قرات لك

فخري الشريف

قرات لك
رجال صنعت تاريخ قذارة لهم
( سجاح بنت الحارث التميمية) (نحو 25 ق هـ – 55 هـ / نحو 598م – 675م)، أم صادر: متنبئة عربية مشهورة. كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار، رفيعة الشأن في قومها. نبغت في عهد الردة أيام أبي بكر الصديق.عاشت سجاح في بلاد أخوالها بني تغلب بالجزيرة الفراتية، قال ابن الأثير: « سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية، قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب»، وقال سيف بن عمر: «وكانت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان – هي وبنو أبيها عقفان – في بني تغلب»،وقال البلاذري: «سجاح بنت الحارث بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة. تكهنت، فأتبعها قوم من بني تميم وقوم من أخوالها بني تغلب». ____________________________________
كان لسجاح علم بالكتاب اخذته عن نصارى تغلب، وبعد وفاة النبي ادعت النبوة، فتبعها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم: كالزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وشبث بن ربعي، وعمرو بن الأهتم،والأحنف بن قيس، وقيس بن عاصم،وتبعها أناس كثيرون من تغلب والنمر بن قاسط وإياد حتى بلغوا أربعين ألفاً، فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو أبي بكر الصديق، فنزلت باليمامة، فبلغ خبرها مسيلمة الحنفي وقيل له: إن معها أربعين ألفا، فخافها، وأقبل عليها في جماعة من قومه، وتزوج بها. فلم تزل عند مسيلمة إلى أن قتل، فأسلمت وانصرفت راجعة إلى الجزيرة الفراتية، فتزوجت رجلا من قومها، وأنجبت له ثلاثة أبناء.
رواية سيف
أبو فرج عن سيف
أبو الفرج الأصفهاني قال أخبرنا إبراهيم بن النسوي يحيى عن أبيه عن شعيب عن سيف:«إنّ سجاح التميميّة ادعت النبوّة بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، واجتمعت عليها بنو تميم، فكان فيما ادّعت أنه أنزل عليها: يا أيها المؤمنون المتقون، لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها، ولكنّ قريشا قوم يبغون. وكان مؤذّنها شبيب بن ربعيّ الرياحيّ، فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب وهو باليمامة، وقالت: يا معشر تميم، اقصدوا اليمامة، فاضربوا فيها كل هامة، وأضرموا فيها نارا ملهامة، حتى تتركوها سوداء كالحمامة. وقالت لبني تميم: إن اللّه لم يجعل هذا الأمر في ربيعة، وإنما جعله في مضر، فاقصدوا هذا الجمع، فإذا فضضتموه كررتم على قريش. فسارت في قومها وهم الدّهم الداهم.
وبلغ مسيلمة خبرها، فضاق بها ذرعا، و تحصّن في حجر حصن اليمامة. و جاءت في جيوشها فأحاطت به، فأرسل إلى وجوه قومه و قال: ما ترون؟ قالوا: نرى أن نسلّم هذا الأمر إليها وتدعنا، فإن لم نفعل فهو البوار. وكان مسيلمة ذا دهاء، فقال: سأنظر في هذا الأمر. ثم بعث إليها: إن اللّه- تبارك و تعالى- أنزل عليك وحيا، وأنزل عليّ. فهلمّي نجتمع، فنتدارس ما أنزل اللّه علينا، فمن عرف الحق تبعه، واجتمعنا فأكلنا العرب أكلا بقومي وقومك. فبعثت إليه: أفعل، فأمر بقيّة أدم فضربت، و أمر بالعود المندليّ فسجر فيها، وقال: أكثروا من الطيب و المجمر، فإنّ المرأة إذا شمت رائحة الطيب ذكرت الباه، ففعلوا ذلك. و جاءها رسوله يخبرها بأمر القبّة المضروبة للاجتماع، فأتته فقالت: هات ما أنزل عليك. فقال: ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج منها نطفة تسعى، بين صفاق وحشا، من بين ذكر وأنثى، وأموات وأحيا، ثم إلى ربهم يكون المنتهى. قالت: وماذا؟ قال: ألم تر أن اللّه خلقنا أفواجا، وجعل النساء لنا أزواجا، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا، ونخرجها منهن إذا شئن إخراجا. قالت: فبأي
قال: فقالت: لا، إلّا به أجمع. قال: فقال: كذا أوحى اللّه إليّ، فواقعها. فلما قام عنها قالت: إن مثلي لا يجري أمرها هكذا، فيكون وصمة على قومي وعليّ، وليكن مسلّمة النبوّة إليك، فاخطبني إلى أوليائي يزوّجوك، ثم أقود تميما معك. فخرج وخرجت معه، فاجتمع الحيّان من حنيفة وتميم، فقالت لهم سجاح: إنه قرأ عليّ ما أنزل عليه، فوجدته حقّا، فاتبعته، ثم خطبها، فزوّجوه إياها، وسألوه عن المهر، فقال: قد وضعت عنكم صلاة العصر، فبنو تميم إلى الآن بالرّمل لا يصلّونها، ويقولون: هذا حق لنا، ومهر كريمة منا لا نردّه. قال: و قال شاعر من بني تميم يذكر أمر سجاح في كلمة له:
وفاتها
لما قتل مسيلمة، فرت سجاح إلى قومها في الجزيرة الفراتية،وقيل لحقت قومها مسلمة، وفي ذلك قال الحسن البصري: «فأسلمت سجاح بعد ذلك وبعد قتل مسيلمة، وحسن إسلامها»،وقال أبو الربيع الكلاعي:«ولما قتل مسيلمة، أخذ خالد بن الوليد سجاح، فأسلمت و رجعت إلى ما كانت عليه، و لحقت بقومها». فلما عادت لقومها تزوجت رجل من تميم، وانجبت له ثلاثة أبناء، وفي ذلك قال ابن الكلبي:«فلم تزل – سجاح – عند مسيلمة إلى أن قتل، فهربت فلم توجد، ثم أسلمت فتزوجها رجل من قومها، فولدت له ثلاثة».ومن رواية ابن الكلبي يتضح أن سجاح كانت في الثلاثينات من عمرها وقت الردة، حيث أنها لما عادت بعد الردة للعراق كانت في عمر لا يزال يسمح لها بإنجاب ثلاثة أبناء، أي أنها كانت مابين 35 – 40، فقد يكون مولدها بنحو 25 قبل الهجرة.
ولما كان عام الجماعة سنة 41 هـ نقل معاوية بن أبي سفيان أهل الجزيرة الفراتية إلى الكوفة فانتقلت سجاح إليها، ثم انتقلت إلى البصرة وتوفيت فيها سنة 55 هـ، وصلى عليها سمرة بن جندب والي البصرة لمعاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك عام قدوم عبيد الله بن زياد واليًا عليها، وفي ذلك قال البلاذري: «إن سمرة بن جندب الفزاري صلى عليها وهو يلي البصرة من قبل معاوية، قبل قدوم عبيد الله بن زياد من خراسان وولايته البصرة»،وقال ابن الأثير: «فلم تزل سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة وجاءت معهم وحسن إسلامهم لإسلامها وانتقلت إلى البصرة وماتت بها، وصلى عليها سمرة بن جندب، وهو على البصرة لمعاوية قبل قدوم عبيد الله بن زياد من خراسان وولايته البصرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *