في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية… “تنذكر وما تنعاد”

في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية دوما نقول “تنذكر وما تنعاد” .

 

 

كلنا نذكر 13 نيسان 1975, ذاك اليوم المشؤوم الذي اندلعت فيه شرارة الحرب الأهلية, التي كانت محطة أليمة بتاريخ لبنان, ولا تزال آثارها النفسية والسياسية والاجتماعية مستمرة حتى يومنا هذا.

 

 

صودف هذا العام أن تلتقي هذه الذكرى الاليمة مع يوم “أحد الشعانين المبارك عند اهلنا وأخوتنا في الطائفة المسيحية الكريمة”, فلعلها تكون رسالة هامة يقرأها اللبنانيون جميعا.

 

 

قد تكون في هاتين المناسبتين المتناقضتين الأولى المليئة بالألم والثانية المنقوشة بالامل , دلالة عميقة ومؤثرة, تضعنا بين ألم الماضي ورجاء وامل المستقبل, وبين رمز الانقسام ورمز السلام.

 

 

ففي هذا اليوم نقف بخشوع أمام ذاكرة بلدٍ جُرح, لكنه لم يمت, غرق دوما لكنه استطاع السباحة والغوص ليبقى عائماً على سطح بحور الأزمات.

 

 

وطن أُرهق أهله وابناءه وشعبه, لكنهم مستمرون بالنضال والمقاومة من أجل البقاء.

 

 

بعد نصف قرن, لا بدّ أن يعي اللبنانيون أن لا عودة الى “بوسطة الموت” ولا تكرار لتلك المحطة المظلمة من تاريخنا.

 

 

لذا, نتطلع برجاء إلى وطنٍ يتوق إلى سلام حقيقي يجعل من ابنائه آمنين.

 

 

ففي هذا اليوم, نُحيي ذكرى مؤلمة علّمتنا أن الحرب لا تُبقي ولا تذر, وفي الوقت نفسه نحتفل بعيد الطفولة والفرح, حاملين أغصان الزيتون بدل البنادق, ومرددين “هوشعنا” بدل أصوات الرصاص.

 

 

فلنجعل من هذا اللقاء الرمزي بين ذكرى الحرب وعيد السلام, فرصة للتأمل والمصالحة, ولتعهدٍ جديد بألا نكرر أخطاء الماضي.

 

 

وليكن هذا الأحد بداية لسلام لا تزعزعه الخلافات, ورجاء لا يخبو مهما اشتد الظلام وكثُرت الازمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *