الاستثمار الخاطئ بالرياضة العربية
محمد فاروق- أصبحت الرياضة على مستوى العالم من المقومات الرئيسية المدرجة في مقاييس تحضر وتقدم الدول والشعوب على مستوى العالم بل تدخل بشكل كبير في بناء اقتصاد كثير من الدول مثل البرازيل والأرجنتين وغيرها من الدول الذين يمتلكون أكبر عدد لاعبين محترفين على مستوى العالم فى مختلف الألعاب يدرون ملايين الدولارات لبلادهم سنويا.
ولذلك أرى من الأهمية القصوى للبلاد العربية من الخليج للمحيط أن تعيد صياغة وفهم المعنى الحقيقي للإستثمار الرياضي حتى نستطيع كدول عربية جني ما نستحقة من ثروات رياضية على مختلف الأصعدة نمتلكها بالفعل ولكن لا نستطيع تحقيق أقصى إستفاده منها على الصعيد القاري والعالمي مثل باقي الدول .
الرياضة الآن وخاصة كرة القدم والتي تعتبر من أهم الألعاب الرياضية التي تحظى بشغف َومتابعة جماهيرية كبري يمكن من خلالها تحقيق أرباح مالية كبري للدول لو تم إستغلال المواهب العربية بصورة جيدة وبمنظور ورعاية علمية تمكننا من جني الثمار بالمستقبل القريب.
المشكلة الحقيقية التي تغلغلت في العقول العربية وهي أننا أصبحنا مستهلكين في كل شيء حتى في الرياضة أصبحنا نبحث عن الحلول السهلة وبالتالي أصبحنا نستورد اللاعبين ظنا منا أن هذا ارتقاء للمنظومة الرياضية وإستثمار ولكنه في الواقع خسارة مالية وفنية ووطنية.
وسأعطي هنا مثال محفز لأصحاب القرار بالدول العربية هناك أكثر من 10 آلاف لاعب برازيلي محترف في كرة القدم حول العالم.
وتأثير هؤلاء النجوم واسع في الثقافة الرياضية للشباب وللمردود الإيجابي العالمي على دولة البرازيل فهي الدولة المفضلة للشباب في لعبة كرة القدم وتجد اعلامها تزين الشوارع وداخل الصالات الشبابية المختلفة على مستوى العالم وهذا من ضمن مصادر القوى الناعمه للدول.
ولذلك نصيحتي لكل المسؤولين عن الرياضة بالدول العربية هيئوا التربة الخصبة والبنية التحتية الحديثة للأطفال واجلبوا لهم المدربين المهرة العالميين بحق وعلموهم بالمناهج الدراسية أهمية أن يصبحوا رياضيين مميزين محترفين بالخارج يؤثرون بثقافتهم وأخلاقهم العربية السمحه على الآخرين ويرفعون راية بلادهم بالخارج بمختلف الألعاب.
علموا النشئ أن النجاح بالرياضة يجب أن يكون خارج البلد كمحترف وليس داخل بلدك مدلل وسط اهلك.
علموا النشئ أنك كرياضي محترف ستكون سفير لبلدك ولثقافتك تنشرها فيمن حولك.
اعلموا جميعآ أن بناء النشئ رياضيآ لا يقل أهمية عن بناءة علميآ.
واعلموا أن ملايين تصرف على الأطفال لتنشئتهم نشأة رياضية صحيحة هو خير لمستقبل الأمم على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية.
واعلموا أيها السادة أن ما يحدث في بلادنا العربية الآن من إستثمار في الرياضة هو خدعه بل هو إستنزاف للموارد المالية والبشرية لن يفيد بل يضر بالحاضر والمستقبل.
اللهم بلغت اللهم فاشهد