القَحبةُ معروفةٌ حُجّتها
لقد تعوّدنا على أساليب الخداع من هذا العدوّ اللئيم منذ احتلاله لفلسطين والى يومنا هذا، وما زالت جدتي المسكينة تحتفظ بمفتاح دارها على أمل عودتها الى مسكنها، وها هو العدوّ يكتب ذات السيناريو في لبنان عن قرى وبلدات الجنوب، يريد اعادة ترسيم تلك البقعة الجغرافية على هواه، وتنظيفها من الحجر والبشر والاشجار وإزالة كل ما يضج بالحياة، كما ويريد تجريد أهلها من كل وسائل الدفاع عن النفس حتى من أدوات المطبخ، وكأن المؤامرة وصلت الى حدّ الطلب من العدوّ إفراغ الجنوب والضاحية من طائفة بعينها، لكن المشكلة تكمن في تقاطع مصلحة خارجية مع مصلحة داخلية نابعة من مفهوم استسلامي وانتهازي بائس واستزلامي وقح، يرغب أصحاب ذاك الفكر بتحقيق ما لم يقدروا عليه سابقاً، وتحديداً خلال حقبة الحرب الأهلية التي كانوا هم من أحد زعمائها.
يطل علينا العدوّ بطائراته ويمطرنا بتهديداته اليومية لينذرنا بإخلاء مناطقنا وترك منازلنا، والهروب الى مناطق أخرى قد تكون من ضمن استهدافاته لاحقاً وينفذ جرائمه، فيقتل ويسفك دماء الابرياء وهم لا يزالون في منازلهم، وقد كانوا يحاولون أخذ أغراضهم ويهمّون بمسك أيدي أولادهم الصغار ليغادروا بيوتهم الى المجهول، لا يعرفون ما سيكون مصيرهم بعد ذلك.
أنا لا أصدق أن لبنانياً يسمح لعدوّه بإنتهاك حرمة منزله دون القيام بأي عمل يدافع به عن نفسه، فكيف بالذي يطلب من سكان القرى الحدودية واللبنانيين كافة بتسليم أسلحتهم التي تحميهم من هذا العدو الغاشم واعتداءاته المستمرّة، وتمنع من ينتهك حرمة منازلهم ويستبيح أراضيهم ويعتدي على أعراضهم؟.
بقلم الزميل: سعيد جرادي