فلسطين عاصمتها الدّمّ

بقلم شاعرة مدينة الشّمس-بعلبك الدّكتورة نجوى حسين سليم الحاجّ يونس ( خنساء العصر )

فلسطين عاصمتها الدّمّ

بقلم شاعرة مدينة الشّمس-بعلبك

الدّكتورة نجوى حسين سليم الحاجّ يونس ( خنساء العصر )

وكأني بذاتِ الفعلِ بيوم الطفِّ ألقاهُ

لهفةَ أمٍّ وصراخُ طفلٍ مقطّعٌ وَصْلاهُ

جاءهم خريفٌ غاشمُ

فتساقطتْ مساكنُهم وانهالتْ فوقهم رمادُ

تغيّر لونُ سمائِهم

فباتَ الرمادُ يحجبُ الأوقاتُ

قد بلغتْ أنباؤهم كلُّ مَسمَعٍ

فتفطّرَتْ قلوبٌ لهم وأشجانُ

ويحَ يدٍ مسمومةٍ قد غُلَّتْ

لحُلقومِ أمةٍ بحَجرٍ و زندٍ قد سُمّوا

فلسطينُ عروسُ الدّمِ والحنّةُ غزّة

والعريسُ موتٌ تزفُّهُ الأكفانُ

زغردي أيا أرضَهُمُ فهناك أمهاتُ

قد أنجبتْ أبطالاً أشرافٌ للعزّ أنسابُ

سَقَوْا مفارشَهم ياقوتٌ أحمرُ

ولبسوا دُرراً كأنها أفلاكُ

ينتظرون حنينَ أرضٍ تغمُرُهُم

تحت الترابِ وتُلحدُهم جنانُ

فو الله ما وجدتُ لكمُ بالصّبرِ شبيهاً سوى

صبرُ أجسادٍ قبلكُم دون دفنٍ بقيَتْ أيامُ

فالحمد لله على عظيمِ رزيّتِهِ

ولعلّ رحمته شملَتْ منكمُ كهولاً و أطفالُ

قومي قومي فِلسطينُ بأثوابِكِ البيضُ

جاءكِ الشتاءُ مُبْكراً يَصولُ

لتبكيَ السماءُ عليكمُ دماً

وتسقيَ زرعاً نباتُه رَصاصُ

مِن فمِ بندقيةٍ أتكلّمُ

 وعن هوَى الشهادةِ وأرسمُ

خارطةَ عزٍّ بالدّمِ نُقِشَتْ

وفِلَسطينُ

وفِلَسطينُ مِنَ اليومِ عاصمتها الدّمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *