حكم وأهمية التبين قبل الحكم
بقلم/عبدالله عبدالله علي مذكور/اليمن.
حكم وأهمية التبين قبل الحكم
بقلم/عبدالله عبدالله علي مذكور/اليمن.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) سورة الحجرات- آية (6)
هذا أمر إلهي بالتبين الفعلي و العملي و واجب شرعي قبل الحكم على من نّقِل إليك عنه خبر من الأخبار التي غالبا ما تكون مشوبة بالكذب و التدليس من قبل فاسق حاقد او حاسد لا يريد لك و لا للمنقول عنه أي خير على الإطلاق، بل إن الحاسد يتمنى زوال النعمة عنك و عن المنقول عنه، و لذلك فهو يكذب و يدلس، بل و يسعى الى التفريق و الى زرع العداوة و البيضاء بينكما.
و كما أن التنين من الإيمان( كون الخطاب في هذه الآية الكريمة للمؤمنين ) ففالمتبين مثاب و ماجور اجرا عظيما، بل إنه رجل عظيم اذا أحسن نيته و لم يظن في المنقول عنه إلا خيرا حتى يتبين، فإذا تبين له ان المنقول عنه بريء كل البراءة مما نسب اليه كذبا وتدليسا وجب عليه تبرئته، بل و مناصرته قولا و عملا، علنا في العلن و سرا في السر دون أن يسمح بالتشكيك في برائته، او يسيء الظن به، او يضمر الشر له.
اما اذا شكك في براءئته بعد تبينه منها و ثبوتها لديه و استمر في سوء الظن به و اضمار الشر له و ليس هناك موجب لذلك فانه لجرم كبير لا يغفر إلا بالتوب منه و بالعدول عنه.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) سورة الحجرات- آية (12) صدق الله العلي العظيم.
فاحذر من ان تكون ضحية فاسق يكذب و يدلس و يدس السم في العسل زورا و بهتان.
عافانا الله و إياكم احبتي الكرام، و صرف عنا و عنكم حقد الحاقدين و حسد الحاسدين و مكر الماكرين و تدليس المدلسين و كل نوع من انواع هذا الشر انه سميع مجيب الدعاء.
و صلى الله و سلم على حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه اجمعين.
بقلم أنا/عبدالله عبدالله علي مذكور/اليمن السعيد حفظه الله.