
أزمة النفايات تحاصر قلعة بعلبك الأثرية… إلى متى الإهمال؟
** *تقرير :رنا وهبة***
على مرّ العصور، بقيت قلعة بعلبك الأثرية شاهداً حضارياً يروي تاريخاً عريقاً صنعه الأجداد، وجعل من المدينة وجهةً سياحية وثقافية عالمية. إلا أنّ هذا المعلم الذي يفترض أن يكون محاطاً بالجمال والاهتمام، بات اليوم مهدّداً بصورة مشوّهة لا تليق بمكانته، بعدما تراكمت أكوام النفايات في محيطه بشكل يثير الاستياء والغضب في آن.
فالزائر الذي يقصد القلعة لم يعد يستقبله فقط الحجر العظيم والعمود الشامخ، بل أيضاً روائح كريهة ومناظر مزرية تعكس إهمالاً رسمياً وشعبياً لا يمكن التغاضي عنه. هذه الأزمة ليست مجرد مشهد عابر، بل هي كارثة بيئية وصحية تمسّ بصورة بعلبك أمام العالم، وتضرب في العمق قطاعها السياحي الذي يشكّل مصدر رزق لعدد كبير من العائلات.
إنّ ما يحدث اليوم يضعنا أمام مسؤولية جماعية، لكننا بالدرجة الأولى نضع هذه الأزمة أمام بلدية بعلبك ورئيسها المسؤولة المباشرة، باعتبارهما الجهة الأولى المعنية بالحفاظ على النظافة العامة وصون صورة المدينة. ومع ذلك، لا تزال الحلول غائبة، والمعالجات تقتصر على وعود مؤقتة لا تلبّي حجم الأزمة.
من هنا، نضع هذه القضية برسم المسؤولين والبلدية:
هل يعقل أن تبقى القلعة التاريخية غارقة في النفايات فيما العالم أجمع يحتفي بها كتحفة معمارية؟
أين الخطط المستدامة لإدارة النفايات ومنع تكرار هذه المشاهد؟
ومتى يُصار إلى التعامل مع بعلبك كمدينة سياحية عالمية تستحق الحد الأدنى من الاهتمام؟
إنّ بعلبك لا تحتاج إلى شعارات رنانة، بل إلى إرادة فعلية وإدارة مسؤولة. فالقلعة التي صمدت لآلاف السنين لا يجوز أن تنهزم اليوم أمام أزمة نفايات كان يمكن تجنّبها بحسن التنظيم والجدية في العمل البلدي.
لقد آن الأوان أن تتحوّل هذه الصرخة إلى تحرّك عملي، قبل أن نخسر ما تبقّى من صورة حضارية طالما افتخرنا بها.



