لو لم ينجز “طوفان الأقصى” سوى مظاهرات حول العالم
د. أحلام عبد اللطيف بيضون
لو لم ينجز “طوفان الأقصى” سوى مظاهرات حول العالم
د. أحلام عبد اللطيف بيضون
لو لم ينجز “طوفان الأقصى” سوى مظاهر ات حول العالم، لكان ذلك بحد ذاته أكبر انتصار للقضية الفلسطينية.
لقد غير “طوفان الأقصى” الرأي العام حول العالم، لقد استفاقت الشعوب، حرك فيها الضمير كي تقف مع الحق ضد الظلم والظالم. قد تمكن “طوفان الأقصى” أن يجعل من كان يعرف بحقيقة الأمور أكثر جرأة، وأكثر قدرة على قول الحق، وأكثر شجاعة على مناهضة الطغاة؛ بينما أيقضى من مان لا يعرف تلك الحقيقة بسبب غياب الإعلام الصحيح، أو تشويه الحقائق، وهذه حال الجيل الشاب، الذي جعلته معركة الأقصى حشريا ليعرف ماذا يحصل، وبدأت تصله الحقائق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، المتاخة، والتي لا تستطيع وسائل الرقابة القديمة مهما كانت ضاغطة أن توقفها. وكان من أهمها المشاهد الحيٌة لجرائم الإبادة التي تقترفها آلة الإجرام الصهيوني، وناذا أصدق من الصورة الناطقة!
إن ما نشهده من مظاهرات حول العالم، خاصة في البلدان التي تناصر أنظمتها الكيان الصهيوني الغاصب، هي إثبات موقف، وتكفير عن سلبية مضت، وتأكيد على ضرورة إحقاق الحق.
من الملفت أننا لا نرى مظاهرات بنفس الحجم والاصرار في البلدان العربية، وتقديرنا أن من الشعوب العربية من تعتبر أنها تحمل القضية، ولا زالت، وهذه حال الشعوب المحاذية لفلسطين، وخاصة الشعب اللبناني، الذي لا زال مشاركا فعليا في المعركة، وكذلك الشعب السوري، ولا ننسى ما جرى على الشعب المصري وجيشه، قبل أن يثبت نفسه من جديد في حرب ١٩٧٣، وإن كانت السلطات السياسية قد حالتٌ دون إنجازه النصر الكامل، طبعا بسبب التهديد الأمريكي.
الملفت أن شعوب دول الخليج لم تتحرك بما يكفي، وربما يعود ذلك إلى طبيعة الأنظمة!
بالعودة إلى الشعوب الغربية، سيكون لتحركها أكبر الأثر في تحريك عجلة استعادة الحقوق الفلسطينية، سواء بما تشكله من غطاء لشرعية المقاومة الفلسطينية، أو من
حافز لأنظمتها وللمنظمات الدولية كي تكون أكثر جرأة في التصدي للوبي الصهيوني، ولا أقول اليهودي، لأن من اليهود من هم أشرف من كثير من غير طوائف، وهم يقفون بكل شجاعة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه.
تحركت القضية الفلسطينية على كل الأصعدة: العسكرية والدبلوماسية والقانونية، والإعلامية والثقافية، وهذه المسارات كلها لن تتوقف، بعد الآن, حتى لو تمٌ التوصل لوقف إطلاق نار بين العدو والمقاتلين، إلا أن يتم التحرير الكامل، ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة. وإننا لا نرى نتيجة ذلك إلا كالنتيجة التي حصلت في فيتنام أو جنوب إفريقيا.
أحلام بيضون
بيروت، في ١٤/١/٢٠٢٤