سليم العشي الملقب بداهش
مؤسس العقيدة الداهشية
سليم موسى العشي (1909-1984)، أَديبٌ لبناني من الطائفة السريانية ولد في بيت لحم في فلسطين أسس عقيدةٍ روحيَّة تسمى الداهشية عام 1942.
اضطهد بعهد الرئيس بشارة الخوري وسجن وسحبت عنه جنسيته اللبنانية، هاجر إلى اميركا حيث اهتم بنشر آرائه.
والده هو موسى العشي ووالدته هي السّيدة شموني حنوش. هاجر والداه من هاجر والداه من العراق عام الى فلسطين . وفي العام 1909م رُزق والداه بصبيٍ بعد ثلاث بناتٍ سمّياه (سليم). .ثم انتقلت العائلة الى بيروت عام 1911 وبعد بضعِ سنوات حصل أفراد العائلة على الجنسية اللبنانية.
بعد وفاة والده أُدخل إلى (ميتم غزير)، ومع ذلك فقد أربت مؤلفاته على الـ 150 كتاباً، تناول فيها شتّى المواضيع الأدبية والفكرية، واحتوتْ مكتبته الخاصّة على ما يزيدُ عن ربع مليون كتاب، لعباقرة الأدب والفكر في العالم.
وما إنْ ناهز الفتى العشرين من عمره، حتّى أخذَ يلتفُّ حولَهُ عددٌ منَ المثقفين الفلسطينيِّين ممّن مالت قلوبُهم إلى الأمور الروحيَّة. وكان بينهم الشّاعر مُطلق عبد الخالق صاحب ديوان الرّحيل، والوجيه توفيق العسراوي المتوفي في 10 كانون الثاني 1937م.
في سنة 1929م وعندما بلغ العشرين من عمره، غير سليم العشي اسمه إلى “داهش” (وهو لقب أطلقه عليه أحد الصحافيّين) لأن أعماله خرقت الطبيعة.
في عام 1933 كان قد فرغ من تأْليف كتابه الأَوَّل ”أَسرار الآلهة“ (في جزئين)، وقبل تمام العام نفسه، أَنجز كتابَه الثاني ”قيثارة الآلهة“ (في جزئين أَيضاً)، وكتابَه الثالث ”ضجعة الموت“، ثمَّ توالَتْ مؤلفاته حتَّى ناهزَتْ 150 مؤلَّفاً في أَنواعٍ أَدبيَّةٍ مختلفة
في 23 آذار 1942، أَعلن الدكتور داهش في بيروت رسالةً روحيَّة دعا فيها الناسَ إلى الأَخذ بجوهر أَديانهم بعيداً عن قشورها أَو مظاهرها الوثنيَّة. كما دعاهم إلى الأُخوَّة الإنسانيَّة على تبايُن الأَعراق والقوميَّات، وإلى الإيمان بأَنَّهم -مَثَلُهم في ذلك مَثَلُ سائر المخلوقات- خاضعون لنظامٍ روحيٍّ عادل يقضي عليهم -تبعاً لاستحقاقهم- بالتقمُّص على الأَرض أَو في عوالمَ أُخرى ريثما يتسنَّى لهم الارتقاءُ الروحيُّ بإرادتهم، والاندماجُ أَخيراً في عالَم الروح.
أُلقِي القبضُ على الدكتور داهش في 28 آب 1944، وأُودِع السجن حتَّى 8 أَيلول 1944. وفي اليوم التالي (9 أَيلول) أُبعِد إلى حلب (سوريا)، وذلك بعد أَن أَصدر الرئيس بشارة الخوري مرسوماً يجرِّدُه فيه من جنسيَّته اللبنانيَّة وطرده من البلاد بعدما اعتنقت شقيقة زوجته الأديبة المعروفة ماري شيحا حداد المذهب “الداهشي” الذي بدأ بالانتشار. قرّرت “ماري” قتل بشارة الخوري، لكن محاولتها فشلت قبل أن يضعها الأخير في مصح “دير الصليب” حيث انتحرت بعد أشهر من وجودها هناك.. بعد الإطاحة بالرئيس بشارة الخوري في أَيلول 1952 أَصدرَت الحكومةُ اللبنانيَّة الجديدة في 6 شباط 1953 مرسوماً يقضي بإعادة الجنسيَّة اللبنانيَّة إليه، ثمَّ أَصدر رئيسُ الجمهوريَّة كميل شمعون في 24 آذار من العام نفسه مرسوماً يُلغي مرسومَ الإبعاد.
