان المرأة لها رغبات مثله تماماً وعليه ان يعاملها معاملة خاصة فيها الاحترام والحب والمودة.
كل هذه الأسباب وغيرها تدفع الرجال إلى تعنيف نسائهم والبعض يقدم على قتلها او حرقها، كونه يعتبرها ليس لها اعتبار وهي ملكيه خاصة.
في تقديري واعتقادي ان المرأة مخلوق أقوى بكثير من الرجل
وقد خصها الله بالقوة فهي تحمل وتلد وترضع وتحيض وتربي وتخرج إلى المجتمع اشخاصاً محترمين فعاليين طيبين محبين اما الرجل فلا يستطيع فعل كل هذا لذلك
قيل في المرأة : المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها…..
اما الانفصال بين الرجل والمرأة فهو الكارثة الكبرى لأن من يدفع ثمن هذا العمل هم الاولاد نفسياً وسلوكياً وحياتياً والحديث يطول.
متى سيفهم هؤلاء الرجال ان المرأة هي نفسها التي حملت به وارضعته وسهرت على تربيته حتى صار رجلاً…. ولها حقوقها كسائر البشر.
مروان الحريري
كاتب وباحث