-السودان من دمار الحرب الي دمار السيول .. صرخه سودانية للعالم قبل ان يشرف علي الهلاك

السيل يكتسح كل شئ ….. ترجمة لما حدث لقربك في السودان فجر اليوم وتعبير عن معاناة اهل القريةً التي انهارت عن بكرة ابيها بما فبها منزل كاتب هذه الرواية وحيث لم يسلم الزرع والضرع.

هطلت الامطار والسيول الجارفة وعاتية تجتاح الولاية الشمالية علي الاقل علي حدود قريتنا وحسب تقديرات هل المنطقة فان الفيضانات الخالية التي بدأت منذ فر اليوم ومازالت مستمرة تفوف بكثير فيضانات الاعوام 48 و1988

السيول تجرف احد اطفال القرية وعمليات تمشيط واسعة مازالت جارية للبحث عنه وسط حالة عميقة من الحزن

“,قضينا 3 ايام بلياليها الحالكة في العراء نفترش الارض ونلتحف السماء وسط برك المياه الاسنة وجيوش الذباب والبعوض والعقارب السامة والحيوانات السائبة من ابقار واغنام وخراف كانت قد فاقمت من معاناتنا مع السيول التي اجتاحت منزلنا ودمرت كل مانملك من متاع الدنبا الزائل وتركتنا علي باب الله

” بالرغم من الاخبار المتداولة في اجهزة الاعلام
لرسمية عن حجم الاعانات والاغاثات الهائلة التي وصلت البلاد برا وجوا آلا ان نصيب اللاجئين للولاية الشمالية من ابناء الولاية الشمالية كان صفرا كبيرا في المحصلة

” اذا اين تذهب هذه الاغاثات الممنوحة من الدول الصديقة والمخصصة ( للهاربين) من جحيم الحرب في الخرطوم بيد ان السيول التي قضت علي اخر ماتبقي لهم من ( سقط المتاع ) وان كانت بمثابة الضربة القاضية للمواطن السوداني الا انها كشفت عن خلل كبير وجسيم في طريقة ادارة الدولة للازمات والاغاثات التي نتبخر لحظة وصولها الي موانئ ومطارات البلاد ولايعرف لها احدا طريقا عدا القلة القليلة التي ظلت تضرب طوقا سريا حول كميات الاغاث. واين ذهبت عدا ان القلة القليلة من المتضررين ربما ينالون بعضا منها علي سبيل التعمية والتغطية

” وبناء علي ماسبق ورغم معاناننا التي استمرت ل 3 ايام مع السيول العارمة التي دمرت منزلنا وبقية منازل القرية فان احدا من المسؤولين ( الحكوميبن ) لم يفتح الله عليه حتي اللحظة بزيارة للاطمئنان علي رعاياهم ان كانو يحملون هذه الصفة في نظرهم من الذين فقدوا المأوي والزاد ومياه الشرب و

” والسوال من هو المسؤول عن ماأصاب الشعب السوداني في المناطق المنكوبة بالسيول والامطار وللاجابة علي هذا السؤال يجدر القول باننا فقدنا العشم في هولاء المسؤولين عدا ان عشمنا بالله لم ينقطع ابدا بيد ان مدد دعواتنا المرفوعة للسماء لم تكن لتتعدي الخلاص من هذ الشرزمة التي تسببت لنا في هذه الكارثة وان يجعل كيدهم في نحورهم وان يخلصنا منهم في رمشة عين حتي تستقيم حياتنا سيما ونحن الاقدر علي تدبير امورنا بعيدا عن كل ديكتاتور وعميل وانتهازي وسياسي فاسد لطالما افسدوا واقعدوا مسيرة البلاد منذ الاستقلال

” وعليه نتعشم وسط هذه الظلمة الحالكة التي نعيشها في وسيلة مداولة ديمقراطية عصرية اخري لادارة البلاد وفق النظم الديمقراطية الحرة التي تعطي كل ذي حق حقه دونما شعارات زائفة وبعيدا عن الاستهبال والاستقاال السياسي للانسان البسيط الذي ظل يحلم بعيشة كريمة في بلد ينعم بالخيرات التي ظلت طوال عقود بعيدا عن متناوله

