يوتوبيا حقوق الانسان
المحامية والناشطة الحقوقية حنان جواد– في العام 1755 ، كتب مؤلف عصر النهضة الفرنسي المؤثر دنيس ديدرو عن”الحق الطبيعي” حيث قدم ديدرو -على غرار آخرين من معاصريه – تلميحا ً غامضاً فحسب لمعنى الحقوق الطبيعية، فخلص إلى الآتي: «بصفتي إنسانًا، لست أملك حقوقًا طبيعية أخرى ثابتة بحق بخلاف تلك الحقوق التي تملكها الإنسانية.» بيد أنه وضع يده على أهم سمة من سمات حقوق الإنسان؛ أنها حتَّمت وجود «شعور داخلي» معني يتقاسمه نطاق عريض من البشر.
وحتى فيلسوف القانون الطبيعي السويسري المتشدد جان جاك بور أصر على أن الحرية لا يمكن بلوغها إلا من خلال المشاعر الداخلية لكل إنسان عندما صرَح قائلا: مثل هذه الأدلة الشعورية تسمو فوق كل عائق وتولِّد أرسخ القناعات الإيمانية.
وحقوق الإنسان ليست مجرد مذهب صَيغ في وثائق، بل هي في جوهرها نزعة نحو الآخرين، أو مجموعة من القناعات حول كنه الناس وكيف يميزون الصواب من الخطأ في العالم العلماني.
وكان لا بد للأفكار الفلسفية، والتقاليد الشرعية، والسياسات الثورية أن تتحل بهذا النوع من المرجعية الشعورية الداخلية كي تصير حقوق الإنسان بديهية بالفعل.
وكما أصر ديدرو، كان لا بد أن يشعر كثير من الناس بهذه المشاعر، وليس فقط الفلاسفة الذين كتبوا عنه.
وتجدر الإشارة الى ان العديد من الديانات والثقافات الشرقية القديمة نادت وتضمنت حقوق للأفراد تعبر عن المزيج الثقافي التي تتكون منه..
وفي العصر الحالي لم يبدأ الأمريكيون بخطة واضحة للانفصال عن بريطانيا العظمى في حينها، ولم يتخيل أحد في ستينيات القرن الثامن عشر أن الحقوق ستؤدي بهم إلى مثل هذه التجربة الجديدة.
إن إعادة تشكيل ملكة الحس ساعدت على جعل فكرة الحقوق أكثر واقعية لدى الطبقات المثقفة، كما حدث في المناقشات حول التعذيب والعقوبات القاسية على سبيل المثال غير أن فكرة الحقوق تغيرت أيضا بتغير الظروف السياسية وبات لدينا لغتان مختلفتان من لغات الحقوق في القرن الثامن عشر: لغة «الحصر» (اقتصار الحقوق على شعب معني أو ثقافة قومية) ولغة العمومية (حقوق الإنسان بصفة عامة).
وأكد إعلان فيرجينيا للحقوق الصادر في الثاني عشر من يونيو عام ١٧٧٦ أن «كل الناس ُ بحكم الطبيعة أحرار ومستقلون ولهم حقوق أصيلة معينة»، الحقوق التي عرفت على أنها حقوق «التمتع بالحياة والحرية، عن طريق اكتساب وحيازة الممتلكات، والسعي إلى السعادة والسلامة ونيلهما».
والأهم من ذلك أن إعلان فيرجينيا تطرق إلى طرح قائمة من الحقوق المحددة مثل حرية الصحافة وحرية المعتقد الديني وفي العام ١٧٩٠، فاجأ الكاتب كون درسيه قراءه بمقالة افتتاحية مذهلة في إحدى الصحف بعنوان «حول منح المرأة حقوق المواطنة»، شرح فيها بوضوح الأساس المنطقي لحقوق الإنسان التي كانت تتطور بثبات في النصف الثاني من القرن الثامن عشر:
«تنبع حقوق الإنسان فقط من حقيقة أن البشر كائنات ذات إحساس قادرة على اكتساب أفكار أخلاقية وعلى التأمل في هذه الأفكار.»
ألا تتمتع النساء بنفس الخصال؟ الإجابة كما يؤكد َّ كون درسيه هي أنه: «بلى كانت النساء تنعم بنفس الخصال، فهن يتمتعن بالضرورة بحقوق متساوية.»
وتوصل كون درسيه إلى النتيجة المنطقية التي واجه رفاقه الثوار صعوبة بالغة في التوصل إليها: إما أنه لا يملك أي فرد في البشرية حقوقًا حقيقية، وإما أن الجميع لهم نفس الحقوق؛ وعليه فإن أي إنسان يصوت ضد حقوق إنسان آخر أيٍّا كان دين هذا الآخر أو لونه أو نوعه، فإنه بذلك ينكر حقوقه هو نفسه.
هل كانت حقوق الإنسان مجرد «هراء منمق، وجعجعة فارغة»؟
خاصة في ظل انتهاك مبادئها من ممثلة الغرب وثقافته إسرائيل؟
خاصة فيما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها حتى تاريخه بحق المدنيين عامة والمرأة خاصة، فهي منهكة ضحية ومغتصبة!
وفي هذا السياق ذكر تقرير اممي صادم تم اعداده بشكل مشترك من 5 منظمات دولية وازنه منظمات (حكومية دولية) بالتعاون مع 3 منظمات (إسرائيلية) غير حكومية، التقرير يواجه ضغوط وخصوصاً امريكية غربية كي لا يخرج للنور، واهم نقاط التقرير:
تم توثيق 112 حالة اغتصاب بالمواقع داخل سجون الاحتلال لأسيرات من غزة، ثلاث حالات منها وقعت لفتيات (عذراء) وكان الاغتصاب جماعي واحدي هذه الحالات نقلت بأشراف دولي الي مكان سرى وهي حامل الآن.
قوات الاحتلال اعدمت داخل معتقلاتها بإطلاق الرصاص مباشرة من مسدسات في الرأس على 87 معتقل غزاوي والقت الجثامين في مناطق مختلفة من شوارع غزة..
التعذيب في المعتقلات همجي ومجنون وما يحدث افظع مما وقع في ابو غريب وغوانتنامو والسجون السرية.
(اسرائيل) قصفت بشكل متعمد ضمن تسلسل الاوامر عائلات واطفال من ينتمون للتنظيمات الفلسطينية وان جيش الاحتلال اقر من اليوم الثاني خطة ابادة عائلات الناشطين وان بنك الاهداف يتضمن 150 الف شخص مدني.
(اسرائيل) استخدمت المرتزقة بشكل مفرط وتعاقدت مع 22 شركة خدمات عسكرية وان هناك سفينه امريكية عبارة عن ثلاجة موتي عائمة عليها 1327 جثة لمرتزقة لم تبلغ عائلاتهم بعد بموتهم.
حجم المسروقات من الذهب والاموال حسب تقديرات الجيش السرية تقريبا 370 مليون دولار.
القنابل التي القيت على غزة معالجة باليورانيوم المنضب بنسبة 70%، وان التربة في القطاع ملوثة بشكل عالي من عناصر اليورانيوم التي تحتوي على 60٪ من إشعاع اليورانيوم الطبيعي، ويتكون من ثلاثة نظائر من اليورانيوم هي يورانيوم 234، يورانيوم 235 ويورانيوم 238، وان اليورانيوم المنضب الذي القي على غزة يحتوي، على نفس أنواع الإشعاعات الصادرة من اليورانيوم الطبيعي، إلا أنها بكميات أقل، كما أن الإشعاعات الصادرة من اليورانيوم المنضب تمثل 40% من الإشعاعات الصادرة من اليورانيوم الطبيعي.
ويبعث اليورانيوم 238 -والذي يمثل 99.8% من اليورانيوم المنضب- أشعة ألفا، وعمره النصفي للزوال من غزة تقريبا 450 سنة وان دخان اليورانيوم المنضب اثناء الانفجار زرع السرطان في صدر كل من استنشقه.
النساء والأطفال في غزة مصابون بصدمات نفسية عميقة بنسبة 80%، وان المراكز الطبية في القطاع سجلت ما يزيد عن 5000 حالة جنون كامل اغلبها لنساء فقدن ابنائهن طيار (اسرائيلي) رفضوا القيام بطلعات جوية لقصف اهداف كانت تحتوي العشرات، وقد سجل احد الطيارين في شهادته امام منظمة إسرائيلية انه رفض قصف برج سكني في تل الهوي كان يتواجد به 48 طفل رصدتها طائرات الرصد الحرارية الا ان طيار آخر نفذ القصف بعد 17 دقيقة وقتل كل من في المبني، وان النتيجة كانت مقتل 128 مدني.
الهدف من انشاء ميناء مؤقت هو النقل الجماعي للفلسطينيين وتسهيل عبورهم الى اوروبا وان 3 دول اوربية متورطة بالكامل في خطة متفق عليها لتفريغ القطاع من سكانه، مجلس الحرب الصهيوني اقر في اواخر نوفمبر استخدام التجويع كسلاح اجهزة الاستخبارات ( الإسرائيلية ). اجرت اكثر من 3 مليون مكالمة هاتفية مع سكان غزة، وهددت بقصف البيوت وقتل العائلات ان لم تتحصل منهم على معلومات ميدانية.
اسقاط المساعدات على غزة من الطائرات الغربية تمت بناءاً على نصائح من المستشارين القانونيين لدرء مخاطر اتهامها بالمشاركة بالإبادة، وخصوصا تلك التي وردت الاسلحة بدون شروط تقييدية في استخدامها ضد المدنيين.
كل ذلك يسجل خروقات فاضحة ينقشع منها الوجه الاخر للمعايير المطبقة والمتبناة على مستوى العالم.