الثروة النفطية تضع ليبيا في سباق الصدارة العالمية
سيبقى قطاع النفط، حتى إشعار آخر، الرافعة الأبرز لاقتصاد الدول المصدّرة للنفط. فهذه السّلعة التي تشكّل حاجة ماسّة
للبشرية، كافية لجعل أيّ دولة غنيّة بها صاحبةَ نفوذ إقليميّ وعالميّ. من هنا، تحتلّ الجماهيرية الليبية موقعاً متقدماً بين
الدول التي تملك ثروات هائلة من هذه المادة، حيث يشكل هذا القطاع نقطة جذب للدول التي تستوردها لصناعاتها
واستهلاكها اليومي، أو نقطة جذب لاستثماراتها.
لا بدّ في البداية من إبراز أهمية السّلعة النفطية في الأسواق العالمية. فهي تشكّل للدول المُنتجة والمصدِّرة عاملاً مهماً في
تمويل الاقتصاد وتنميته وازدهاره، وتلعب دوراً محورياً في تنشيط التجارة العالمية. وثمة الكثير من الدول التي تعتمد
على العائدات النفطية لتمويل ميزانياتها والإنفاق على مشاريعها التنموية، وصولاً إلى تقديم الدعم الماديّ والاجتماعيّ والإنسانيّ إلى الدول الفقيرة والنامية.
انطلاقاً من هذه العوامل مجتمعةً، لا بدّ لليبيا من أن تأخذ موقعها المتميّز بين الدول النفطية. ويرى الدكتور الصدّيق
حفتر في نظرته للمستقبل الواعد، أنّ بلده يملك كلّ الإمكانات التي تجعله دولة فاعلة ومقرّرة في هذا المجال. فقطاع النفط
سيشكل في المرحلة المقبلة الركن الأساس لنهضة البلاد، وإعادة تعويم اقتصادها، مستفيدةً من حاجة الأسواق العالمية
لهذه السلعة في ظلّ الصراعات الدولية، خصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانيّة، واحتياجات الدول الأوروبية المتزايدة لهذه السلعة الأساسية لسدّ النقص المتأتي عن استغنائها عن النفط الروسي، أو تراجع منسوب استيراده إلى أدنى المستويات.
لا تكفي الاستفادة من واردات النفط الليبية فحسب، فالدكتور الصدّيق حفتر يتطلّع إلى أهمية تطوير هذا القطاع عبر تحديث آبار النفط وزيادة كمية الإنتاج وبناء مؤسسات تُعنى بتنقية النفط الخام. كذلك يولي أهمية قصوى للدراسات التي سيعمل على وضعها قريباً، وإجراء عمليات مسح واستكشاف لحقول جديدة، من شأنها أن تضاعف كميات الإنتاج باطّراد.
تمتلك ليبيا حالياً ثروة هائلة من النفط والغاز، وضعتها في صدارة الدول الأفريقية، نظراً لامتلاكها أكبر احتياطيّ نفطيّ في القارّة السمراء، وهي تقدَّر حالياً بنحو 46.5 مليار برميل تضاف إلى ثروتها الكبيرة من الغاز. وإذا كان هذا الاحتياطيّ
كافياً لإراحة ليبيا اقتصادياً في مرحلة التعافي والإعمار والبناء، إلّا أنّ الدكتور الصدّيق حفتر يراهن على مزيد من الاستثمار والتطوير في هذا القطاع، ولا يكتفي بأن تحتلّ ليبيا صدارة الدول الأفريقية فحسب، بل يطمح إلى أن تكون في مقدّمة الدول الأقوى نفطياً عالمياً، ما يؤهلها لدخول سباق المنافسة عالمياً ضمن منظمة الأوبك التي تتحكّم بالأسواق على مستوى العالم.
وبقدر التطلّع إلى المنافسة عالمياً، لا بدّ وفق رؤية الدكتور حفتر من أن يستفيد الشعب الليبي من الموارد النفطية لتمويل القطاعات الاقتصادية والخدمية، بما يحقق التنمية المستدامة ويوفّر سبل الحياة الكريمة للجيل الحالي والأجيال القادمة وعلى مدى العقود القادمة.
وانطلاقاً من إمكانية الاستفادة من هذه الثروة الطبيعية والاستراتيجية، يعمل الدكتور حفتر مع فريق عمل من أهل الخبرة والاختصاص والعلم والكفاءة، على تحقيق هذه الأهداف على مراحل قريبة ومتوسطة وبعيدة تحفظ لليبيا مكانتها ودورها بين دول العالم.