[أنا يومٌ واحدٌ في الأسبوع]

شعر:  زيرفان أوسى

 

أنا صهريج في الحرب العالمية الأولى
ما زال يضخُّ الدم.
أنا ممزّق مثل قميصٍ
يكاد أن يتحوّل إلى لوحة.
أنا حفّارُ القبور في الأراضي المنسيّة،
من يدلُّني على عشبٍ فوقها؟
أنا حقل نفط لم يُكتشف،
سأرمي بجثتي فيهِ.
أنا الصولجان والحاجب
من يبحث عن ملكٍ في الكلمات؟
أنا الولادةُ والموتُ،
فالحياة في بلدٍ صاخب بالقتلِ
لا يشبه سوى العدم.
أنا نبيذ محاربٍ في العصور الوسطى،
يرقصُ، يرقصُ، لأنَّ الحرب لم تنتهِ.
أنا وثيقة إعدام أُحرقتْ في المحكمة
بعدما سقط نظام الحكم.
أنا الطائرُ الذي لم يرَ سماءهُ،
لأنَّ الأرض فريسة.
أنا فِلذة كبدِ اليتيم،
يخرجُ رأسهُ من سلّة غذائية.

الشاعر  زيرفان أوسى

أنا الوشيكُ بأنْ يُرمى بالحجارة.
أنا الأسود والأبيض معاً،
الألوان الأخرى تصيبني بالعمى.
أنا خريطة النص إلى القارئ
ليرى في الأخير، أنّي هو المقتول.
أنا طريق، يطئوها الأصدقاء في رأس السنة.
أنا شيءٌ، يدركهُ الظلام
أنا لا شيءٌ، يهيمن مثل النور.
أنا الوردُ الوحيد في حديقة كبيرة،
لا يحتاجُ سوى القطف.
أنا ريحٌ قادمة من الجهات الأربع.
أنا قنديلُ الشعراء
يجدون الزيت في التيه.
أنا يومٌ واحدٌ في الأسبوع
الأربعاء القادم.
أنا سكينٌ قديمةٌ مخبوءة في رسالةِ ثائر.
أنا الانتهاء والبَدءُ
كلاهما من معجزة واحدة.
أنا نادٍ ليليٍّ في حضارة بابل.
أنا يقين الملاحدة وشك المؤمنين.
أنا كهرباء مقطوعة بسبب زخات مطر!
أنا بلدٌ من الذنوب
وجمْعٌ من الموتى في جنازة.
أنا عواءٌ
والصدى الخفيف في قرية.
أنا اللاأحدُ هنا
أنا اللاأحدُ هناك.
أنا أرضٌ، لم تتسع أن يكون لها ثوب فضفاض.
أنا النهرُ
في لحظة ما، أكونُ اليابسة.
أنا رسالةٌ لا تصل أبداً، في بريدِ الله.
أنا مقبرةٌ جماعيّة في السماء
لأنَّ الأرض اكتظت بالجثث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *