رواية “الخوف” “للكاتب أسامة مسلم ” ستقطب مئات المراهقين و تثير الجدل لدى الكتاب و المتابعين…!!!
فاطمة حاكمي _ عندما تتغلب نزعة الخيال و الماورائيات على نزعة الواقع ، و عندما تتصدّر روايات تُروِّج للسحر و الشعوذة و الخيال و المغامرة و مخاطبة الجن في ثوب من المغالطات و تحت بريق من المسميات..!! فليعلم الجميع أننا أمام غزو فكري خبيث بسلاح مسموم ..المستهدف الأول فيه ، هم الشباب و المراهقون….
التزاحم و التدافع غير المسبوق الذي شهده الصالون الدّولي للكتاب بالجزائر _الأسبوع الماضي_ للظفر بنسخة بالتوقيع لكتاب “الخوف” للكاتب السعودي “أسامة مسلم” أثار الكثير من الجدل بين مُرحب على أنها ظاهرة صحيّة وسط فئة المراهقين و إقبالهم على القراءة _ التي نادرا ما تقبل عليها هذه الفئة من جيل السوشيال ميديا التي سلبته متعة الإقبال على الكتاب …و بين مُستنكر غاضب على هذه الظاهرة التي قد تكون صحية _حسبهم _ و وجب تشجيعها و تثمينها،، لو كانت في إطارها الصحيح ..
_ فهل التوافد على هذه الرواية ، كان بالحجم نفسه على كتب و مؤلفات أخرى عبر عشرات الأجنحة و دور النشر الجزائرية و العربية الأخرى !!!؟؟؟
_و كيف استطاع هذا الروائي _الذي صنع الجدل بكل بلد عربي حلّ_ أن يستقطب تلك الجموع الغفيرة من المراهقين!!!؟؟
_هل لأنّ الروائي أسامة مسلم ، كان أذكى من أي روائي و مؤلف آخر ، فأدرك من أين و كيف يتم اصطياد القُراء الى شباك رواياته التي لا يختلف اثنان في أنّ عنصر الخيال و الرعب نال فيها حيّزا ليس باليسير من روايته هذه ، ما جعلها تسافر بعقول المراهقين الى عالم لا يمكن مشاهدته ، إلا في أفلام الكارتون …
من المؤسف أنّ الكاتب وظّف خبرته و ذكاءه ، بل و خبثه ليوجه عقولا في طور النماء الى معتقدات خبيثة و فاسدة ، بل و منافية للعقيدة بما تضمنته من إيحاءات سحر و رعب و خيال وُضعت في قالب روائي جذّاب حتى يسلم من الانتقاد و ردود الافعال…
رواية “الخوف” لم تكن رواية للمتعة فحسب ، بل لتمرير الكثير من المغالطات و الأفكار المشحونة بالمعتقدات المنافية للعقيدة فشتان بين المشروبات الغازية و التدخين لكن في خيال و خبث الرواية لا يختلفان ..!!أما عن السحر و الشعوذة فقد وضع لها مصطلحات عصرية هي الطاقة و الهالة ..كما يذهب إليه الكثير من دعاة هذا النوع الميتافزيقي من العلاج …
و لعلّ ما قد يجعل المجتمع الاسلامي يدق ناقوس الخطر مما تُرّوج له هذه الرواية ..هو التطاول على كتاب الله ، فقد تضمنت الرواية ما يشبه السخرية و التشكيك في آيات القرآن الكريم كادعاءه بتنزيل الآية في غير موضعها ..و العياد بالله…!!!
و دون الإسهاب فيما تضمنته هذه الرواية من تُرهات و أراجيف و سموم و مغالطات …فإن الخطير هو الإقبال و الشغف الذي حازته هذه الرواية في قلوب و عقول أبنائنا…رغم أن البعض حاول تقزيم تلك المشاهد التي عاشها الصالون الدولي للكتاب على أنها لا تعدو أن تكون هوس مراهقين يتوقف عند انهاء قراءة الرواية ،،،
مشهد التدافع على رواية ” الخوف”مشهد لم نشاهده، سوى في الحفلات الغنائية الشبابية ،هذه الأخيرة ،و إن كانت تجعل أجساد مراهقينا ترقص و تتمايل فرحا فرواية “الخوف” جعلت عقولهم ترقص طربا و قلوبهم تتمايل حبّا و إعجابا و تأثرا!!!!
مشهد التدافع على روايات “أسامة مسلم لم تكن الاولى بالجزائر ، فقد تكرر المشهد بمعرض الكتاب بمصر والمغرب و كأنّه أمر دُبّر بالليل ..
و قد حذر العديد من المثقفين من الكاتب و الكتاب معا و دعوا الى فرض رقابة قبلية على ما يتسلل من إصدارات في ثوب روايات لتسميم عقول الأجيال التي لم يكفي ما يُصدر إليها من غزو ثقافي و أفكار هدامة عبر السوشيال ميديا ليأتي هذا الكاتب ليعصف بما تبقى من ثوابت الأمة العربية الإسلامية ليقذف بها في المجهول!!!
و صدق الشاعر حيث أنشد قائلا:
و إذا أُصيب القوم في أخلاقهم ….فأقم عليهم مأتما و عويلا