تطبيق يمكن اللبنانيين من التجول بين آثار بعلبك الأصلية
التطبيق يكشف للسائح الافتراضي أن معبد باخوس في قلعة مدينة الشمس كان ذا سقف خشبي.
أطلقت المديرية العامة للآثار اللبنانية تطبيقا ذكيا يتيح لمحبّي المواقع الأثرية اكتشاف التبدّلات، التي طرأت على قلعة بعلبك الشهيرة في شرق لبنان على مرّ الزمن.
وأصبح في إمكان محبّي المواقع الأثرية التعرف على آثار بعلبك، من خلال الانغماس في مشاهد ثلاثية الأبعاد خلال زيارة افتراضية عبر هذا التطبيق.
ويتيح تطبيق “بعلبك ريبورن” (بعلبك تولد من جديد) الذي تعاونت المديرية العامة للآثار اللبنانية في تطويره مع المعهد الألماني للآثار وشركة “فلاي أوفر زون” الأميركية، التعرّف على المعلم الروماني الشهير من خلال جولة افتراضية تشمل 38 محطة على مدى ساعتين.
ويمكن لمستخدم “بعلبك تولد من جديد” التعمق في تفاصيل ما يراه بتقريب الصورة بواسطة أداة تحكّم. وإذا شاء أن يرافقه مرشد سياحي افتراضي، ينخفض وقت الجولة إلى ما بين 30 و37 دقيقة.
ويتعرف الزائر الافتراضي عبر التطبيق على الآثار بصورتها الحالية، أو بشكلها الأصلي الذي كانت عليه تاريخيا، في مختلف الحقب، مستعينا بشروح صوتية بلغات أربع هي العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وأوضح وزير الثقافة اللبناني عباس مرتضى في مؤتمر صحافي عقده عبر زوم أن التطبيق “يعيد إظهار الشكل الأصلي للمعابد الرومانية في بعلبك ويوفر جولة افتراضية تعيد التراث إلى الحياة، وتتيح للراغبين في السفر في رحلة عبر الزمن للتمتع والتعرف ورؤية مدى فخامة الهياكل في ذلك الزمن السحيق.. هي دعوة إلى اللبنانيين المقيمين والمغتربين للمشاركة في هذه التجربة الغنية بالآثار القيمة والجمال الأصلي”.
وأضاف أن “هذا العمل وهو ثمرة تعاون ما بين العديد من الباحثين العلميين، يعد بريق أمل يتجدد في كل يوم في القدرة على حفظ ذاكرة وتاريخ بعلبك”.
وتابع “إن المعرفة ليست لها نهاية، والتطور العلمي لا حدود له، ومن تجلياته أن تكون التكنولوجيا في خدمة التاريخ والآثار لإظهاره وتسليط الضوء عليه وتعريف العالم به”.
وأشار الوزير إلى “حرصهم على تنشيط الثقافة في مدينة الشمس وإبراز كنوزها التاريخية، مع السعي الحثيث إلى إشراك سكان بعلبك واللبنانيين والعالم أجمع في النتائج العلمية الجديدة والتي تظهر أكثر فأكثر أهمية بعلبك”.
واختصر المهندس هينينغ بورويتز من البعثة الألمانية التجربة قائلا إن “الزائر يجد نفسه في مشهد بانورامي من 360 درجة، وكأنه حط قدميه فعليا في المكان”.
وليست الأعمدة الستة التي تظهر في صور قلعة بعلبك ويعرفها زوار معبد جوبيتر الروماني فيه، سوى غيض من فيض الأعمدة الكثيرة التي كانت تتصدر واجهته قبل قرون بعيدة.
كما يكتشف السائح الافتراضي أن معبد باخوس الروماني في قلعة “مدينة الشمس” كان ذا سقف خشبي.
ويشاهد الزائر من على سطح أحد أعمدة جوبيتر على ارتفاع نحو 25 مترا، مدينة بعلبك المعاصرة وما يحيط بها.
وقالت مديرة الموقع الأثري الشهير لور سلوم، إن هذا التطبيق يُدخِل بعلبك “نادي المواقع الأثرية التي يمكن زيارتها افتراضيا بتقنية ثلاثية الأبعاد”.
وأضافت سلوم أن “بعلبك تولد من جديد” يشكّل “ثمرة عمل استغرق عامين وشارك فيه مؤرخون وعلماء آثار ومهندسون”، وكان لألمانيا فيه دور أساسي.
لكنّ الاهتمام الألماني بآثار بعلبك يعود إلى أكثر من ذلك بكثير، فقد أثمرت أبحاث علماء آثار ألمان على مدى عقود طويلة تكوين معلومات “عن العمارة والمواد المستخدمة ومصدرها وأسلوب الحياة والتواصل وعلاقة السكان بالمعابد وجيرانهم وإمدادات المياه والطرق داخل المدينة”، وفق ما شرحت مديرة القسم المتخصص بالشرق في المعهد الألماني للآثار مارغريت فان إيس، التي صمّمت متحف بعلبك سنة 1998.
وأفادت فان إيس “استنادا على الأبحاث الطويلة والمعمقة بات باستطاعتنا إعادة إعمار المدينة ومعابدها”.
أما الجانب التقني فتولّته شركة “فلاي أوفر زون” الأميركية المتخصصة في الجولات الافتراضية التي تسمح للمشاهدين بالسفر عبر الزمن.
وقال عالم الآثار الرقمي بيرني فريشر مؤسس ورئيس شركة “فلاي أوفر زون”، الذي أنشأ جولات في مواقع تاريخية أخرى مثل “روما ريبورن”، “الخبراء الذين هم مرشدوك هم الذين نقبوا عن هذه المواقع”.
ويشار إلى أن تطبيق “بعلبك تولد من جديد” بات متوفرا للتحميل على الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.