بعد أن اتسعت شهرة داهش، تناهت أخبار معجزاته إلى المحافل العلمية في باريس، فاستضافته جمعية المباحث النفسية الفرنسية، وسافر إليها برفقة شقيقته أنطوانيت. طلب المجتمعون منه أن يريهم مُعجزةً من مُعجزاته، أجابهم أنّه سيريهم آية يونان النبي (يونس). فطلب منهم وضعه في صندوقٍ حديديّ محكم الإغلاق، ودفنه في قعر نهر السين، سبعة أيام تحت الحراسة المُشدّدة. ارتعب المجتمعون بادئ الأمر، لخطورة العرض، لكنّهم عادوا فقبلوا عندما كتب لهم إقراراً بأنّه هو المسؤول عن عاقبة طلبه. وبعد أن فحصته لجنةٌ طبيّة، قاموا بتنفيذِ طلبه. وبعد 7 أيّام، وأمام 150 شاهداً من المهتمين بالأمور النفسية، رُفع الصندوق، وفُتح، وإذا بجسده يتحرك، ووجهه يبتسم. بعد هذه المعجزة المذهلة، مُنح داهش شهادة العلوم النفسية من قبل “الجمعيّة النفسية الدولية” ثمّ شهادة الدكتوراه من قبل معهد “ساج” الإنكليزي في باريس
أما عن بعض أعماله السحرية في لبنان، فكتبت مجلة “الحوادث” أن داهش حوّل الورق العادي بين يديه إلى عملة الدولار وإلى الليرة اللبنانية، كما أن الخشب كان ينقلب إلى ذهب أمامه في الحال، وأنه أعاد مرات ومرات خاتماً أو ساعة أو معطفاً ضاع من صاحبه قبل سنوات. أما الرواية التي تناقلها سكان بيروت فهي أنه بعام 1968، دخل داهش يوماً محلاً ليقصّ شعره فوجد زحمةً كبيرة عند الحلّاق وكان يوم سبت. فطلب من الحلّاق أن يقصّ له شعره ليردّ الحلّاق وهو يحدّق بالزبون الجديد: “إذهب ساعة أو ساعتين ثم عدّ لأحلق لك”. ويُقال إن داهش فصل رأسه عن جسده وأعطاه للحلّاق موضحاً أنه سيعود لأخذه لاحقاً بعد الإنتهاء. لكن بالتأكيد تبقى هذه القصة ضمن نطاق الروايات.
وتذكر الروايات ان الطفل سليم شخّص مرضه لطبيبه وهو في سن الـ3 سنوات اذ تعرّض لداءٍ دخل على أثره إلى مستشفى “الجامعة الأميركيّة” ببيروت.وبحسب الوقائع التي تداولها الأطبّاء الذين تعاقبوا على هذا المستشفى، فإنّ الطفل “سليم” خاطب طبيبه بلغة إنكليزية صحيحة شارحاَ له حالته والعلاج الملائم له، ممّا أذهل فريقه الطبي وأهله!
كان لداهش، بحسب أتباعه، ستّ شخصيات روحية مختلفة، وكان العديد يتهافتون الى منزله في محلة زقاق البلاط يومياً لتتاح لهم فرصة مشاهدة ظاهرته الروحية، علماً أن المذهب الداهشي هو مزيج روحي ونتاج فكري من نبع الأديان التي تقرّ بسلطة الله العليا وبوحدانيّة الكتب السماوية والاعتراف بجميع الأنبياء، من دون تفرقة بين مذهب وآخر.
وبعد الحكم عليه بالنفي، سافر «داهش» مع بعض أتباعه إلى أذربيجان، عام 1948، وهناك أعدِمت واحدة من شخصيات داهش الستة رمياً بالرصاص، في حين كان داهش ما زال موجوداً بلحمه وعظمه في مكان آخر من العالم، وكل هذه الحقائق موثّقة بالصور والصحف التي صدرت في تلك الحقبة، والتي انفردت بنشر مقالات وأخبار عن إعدام داهش الذي بقي حياً في مكان ما في العالم.
داهش كان يقيم في منزله في بيروت في منطقة زقاق البلاط و تحول إلى متحف لأتباع الفكر “الداهشي” الذين كانوا يتهافتون عليه للتبرك منه , واليوم، يعتبر أهالي المنطقة التي يوجد فيها منزله أنّ روح داهش تطوف حول المنزل وأنّه مسكون بالأرواح ويخاف أولادهم من الإقتراب منه.
يشار إلى أن داهش توفي في العام 1984 في ولاية نيويورك داخل أحد المستشفيات بسبب مرض “تخثر العظام”، وتمّ تحنيط جثمانه ووضعه داخل منزله الذي تحوّل إلى متحفٍ كبير.