” وفوق هذا وذاك فان المواطن السوداني ولطالما ظلت جميع الحكومات تسئ اليه وتهضم حقوقه وتتعامل معه ( كخادم مطيع ) في بلاط السلطة لايملك حق إبداء الراي وان فعل فان مصير حياته يصبح معلقا في اقرب مقصلة .. ومن اسف فان الكثير من ابناء الشعب الذين استمراؤ العيش تحت ظل هذه الظروف كانت قد ترسخت لديهم هذه العقدة حين ظنوا ان العيش تحت رحمة هذه الحكومات الديكتاتورية من مدنية وعسكرية هو قمة مايصبون اليه وذلك ينسجم مع نتيجة سياسة الانغلاق والانكفأ الداخلي الذي مارستها جميع الحكومات علي المواطن الغلبان بسبب محدودية ثقافته وقلة معرفته بقيمة الوعي في تشكيل ارادة الشعوب

” “,3 ساعات قضيناها في الصحراء بعربة نصف نقل ونصف عمر ومابين اجتياح الكثبان الرملية ومعانقة صخور الجبال تلك غرست العربة في الاوحال لعدة مرات في منتصف نهار غائظ تلك الماساة الجديدة. التي ماكنا لنخرج منها سالمين لولا العناية الالهية لنصل اخيرا الي محطتنا الاخيرة لمنطقة الاسكان الشعبي الصحراوية بمدينة كريمة بعد رحلة معاناة بدإت من قرية الحجير ريفي مروي من الساعة 12 ظهرا مرورا بصحراء كحيلة القاحلة والقاتلة الي محطتنا النهائية هذا ان كانت نهائية بالفعل وفيها نهاية لمسلسل الهروب من الموت والجوع والعطش والخوف والاذلال الذي فرض علينا بفعل فاعل بيد ان الكبر امنياتنا ودعواتنا لرب العباد تجلت في ان يجعل الفاعل مفعولا به وان نري فيه عجائب قدرته فهو يمهل ولا يهمل

” غني عن القول ان الوالدة متعها الله بالصحة والعافية وان كان عمرها قد شارف ال 80 فانها كانت بصحبتنا في هذه الرحلة الشاقة عدا ان دعواتها التي لم تنقطع في لحظات الخطر كانت بمثابة طوق النجاة ومازادنا اطمئنانا ويقينا دعواتها المرفوعة الي عنان السماء علي جميع من تسببوا لنا في هذا الواقع الاليم والمرير وفي تلك اللخظة سرت قشعريرة في جسدي فايقنت ان ساعة القصاص آتية لاريب فيها

” لاتوجد شبكة للانترنت مع ضعف بائن في شبكة الاتصالات بمنطقة الاسكان التي نزحنا اليها بمدينة بكريمة وعليه سنحاول عبثا ادخال خدمة الواي فاي متي تيسرت الظروف المادية

” الرحيل المر من قرية الحجير الي مدينة كريمة نحو 40 كيلو متر عبر العربة نصف النقل كلفنا اكثر من 350 الف جنيه نسبة لانهيار الشوارع المسفلتة والسدود بكل من قري الدتي والمقل والبخيت حيث جرفت السيول العاتية الطريق المسفلت بحيث بدأ للوهلة الاولي وكانه مصنوع من ( عجينة البيتزا ) مما يشير الي خلل واضح في طريقة انشاء وتنفيذ هذه السدود والطرق التي غالبا ماتنفق في سبيلها الاموال الطائلة والسائبة لكنها غالبا ماتمر دون عقاب فالي متي تنتهي مهزلة شوارع عجينة البيتزا في ظل غياب المحاسبة عبر القوانين الموجهة للبعض دون البعض الاخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *