شعلة النصر لن تنطفئ.. من دم الشهداء تولد الانتصارات

سمير السعد- حين يسقط بطلٌ مضحّيًا بحياته في سبيل قضيةٍ عادلة، تتولد طاقة جديدة في الأمة، طاقة تستمد قوتها من دماء الشهداء وروحهم الخالدة التي تحرّك القلوب وتضيء العقول. هكذا كانت لحظة استشهادك ، لحظة فارقة تملأ نفوسنا بحزن عميق وإحساس قاتل بالهزيمة، لكنها في الوقت ذاته لحظة تفتح آفاقًا جديدة للنضال، وتمدنا بالإيمان بأن دماء الشهداء لا تذهب هدرًا، بل تصنع مسارات أمل، تُنبت أزهارًا من الحرية، وتكتب بمدادها دروس العزة.

لقد كان اسمك قبل الشهادة مجرد اسم يُذكر بخوفٍ وحذر في ظل ظروف كان فيها الوفاء للمبادئ ثقلًا يرهق القلوب. ولكن اليوم، أصبح اسمك عنوانًا للفخر، وسلاحًا يُرفع في وجه الظلم والطغيان. لم يعد اسمك سرًا يُحفظ في الصدور، بل شرفًا يتسابق الناس إليه، يتباهون به كما يتباهون بكنوزهم الثمينة. في حياتك، ألهبت العزائم، وفي شهادتك أطلقت شعلة لا تنطفئ من الشجاعة والإصرار.
إن النصر الذي كنت تحلم به، قد يبدو بعيدًا للبعض، لكنه في الحقيقة يقترب، وما دماؤك إلا بداية الطريق. دماؤك الطاهرة ليست مجرد ذكريات تُروى، بل هي وصية كُتبت بحروف من نور، وواجبٌ يحمل الجميع مسؤوليته. دمك كتب في عقولنا فكرة أن التضحية ليست نهاية، بل طريقٌ يُوصلنا إلى وطن حر، وإلى عزة لا يطاولها شيء. هذا الدم الذي سُكب يروي أرض الكرامة، ينبت أجيالًا تعرف معنى العزة وتفهم قيمة المقاومة، وتستعد للمواجهة مهما كان الثمن.
إن ما خلّفته وراءك هو رسالة شرف، رسالة واضحة في أن الأوطان لا تُبنى بالأقوال، بل تُبنى بالعزيمة والإرادة التي لا تعرف الاستسلام. كل من حمل اسمك اليوم يسير على خطاك، مؤمنًا بأن الجهاد مستمر، وأن نور الحسين لا ينطفئ، بل يظل يتألق في القلوب ويشعلها بالروح المقاومة التي لا تعرف حدودًا.
أنت لم تكن مجرد شخص، كنت فكرةً، قضية، وصوتًا لأجيالٍ من المناضلين، وأصبحت نورًا يُنير الدرب لمن جاء بعدك. من دمائك استمد المقاومون قوة لا تُقهر، وأصبحوا يعرفون أن الفداء هو الطريق إلى الحرية. فلا نصر بدون تضحيات، ولا حرية بدون شهداء يدفعون أرواحهم فداءً للوطن. هذا الدم الحُسيني هو بذرة لأجيال قادمة، أجيال ستواصل المسير حتى تثمر الشجرة وتظلل بثمارها الأحرار.
لن يخبو نورك، ولن ينكسر ذكرك، فقد كتبت لنا درسًا خالدًا عن البطولة، وأعطيتنا الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الطريق. سنظل نستمد من ذكراك القوة والعزيمة، ونمضي قدماً نحو النصر الذي كنت تحلم به. سنسير على خطاك، حاملين راية الحرية والشرف، ولن نهدأ حتى يتحقق الحلم وتعود الكرامة، فنحن ندرك أن الطريق قد يكون طويلًا، لكنه يمتلئ بروحك، وبشعلة النصر التي لن تنطفئ.
“منك نستمد النور.. وبك نكمل المسير”
وهكذا، نمضي وقد تركتَ فينا إرثًا خالدًا لا يُمحى. نمضي وقلوبنا مشبعة بروحك، وعقولنا ممتلئة بقيمك، وعزائمنا لا تعرف الانكسار. لقد كنت أنت النور الذي أنار لنا الطريق، وكل قطرة من دمك الطاهر زرعت فينا حب الوطن والإيمان بأننا، مهما بلغت التضحيات، لن نتراجع ولن نتخاذل.
اليوم، أصبحنا نفهم معنى الشهادة حقًا، وندرك أنها ليست فراقًا بقدر ما هي ولادة جديدة للأمل. نمضي ونحن نحمل اسمك بكل فخر، نروي قصتك للأجيال القادمة لتظل حيًّا في قلوب الأحرار، ولتظل روحك تهدي خطانا في معركة الكرامة والحرية.
“نصر الله” ” أبا هادي ” سلامٌ على روحك الطاهرة، وسلامٌ على كل شهيدٍ قدم روحه كي يظل الوطن شامخًا. نعدك بأننا لن نتوقف، وأن نضالك سيبقى فينا خالدًا، ورايتك ستظل مرفوعة، حتى تتحقق الغايات التي بذلت حياتك من أجلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *